نعم هم أقوى دولة عسكرياً وهم يمتلكون النفوذ.. لكن هم لا يمتلكون التحكم في كرامة الأمم والشعوب أو إخضاعهم قسراً لهم
قال علي سلمان خلال لقائه بأهالي كرزكان في 8 يوليو 2014: «لنا في حراك كل الأنبياء عليهم السلام.. ويتضح أكثر في حياة النبي إبراهيم عليه السلام، حينما كان يواجه أمماً كاملة لوحده.. ونحن في حركتنا التصحيحية من منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نؤصل هذا المبدأ لكي يكون وقوداً لا ينضب في حركتنا».
هل تعرفون من صاحب هذه الكلمات؟ إنه علي سلمان الذي كاد ليلة البارحة أن «يندلق» من شدة «الونس» في أحضان «مولينسكي» في مجلس الوفاق الرمضاني دون حياء لا من الله ولا من خلقه بأن يجاهر بمؤامرته الخبيثة ويتباهى بها أمام الكاميرات، ثم يقول «الشعب مصدر السلطات» وهو يؤاخي ويواد أمريكا وإيران، هذا هو الذي يقارن حركته بالأنبياء ويدعي أن سيدنا إبراهيم عليه السلام وقود لحركته، يشابه حركته برسالة الأنبياء ويدعي أنه من منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو في كل يوم يحزم حقيبته ويلبس بدلته ويذهب إلى جنيف وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ليلتقي بحكامها وحكوماتها وبرلماناتها ثم يقول «النبي إبراهيم عليه السلام حينما كان يواجه أمماً كاملة لوحده»، فأين أنت وأين رسالة سيدنا إبراهيم؟ أنت من بعت البحرين مقابل السلطة والثروة؛ فأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وأين أنت من رسالة الأنبياء والرسل، ولا حتى من العبد الصالح، ولا حتى من المسلم العاصي؟
أنت تلف عمامتك وتحزم حقيبتك لتذهب إلى العراق وتجلس بين قتلة المسلمين تبارك لهم وتهنئهم، ثم ترمي العمامة وتلبس البدلة لتذهب في جولة أوروبية لتستشير وتحصل على الضمان والتمويل، وها أنت كل يوم تكاتب الأمم المتحدة تدعوها للتدخل في البحرين، كما إنك بالأمس دعوت المجتمع الدولي لاتخاذ موقف ضد البحرين مثل الموقف الذي اتخذ في «أوكرانيا»، ثم تشبه مؤامرتك بأنها نفس دعوة الأنبياء.
نسأله هنا عن هذه الحركة التصحيحية التي يدعيها؛ من أرسلك أو أوحى إليك بها؟ فهل جاءك وحي من «نمرود» أم جاءك ابن العلقمي في المنام يدعوك إلى إقامة دولته الصفوية في البحرين؟ حيث لم يهنئه الله بها جزاء على خيانته للمعتصم عندما تآمر مع التتار عليه وتكاتب معهم، كما تفعل اليوم أنت و»مولينسكي».
ثم كيف تسمي دعوة الأنبياء لعبادة الله «حراك»؟ فهل دعوة الأنبياء ثورات أو مظلوميات أم هل كانوا يقودون أحزاباً سياسية؟ أم كانت لهم مرجعيات دينية يأتمرون بأمرها ويقدسون أشخاصها كما تفعل أنت؟ أليس في هذه إساءة إلى أنبياء الله عندما تشبه دعوتهم إلى عبادة الله بـ«حراك»؟ ثم نسألك؛ هل كانت دعوة أحد من الأنبياء من أجل سلطة أو ثروة؟ وهل تواصل أحد منهم مع عدو لله أو استعان بملك من ملوك الدنيا؟
ونقول لك؛ هل حراكك الذي تقول عنه بأن وقوده «سيدنا إبراهيم عليه السلام» هو الذي جعلك «تندلق» على «مولينسكي»؟ وهل صدر من سيدنا إبراهيم أو أحد الأنبياء مثل هذا التصرف بأن جلسوا جلسة حبية ودية مع أعدائهم؟ أليست طائرات دولة «مولينسكي» هي التي تدك بلاد المسلمين في اليمن وفلسطين وأفغانستان وباكستان وتقتل نساء وأطفال المسلمين؟ فلماذا لم تجادله وتأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر بأن يكف أذى بلاده عن أرض المسلمين؟ أم أن حراكك يتفق مع حراكه؛ فكلاكما تبحثان عن السلطة والثروة.
ثم يناقض علي سلمان نفسه وفي نفس اللقاء ويقول: «إن لقاءات الوفاق مع ممثلي الدول المختلفة هي من أبجديات الحقوق السياسية للقوى المعارضة، وهي لقاءات اعتيادية وكثير منها تجري في الوفاق»، إذاً أنت لست وحدك في المواجهة بل المجتمع الدولي هو الذي يدعمك وهو من يوجهك، وأنه إذا كان هناك من يواجه أمماً كاملة لوحده فهي «البحرين» التي تواجه حملة صفوية - صليبية، وها هو مجلسك الرمضاني وجلوسك على يمين «مولينسكي» الشاهد على هذه الحملة.
إذاً حراكك الذي تشبهه بالأنبياء ودعوة إبراهيم عليه السلام، ما هو إلا حملة صليبية صفوية نمرودية تسعى لهلاك المسلمين من أجل أن تحظى بالملك، وأن حرقك لرجال الأمن ما هو إلا كأمر «نمرود» بحرق سيدنا إبراهيم عليه السلام كي يحمي ملكه، ولكن اعلم تمام العلم أن الله منجي البحرين وهالك أعداءها.