يدمر الغضب جسم الإنسان ويسبب الخلل في نسب السكر والضغط في الدم ويؤدي إلى الجلطات والسكتات القلبية والدماغية
يحكي لنا القرآن الكريم أن سيدنا موسى عليه السلام اعتزل قومه ليختلي بربه أربعين ليلة أنزل فيها الله عليه الألواح. وعندما عاد إلى قومه وجدهم قد عبدوا عجلاً صنعوه بأيديهم. فغضب غضباً شديداً وألقى الألواح من يده وأخذ لحية هارون أخيه الذي استخلفه على قومه، يجره بها أرضاً. (ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدىً ورحمة للذين هم لربهم يرهبون) الأعراف 154.
ويعد التعبير القرآني (سكت الغضب) من التعابير البيانية الدالة والمؤثرة، حيث صور الغضب أنه شيء منفصل عن كيان موسى عليه السلام، من جهة، وأن الغضب كائن يقود تصرفات موسى ويغريه بما يفعل ويقول. فيصبح الإنسان حين يغضب ليس هو نفسه. بل شخص آخر، وتصبح تصرفاته ليست هي ذاتها، بل سلوك خارجي يملى عليه من جهة تأثير سلبية أخرى.
وبتتبع الأحاديث النبوية التي تنهى عن الغضب نجد النبي عليه الصلاة والسلام، في حديث أبي هريرة يرد على السائل حين قال له (أوصني، قال: لا تغضب، فردد مراراً فقال لا تغضب) وفي زيادة صحيح الجامع الصغير قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تغضب ولك الجنة)، وسبب تخصيص الجنة مكافأة لمن يغضب لأنه سيكبح جماح نفسه ويجاهدها جهاداً كبيراً، كما أن الغضب قد يوقع الإنسان في المعاصي التي قد تخلفها الرغبة في الانتقام والإيذاء التي كثيراً ما انتهت بالجرائم. وبين النبي عليه السلام أن الغضب ليس دليل قوة وتمكن بل هو خلاف ذلك حين قال ( ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب) فالإنسان أضعف ما يكون حين تتفلت منه نفسه ولا يستطيع ضبطها أو السيطرة عليها.
وربطت كثير من الدراسات الطبية علاقات سلبية بين الغضب والأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان، حيث يدمر الغضب جسم الإنسان ويسبب الخلل في نسب السكر والضغط في الدم ويؤدي إلى الجلطات والسكتات القلبية والدماغية. لذلك ينصح الأطباء بتجنب الغضب واتباع سلوكيات بديلة تنفس عن الإنسان غضبه كتمارين الضغط على الكرات الصغيرة أو ممارسة الرياضة أو تغيير المكان أو الحال التي كان عليها الغاضب. ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإذا ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع).
قد يكون نمط الحياة الذي نعيشه في عصرنا المعقد والمتناقض الذي يجعلنا أكثر انفعالاً وأكثر ميلاً للغضب. وفي كل موقف يحتاج الإنسان ليعبر عن غضبه خصوصاً إذا بلغ منه مبلغاً يصعب كتمانه. ولكن.. كم عزيزاً خسرنا بسبب كلمة (قاسية) في ساعة غضب. وكم صديقاً تخلى عنا عندما بالغنا في ردة فعلنا الغاضبة وتصرفنا بشدة مفرطة. وحين نتأمل تفاصيل حياتنا فإننا نقف أمام سؤال وجيه: كم قضية تستحق أن تستنزف عواطفنا وانفعالاتنا؟ وكم مشكلة تستحق أن نغضب لأجلها؟ وكم موضوعاً تغير مساره لأننا جاهرنا بغضبنا واتخذنا ردة فعل؟
حين نتأمل في إجابات تلك الأسئلة فإن الجواب الدامغ أن كثيراً من هذه القضايا والمواقف كانت ستمر وستحل دون سورة الغضب التي اعترتنا. وأننا في غضبنا نخسر الكثير ونفقد العزيز...
