للتذكير فقط بأحداث الحلقة الماضية من المسلسل الرمضاني «الإرهاب في البحرين» إن الحلقة الأخيرة انتهت على صدور بيانات الفزعة والتهديد بالقبض على الجناة في مثل هذا الوقت من رمضان الماضي في 22 يوليو بعد انفجار سيارة مفخخة في الرفاع والناس يصلون التراويح، فقد أسدلت الستار على الحلقة الماضية على صدى توصيات السلطة التشريعية بجلستها الطارئة بالتعامل القانوني مع ماكينة التحريض والتفريخ وليس مع القائمين على التفجير وانتهت الحلقة .. ولم تنفذ التوصية.
وها نحن اليوم نتابع الحلقة الثانية هذه السنة من المسلسل الرمضاني المكرر بتفجير جديد وبيانات إدانة وبيانات تهديد ووعيد وبفزعة جديدة (ما في مجلس .. ما في جلسة) التردد مازال مستمراً في تنفيذ التوصية.
أحداث الحلقة الثانية مملة لتكرارها فهي لا تختلف كثيراً عن الحلقة الماضية التمطيط والتطويل سمة عموماً من سمات الدراما البحرينية كلهجتها!
تغييرات طفيفة جرت في أحداث الحلقة الثانية لكن المخرج مع الأسف لم ينتبه لها ويوظفها بشكل جيد لإضفاء قليل من الإثارة مثلما لم يوظف فزعة السلطة التشريعية في الحلقة الماضية توظيفاً جيداً، فإقرار الأمين العام لجمعية الوفاق صراحة «بالتكامل» مع الثوار قبل أن يجف حبر بيان إدانة العنف والإرهاب بعد مقتل رجل الأمن كان من الممكن أن يكون محور الحلقة الثانية فهو تصريح علني بالتكامل بين الجناح السياسي والمليشيات، فقد خطب الأمين العام لجمعية الوفاق أول أمس قائلاً إن («العمل السياسي» وحده لا يكفي وكذلك «العمل الثوري» لوحده لا يمكن أن يحدث تغييراً، العمل الثوري يتطلب التكامل في جزيئاته)!! قيل هذا الكلام بعد ساعات من بيان الإدانة، فإذا كان نفهم العمل السياسي بأنه العمل السلمي المشروع بكل أداوته المشروعة تعبيراً (ندوات، محاضرات، مؤتمرات، مسيرات لقاءات ...إلخ)، فماهو «العمل الثوري» والذي يكمل العمل السياسي السلمي؟ لكن المخرج ترك هذا الحدث يمر دون أن ينتبه لاهميته مثلما ترك توصيات الشعب وممثليه.
لذلك فإن المشاهدين أصابهم الملل لتكرار الأحداث، ففي حلقتين رمضانيتين متتاليتين تتكرر ذات الأحداث، تفجير، فموت، ففزعة فبيانات، فتهديد، ثم يتبعها لقاءات وابتسامات وزيارات؟!
على الأقل من باب الإثارة كان للمخرج أن يخلق شيئاً من التفاعل مع التصريح العلني بوجود التكامل بين الوفاق و 14 فبراير أو بين العمل السياسي والعمل الثوري كما وصف خادم خادم خامنئي، لا أن يكرر مشهد الفزعة و يتبعه مباشرة مشاهد الزيارات واللقاءات والابتسامات بين أصحاب الفزعة مع الجناحين المتكاملين.
على الأقل لنضيف بعض الإثارة في موقف تصرخ فيه جموع وحشد من الناس وتلقي بتصريح التكامل في وجه من تأمل خيراً في هذه الجماعة ومازال يظن أن في الوفاق وجوهاً بعيدة عن الإرهاب وبعيدة عن جماعة 14 فبراير، أو صدق أن بها وجوهاً أوأجنحة معتدلة.
على الأقل ليقف أحد جديد في الحلقة الجديدة غير 80 عضواً الذين وقفوا قبل عام وطالبوا بغلق حنفية الإرهاب وماكينة التفريخ وينبوع التحريض، أحد يصرخ منبهاً أن الوجوه التي تتبسم في اللقاءات وتدعي الاعتدال وتطالب بالحوار نهاراً، هي ذاتها التي تعمل بلا كلل ولاملل في التكامل مع (الثوار) ليلاً، إن الوجوه التي تصدر بياناً أو تكتب مقالاً تدين به العنف نهاراً تسارع إلى نفيه ليلاً، إن الوجوه التي ترسل نسخة من بيانها ومقالها للسفارة الأمريكية نهاراً، هي ذاتها التي تضلل وتخفي وتبعد الأنظار تشتت التركيز وتتلاعب في مكان وموضع الأخبار
وتجري للشارع ليلاً تشجع تحرض تدفع تمول تدغدغ شارع الإرهاب ليلاً، إن الوجوه التي تدين العنف نهاراً تعقد حفلات الزار مع (الثوار) سوياً على جثث الضحايا لقد قالها علي سلمان خادم خادم الخامنئي إننا نتكامل، «العمل السياسي» يكمل «العمل الثوري»، فلا أقل من توظيف لهذا الحدث المهم، قليل من الإثارة على الأقل حتى نبقي على بعض المتابعين للحلقة الثالثة في رمضان المقبل!