كل هلوسات علي سلمان التي يطلقها منذ شهر مقصودة و ليست زلات لسان، كل دعوات وتصريحات الوفاق وحتى اختيار أدوات اللغة والخطاب هدفها الوحيد الأوحد هو «إفشال الانتخابات» بتقليل نسبة المشاركة أو بتصفير الصناديق على حد تعبيره.
إذ يخشى من تقلصت من حوله الأضواء وانصرف الناس عنه أن ينصرفوا عن دعواته بتصفير الصناديق، وهو الذي أكد لوسائل الإعلام والمسؤولين الأمريكيين أنه قائد لشعب البحرين، وأنه ممثلهم الشرعي وأن البحرين كلها ستتبع دعوته لأن شعب البحرين خدم له كما هو خادم لسيده، وسيستجيبون لدعوة سيده عيسى قاسم.
فكيف سيستجيب شعب البحرين لقائد ذهبت عنه الأضواء وترك «يلوث» في مقره وفي محيطه، يحتاج أن يعيد بريقه يعيد لمعانه، يحتاج أن يلعب دور الضحية حتى يعيد جموعاً انفضت عنه وليس كاستدعاء النيابة وربما حبس على ذمة التحقيق ... ياسلام لو تحقق هذا الحلم سيجتمع حول منزله الشباب وسيهتفون له، وستجتمع الصفوف التي تبعثرت من جديد، ويستطيع بعدها أن يطالبهم وهو البطل المهدد الضحية التي تحاول السلطة قمعه وتسكيته أن يدعو بتصفير الصناديق وهو في هذا الوضع المثالي.
قال «سنحول البحرين إلى عراق ثانٍ» وهذا تهديد مباشر وصريح للسلم والأمن الوطني، فوجد أنه «مصخها» العبارة قوية وستعود عليه سلباً عند وسائل الإعلام الأجنبية، فالعين دائماً على هناك فمسح العبارة خوفاً، أراد أن يكحلها فعماها، إنه الإفلاس واليأس شافانا الله.
ثم قال بتهديد مبطن «سنعيد المصريين في توابيت كما في العراق» تهديد ثانٍ أخطر من الأول عل وعسى يستدعى للنيابة للتحقيق من الواضح أنه يستجدي الاستدعاء، يستجدي الأضواء، يذكرني بالشخص التائه الذي يحاول أن يلفت نظر طائرة الهليكوبتر لتراه و تنقذه، حيث يقوم الإنسان بحركات غير طبيعية بالقفز بالانبطاح باللف لا يبالي بشيء غير أن ينظر له و يراه الآخر وينقذه من التيه، وهكذا توقعوا من الآن إلى منتصف نوفمبر تصريحات من نوع الهلاوس، لاعليكم منها ركزوا على أهداف سيحاول الآن أن يفعل المستحيل كي يصور نفسه سائراً والمحامون يحيطون به و يتمنى أن تعيد تلك «البوزات» بعضاً من بريق انطفأ، حتى يستغله في تجديد دعوته لمقاطعة الانتخابات، سيموت من أجل استدعائه قبل منتصف نوفمبر، ومع ذلك هو آمن في بيته ومستمر بإطلاق تهديداته.
ثم تفتق ذهن جمعيته عن فكرة يعتقد أنها هي التي ستجمع السنة والشيعة تحت لوائهم، فامتطوا حصانهم ورفع أحدهم راية كتب عليها «نكبة» التجنيس، معتقداً أن شعب البحرين سيسلم لهم راية وينقاد لهم بعد أن طعنوه في ظهره، وحتى هذه الحملة واستخدام هذا الخطاب وتلك المصطلحات جميعها لا تخرجوها من سياقها الأصلي إنه يعمل على تعزيز دوره القيادي من أجل هدف أكبر، هو نجاح دعوته لتصفير صندوق الانتخابات، يخاف أن يحرج أمام المسؤولين الأمريكيين الذين يطالبهم بعدم إدارة ظهرهم له والانتظار إلى حين انتهاء الانتخابات على الأقل. فمن الآن وصاعداً وحتى نهاية الانتخابات لاتخرجوا أي خبر في صحيفة أومقال أوتصريح أوتغريدة أودعوة أوادعاء أو بث أخبار كاذبة أواستغلال ظرف أو... عن سياقه الأساس. تذكروا أن آخر دعواهم هي فشل الانتخابات، وآخر آمالهم في ادعاء تمثيل الشعب البحريني هو تصفير الصناديق فركزوا بارك الله فيكم على الهدف الحقيقي.