الغضب جذوة نار من الشيطان لذلك أوصى الحديث النبوي الغاضب بأن يستعيذ من الشيطان الرجيم كي لا يكون الشيطان حاضراً في مشاكلنا وحكماً في قضايانا، والحكمة العصية التي نصحنا بها النبي ( إذا غضب أحدكم فليسكت). فكم واحداً منا يستطيع أن يسكت حين يغضب؟
{{ article.visit_count }}
يحكي لنا القرآن الكريم أن سيدنا موسى عليه السلام اعتزل قومه ليختلي بربه أربعين ليلة أنزل فيها الله عليه الألواح. وعندما عاد إلى قومه وجدهم قد عبدوا عجلاً صنعوه بأيديهم. فغضب غضباً شديداً وألقى الألواح من يده وأخذ لحية هارون أخيه الذي استخلفه على قومه، يجره بها أرضاً. (ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدىً ورحمة للذين هم لربهم يرهبون) الأعراف 154.
ويعد التعبير القرآني (سكت الغضب) من التعابير البيانية الدالة والمؤثرة، حيث صور الغضب أنه شيء منفصل عن كيان موسى عليه السلام، من جهة، وأن الغضب كائن يقود تصرفات موسى ويغريه بما يفعل ويقول. فيصبح الإنسان حين يغضب ليس هو نفسه. بل شخص آخر، وتصبح تصرفاته ليست هي ذاتها، بل سلوك خارجي يملى عليه من جهة تأثير سلبية أخرى.
وبتتبع الأحاديث النبوية التي تنهى عن الغضب نجد النبي عليه الصلاة والسلام، في حديث أبي هريرة يرد على السائل حين قال له (أوصني، قال: لا تغضب، فردد مراراً فقال لا تغضب) وفي زيادة صحيح الجامع الصغير قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تغضب ولك الجنة)، وسبب تخصيص الجنة مكافأة لمن يغضب لأنه سيكبح جماح نفسه ويجاهدها جهاداً كبيراً، كما أن الغضب قد يوقع الإنسان في المعاصي التي قد تخلفها الرغبة في الانتقام والإيذاء التي كثيراً ما انتهت بالجرائم. وبين النبي عليه السلام أن الغضب ليس دليل قوة وتمكن بل هو خلاف ذلك حين قال ( ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب) فالإنسان أضعف ما يكون حين تتفلت منه نفسه ولا يستطيع ضبطها أو السيطرة عليها.
وربطت كثير من الدراسات الطبية علاقات سلبية بين الغضب والأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان، حيث يدمر الغضب جسم الإنسان ويسبب الخلل في نسب السكر والضغط في الدم ويؤدي إلى الجلطات والسكتات القلبية والدماغية. لذلك ينصح الأطباء بتجنب الغضب واتباع سلوكيات بديلة تنفس عن الإنسان غضبه كتمارين الضغط على الكرات الصغيرة أو ممارسة الرياضة أو تغيير المكان أو الحال التي كان عليها الغاضب. ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإذا ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع).
قد يكون نمط الحياة الذي نعيشه في عصرنا المعقد والمتناقض الذي يجعلنا أكثر انفعالاً وأكثر ميلاً للغضب. وفي كل موقف يحتاج الإنسان ليعبر عن غضبه خصوصاً إذا بلغ منه مبلغاً يصعب كتمانه. ولكن.. كم عزيزاً خسرنا بسبب كلمة (قاسية) في ساعة غضب. وكم صديقاً تخلى عنا عندما بالغنا في ردة فعلنا الغاضبة وتصرفنا بشدة مفرطة. وحين نتأمل تفاصيل حياتنا فإننا نقف أمام سؤال وجيه: كم قضية تستحق أن تستنزف عواطفنا وانفعالاتنا؟ وكم مشكلة تستحق أن نغضب لأجلها؟ وكم موضوعاً تغير مساره لأننا جاهرنا بغضبنا واتخذنا ردة فعل؟
حين نتأمل في إجابات تلك الأسئلة فإن الجواب الدامغ أن كثيراً من هذه القضايا والمواقف كانت ستمر وستحل دون سورة الغضب التي اعترتنا. وأننا في غضبنا نخسر الكثير ونفقد العزيز...
الغضب جذوة نار من الشيطان لذلك أوصى الحديث النبوي الغاضب بأن يستعيذ من الشيطان الرجيم كي لا يكون الشيطان حاضراً في مشاكلنا وحكماً في قضايانا، والحكمة العصية التي نصحنا بها النبي ( إذا غضب أحدكم فليسكت). فكم واحداً منا يستطيع أن يسكت حين يغضب؟