إياكم يا أهل البحرين أن تأكلوا «طعم» علي سلمان، وإياكم أن تكونوا أرقاماً في دفاتره وتقاريره وأصواتاً في قنواته الإعلامية، وإياكم أن تنساقوا وراء ما يسوقه البعض من أولئك الذين يبحثون عن السلطة والمال على حسابكم، هؤلاء تعرفونهم وتعرفون أهواءهم ومزاجهم وتاريخهم، أولئك الذين كانوا يلعبون على الحبلين مرة معكم وتارة عليكم، فإياكم وإياكم وأنتم أهل الفطنة.
اليوم هم يحرضونكم على إخوان كانوا معكم في الضراء، وقفوا عند أبوابكم وعند مداخل فرجانكم يداً بيد معكم لردع القطيع الهمجي الهائج الذي حاول أن يقتحم بيوتكم ويعتدي على أعراضكم واستباحة دمائكم، هؤلاء من يحاول علي سلمان وميلشياته والمنافقون المحسوبون عليكم، أن يحرضونكم عليهم، كما يستخدمون أسماءكم في مواقع التواصل الاجتماعي ليبثوا الفرقة بينكم وبين إخوانكم ليتفردوا بكم، وما مخاطبته لكم وإشراككم في تغريداته بترديد «السنة والشيعة» إلا حيلة من حيله الإبليسية التي يستخدمها لإغراء البسطاء من الناس وخداعهم، أما تغريداته التي تتحدث عن المظلومية والطائفية فيرميكم من كل حساباته ويتصدى لكم في جميع مشاريع الدولة من توظيف وتعليم وعلاج ومشاريع إسكانية وخدمية ودينية، ويصفكم بالبلطجية والمرتزقة.
نعم إنها الخطة التي سيبدوؤن منها جولتهم الانقلابية القادمة، وذلك عندما تتفرق حزمتكم؛ تلك الحزم التي اشتغل على تفريقها البيت الأبيض في واشنطن والبيت الأسود في طهران، فخلال السنوات الثلاثة كانوا يجتمعون ويتدارسون الأسباب التي أفشلت مؤامرتهم، ووجدوا أنهم من تجمعوا في الفاتح ثم انتشروا ليحموا مناطق البحرين ومؤسساتها، إذاً المشكلة في هذا الجمع والذي يجب التصدي له وتمزيقه، ولن يكون ذلك إلا بالتحريض بينكم أولاً وبين من اكتسب الجنسية من إخوانكم عرباً وغير عرب، ثم بينكم وبين حكامكم.
اليوم هؤلاء لكم أخوة وعزوة، هؤلاء هم الشعوب والقبائل التي خلقها الله للتعارف والتواد، هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم وأبنائهم من أجلكم، ونذكركم بهم فهم شهداء الواجب الذي لا يسع المكان لعدهم، كما نذكركم بذلك المؤذن الذي يذكر اسم الله في مساجدكم فقطعوا لسانه ليخرسوا صوت الحق، ونذكركم بإخوان لكم خدموا بلادكم، وهؤلاء تم سحبهم من سيارات الإسعاف ودماؤهم تسيل وحولهم كان يرقص الانقلابيون وهم يرددون «انتصرنا والناصر الله»، هؤلاء الذين منعوا أبناءكم من العلاج في مستشفى السلمانية، هم يسعون اليوم لاستخدام أصواتكم للتحريض ضد مواطنين اكتسبوا الجنسية عن استحقاق.
ونسألكم هنا؛ هل سمعتم قط علي سلمان أو عيسى قاسم يحرض ضد من اكتسب الجنسية من أصول إيرانية؟ هؤلاء الذين يشاركون في جمعيته كقيادات، هؤلاء الذين دخل كثير منهم مجلس النواب وحصلوا على جوازات خاصة، ومنهم من صار عضواً بمجلس بلدي رغم أصولهم وتجنيسهم متأخراً، كما صار منهم الوزير والوكيل وصاروا أصحاب مليارات وعقارات ومصانع وشركات، لكن لم يقول عنهم إنهم نازعوكم في داركم أو سرقوا لقمة عيشكم، بل هو يساندهم ومازال يطالب بتوزيرهم وتخصيص مشاريعكم الإسكانية لهم، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد؛ بل ادعى بملكية مساجدكم ومناطقكم وأنهم أحق منكم لأنهم شعب البحرين الأصليين وأما أنتم فبلطجية ومرتزقة.
تحريض علي سلمان لم يتوقف عند التحريض بين البحرينيين وإخوانهم من اكتسبوا الجنسية، بل تحريض أهل البحرين ضد النظام، فيقول: «رسالة النظام من سياسة التجنيس هي أنه لا يثق في سنة البحرين ولا شيعتها، ولذلك يستقوى بالأجانب، ويهدد المجنس الغريب أبناء البحرين من سنة وشيعة وفي هذا نصيب السنة أكبر من الشيعة»، وهذا ما يكشف حجم المؤامرة على أهل الفاتح عندما يضرب بعضهم ببعض ويعزل بينهم وبين حكامهم، إنها عملية من ضمن عمليات كثيرة قادمة لتفتيت لحمة الشعب البحريني والتفافه حول قيادته، إذ عندما تكسر حزمتهم سيكون من السهل ابتلاع البحرين، وذلك حين لن يجد المواطنون إخوانهم الذين وقفوا معهم عند دوارات مدينة حمد والساعة وفي ساحة الشرفاء، كما لن يجد البحرينيون بعضهم بعضاً، وذلك بعد أن توسعت الهوة بينهم وبين نظامهم بعد أن بلعوا طعم علي سلمان.
لذلك على شعب البحرين أن يتصدى لهذه الخطة الصفوية بضرب النسيج الوطني وتفريقه وعزله عن حكامه، والمسؤولية اليوم ليست مسؤولية فرد أو أسرة أو قبيلة، بل مسؤولية أمة تذوب بينها هذه الفوارق لنكون جيش الأمة الموحد، كما كانت جيوش محمد صلى الله عليه وسلم التي سيرها خلف خالد بن الوليد -سيف الله المسلول- والتي فتح بها فارس، وجيش معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وجيش سليمان القانوني العثماني وجيش صلاح الدين الأيوبي، والجيش العربي الذي حارب إسرائيل، إنها الجيوش التي لم تمنعها حدود ولا جنسيات، بل كانت أمة واحدة تحارب عدواً واحداً، واعلموا يا أهل البحرين أن يد الله مع الجماعة، ويوم تتفرقوا وتتنازعوا ويضرب بعضكم بعضاً فإنكم ستفشلوا ويذهب الله بريحكم.
- إخواننا في الله والوطن والمصير..
لن ننسى مواقفكم وأنتم لنا الإخوان والعزوة، وأن أرض البحرين تحمل الجميع ما دام أهلها على قلب واحد، وأن الخير كثير والبركة من عند الله، ولا يضيركم الأصوات التي تريد أن ترمي البحرين بأحضان إيران، ولا يضيركم أصوات المنافقين فإنها كذلك من عهد الرسول الله صلى الله عليه وسلم.