في الوقت الذي يبحث المواطن الخليجي عن وظيفة حكومية فور تخرجه من المدرسة أوالجامعة؛ هنالك شركات تنشأ ومؤسسات تفتح كل ساعة لتجار إيرانيين لا زال كثيراً منهم على تأشيرة، ناهيك عمن يمسك عصب الاقتصاد في هذه الدول من إيرانيين، أو ممن يوالون النظام الإيراني، حيث كشفت المؤامرة الانقلابية في البحرين عن وجوههم؛ سواء في البحرين أو في بعض الدول الخليجية.
وها هو موقع «مفكرة الإسلام» ينشر تقرير بتاريخ 13 نوفمبر 2014 تحت عنوان «أغلب الإيرانيين المقيمين بالإمارات يرونها تابعة للأراضي الإيرانية»، حيث ذُكر في التقرير نقلاً عن موقع «صداي اقتصاد» أن أحد الإيرانيين من يمتلكون شركة سياحية في دبي يقول: «إن دبي اليوم تبدو وكأنها محافظة إيرانية، وأنه في كل الشوارع والمناطق في الإمارات تجد أن اللغة الفارسية أصبحت هي الدارجة، وأن المطاعم والمحلات التجارية الإيرانية صارت منتشرة في كل مكان، بحيث نشعر بأننا نعيش في محافظة جنوبية إيرانية».
كما يشار إلى أن العديد من الشركات والمكاتب التجارية الإيرانية النشطة في الإمارات تعود ملكيتها إلى الحرس الثوري الإيراني، وتعمل وتنشط هناك استخباراتياً وأمنياً تحت غطاء العمل التجاري.
كما نشر الموقع آخر إحصائية لوزارة التجارة الإيرانية ذكر فيها أن هناك أكثر من 50 ألف شركة إيرانية تعمل في مجال الاستيراد عن طريق الإمارات، ومما لا شك فيه أن ذلك يتم كذلك في دول الخليج الأخرى التي تتنامي تجارة الحرس الثوري الإيراني، ناهيك عن اللبنانين من عناصر حزب الله والأتراك الشيعة.. إنها «الخلايا النائمة» تحت غطاء التجارة التي استطاعت وبجانب عملها الاستخباراتي والعسكري أن تستثمر في هذه الدول مستغلة التسهيلات التجارية التي تمنحها دول الخليج دون أن تضع في اعتبارها خطر هذه التجارة التي ستعود عليها ليس بنهب أموالها بل بدمار وضياع دولها.
إنها السهالة والتسهيلات وانعدام بعد النظر وغياب حاسة النباهة والحذر هو ما فتح الباب للحرس الثوري الايراني، والذي لا يحتاج أن يدخل هذه الدول بمدرعات ولا أن يحتلها بكتائب ومجنزرات، بل دخل «سلاماً سلاماً» في طائرات حملتهم وحملت حقائبهم ومروا على الجمارك كسائحين أو تجار، وهذا ما يحصل في أغلب دول الخليج مع الأسف، وها نحن نرى أن الاقتصاد أصبح في أيدهم، وليت المسألة على الاقتصاد فقط؛ بل أصبحت الدولة في يدهم من مؤسسات بما في ذلك المؤسسات الحكومية، وها هو شاهد منهم يعترف بلسانه أنه يشعر بأنه في محافظة إيرانية وليس في دولة عربية، وهذا الحال ليس مقتصراً على دبي فقط.
ورغم العداء العلني من إيران لدول الخليج الذي لم تخفيه لحظة لا في نشرة أخبارية ولا بيان لحكامها ومراجعها، ولا حتى أتباعها الذين يتفاخرون بانتمائهم وولائهم لإيران، إلا أن دول الخليج لا زالت تأمل في صداقتها وتسعى لرضاها، رغم احتلالها لجزر الإمارات، ورغم دعمها للمؤامرة الانقلابية في البحرين وتهديدها باحتلالها، وتهديدها المستمر لدولة الكويت والسعودية، ورغم العمليات الإرهابية التي نفذتها خلاياها في الكويت وفي السعودية، إلا أن حبل الود لا زال ممدود، ولا زالت الأبواب مفتوحها لحرسها الثوري تجاراً وعمالاً.
فها هم في بعض الدول الخليجية يدخلون بصفة عامل بناء أو حمال أو غيرها من المهن البسيطة، وها هم يدخلون دول الخليج بتأشيرات بصفة خطباء ورواديد، ومنهم من طاب له المقام فأقام، ومنه من يتسلل عبر الحدود المفتوحة التي يمكن اختراقها بكل سهولة ويسر، فليس عليها كاميرات معلقة ولا أسلاك مكهربة ولا عليها حراسة ولا رقابة، فالبر والبحر مفتوح للمتسللين، والطائرات واللنجات متوفرة لمن يدخل على هيئة محترمة كتاجر أو طباخ، وهكذا تنام إيران وتسترخي وعصابتها تغدو وتروح في هذه الدول، وقد تدخل بيوت المسؤولين وتتغدى معهم، فكيف بعدها لا يخرج قاسم سليماني وعبداللهيان يهددون ويرتعدون باحتلال دول الخليج وبضرب آبار النفط، وقد قالها المدعو جلال الصغير، احد المراجع الشيعية بالعراق، الذي قال نحن نعم أقلية في العالم الإسلامي ألا أننا نتحكم في كل المؤسسات الاستراتيجية في دول الخليج من شركات نفط واقتصاد، وحدد بالذات شركات النفط السعودية والإماراتية.
ونسأل هنا متى ستذهب السكرة وتأتي الفكرة؟ متى ستقدم دول الخليج أمنها على اقتصادها؟ متى ستحل النباهة والحذر والفطنة بدل النوايا الطيبة التي لم ينتج منها إلا شركات سياحة ومصانع وشراء العقارات، والتي قد يفرح اليوم أصحابها وغداً سيرون أنفسهم بلا مال ولا عقار، وربما يكونوا لاجئين في خيام، فقد كان الشعب السوري والعراقي يوماً كما نحن عليه الآن وصاروا ما صاروا إليه من ضياع وشتات وذلك بعدما فتحت بلادهم لعربدة الحرس الثوري الإيراني.