خيبت الكرة الآسيوية الآمال المعقودة عليها حين ودعت منتخباتها المونديال البرازيلي من الأدوار الأولى بعد أن ظهرت بمستويات فنية متراجعة -باستثناء أداء المنتخب الأسترالي أمام نظيره الهولندي- مما يتطلب البحث الجاد عن أسباب الفوارق الكبيرة في المستويات بين المنتخبات الأوروبية واللاتينية وبين المستوى الآسيوي، والعمل الجاد على وضع الحلول الناجعة لتأمين الارتقاء بالمستوى الآسيوي في قادم السنوات بحيث يمكن إبراز الكرة الآسيوية في المونديالات القادمة بما يتوافق مع التطور الآسيوي المضطرد في مجالات التكنولوجيا والصناعة.
إنني على ثقة من أن القائمين على الشأن الرياضي عامة والكروي خاصة في كل من اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وإيران سوف لن يتركوا الخروج المبكر لمنتخبات بلدانهم من المونديال البرازيلي من دون تقييم جاد، وسيعملون -كل بحسب إمكانياته- لمعالجة الخلل تحضيراً لمشاركات مونديالية قادمة أكثر رقياً.
كما أثق أيضاً في جدية الاتحاد الآسيوي لكرة القدم برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة لإعادة ترتيب أوراق الكرة الآسيوية بدءاً من القاعدة وانتهاءً بمنتخبات الرجال، خصوصاً أن معالي الشيخ سلمان كان قد عايش المنتخبات الآسيوية الأربعة من موقع الحدث، وكان قريباً جداً من القائمين على شؤون هذه المنتخبات.
كرة القدم الآسيوية شهدت في السنوات العشر الأخيرة طفرة احترافية طورت من مستوى الأداء سواء في مسابقات الأندية أو في بطولة الأمم الآسيوية، الأمر الذي جذب إليها أنظار الكشافة الأوروبيون وهو ما أدى إلى اقتحام العديد من اللاعبين الآسيويين الدوريات الأوروبية المتقدمة وأقنع “الفيفا” بزيادة مقاعد القارة في البطولة العالمية إلى أربعة مقاعد ونصف.
لذلك كانت مساحات التفاؤل لدى الآسيويين كبيرة بأن تجتاز منتخباتها الأربعة أو على أقل تقدير إحداها الأدوار الأولى من المونديال البرازيلي، غير أن هذه الآمال اصطدمت بالمستوى المتواضع الذي قدمته المنتخبات الأربعة متبوعاً بخروج مبكر من البطولة وهو ما يصنف في خانة التراجع إذا ما قيس بنتائج المنتخبات الآسيوية في مونديال 2002.
عندما نتحدث عن الكرة الآسيوية فإننا نتحدث عن منتخباتنا الخليجية أيضاً باعتبارها جزءاً هاماً في المنظومة الكروية الآسيوية، فهذه المنتخبات عجزت عن بلوغ دور الـ 32 في مونديالي جنوب أفريقيا والبرازيل بعد أن سجلت حضوراً في العديد من النسخ الماضية بدءاً من مونديال إسبانيا 1982 ممثلة بالمنتخب الكويتي، ومونديال المكسيك 1986 ممثلة بالمنتخب العراقي، ومونديال 1990 ممثلة بالمنتخب الإماراتي ثم المنتخب السعودي في أربع مونديالات متتالية بداية من 1994 حتى 2006.
القائمون على شؤون الكرة الخليجية مطالبون بوقفة جادة لبحث أسباب هذا التراجع وإيجاد الحلول التي تعيد للكرة الخليجية أمجادها المونديالية بما يتفق مع طموحات حكومات وشعوب المنطقة على اعتبار أن بطولة كأس العالم لكرة القدم تعد حدثاً عالمياً يتجاوز في مضامينه الحدود الرياضية ويتوغل ليشمل النواحي السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية والاجتماعية.
أمامنا أربع سنوات قبل المونديال الروسي نأمل أن نستثمرها الاستثمار الأمثل لكي نرى تمثيلاً آسيوياً مشرفاً يعزز من قيمة ومكانة القارة الصفراء.