لم ولن تنتهي القصص الطريفة والنكت الظريفة للكثير من المترشحين للانتخابات النيابية القادمة، حيث لجأ قسم منهم إلى بعض الحركات الملفتة لجلب أنظار الناخبين إليهم، وآخرون وضعوا إعلاناتهم بطريقة غريبة، وبين هذا وذاك، هناك من لم يستوعب حقيقة وطبيعة سير عملية الدعايات الانتخابية حتى هذه اللحظة.
ربما يحدث هذا وربما يحدث أكثر منه كذلك، فالكثير من المترشحين دخلوا خوض غمار الانتخابات النيابية والبلدية في البحرين حتى من دون معرفة أهم وأبرز التفاصيل العامة للمترشح ولطبيعة عمل المجلسين، كما أنهم يفقدون القدرة على استيعاب دور النائب أو العضو البلدي في المجالس المنتخبة، أما من يفقد الأهلية من بين هذا الكم الكبير من المترشحين فحدث ولا حرج، إذ أن هنالك الكثير منهم سيسقطون في اختبار الخطوات الأولى للترشح، سواء عبر برامجهم المطروحة أو من خلال حملاتهم الانتخابية أو حتى عبر اللقاءات الشعبية التي يدعون فيها الجمهور للاستماع لمشاريعهم القادمة في المجلس، إن كانت لديهم مشاريع أصلاً!
نستطيع القول إن هذه المرحلة هي مرحلة «غربلة» المترشحين، فالكثير ممن قاموا بترشيح أنفسهم لن يستطيعوا مواصلة المشوار الصلب في مسيرة التنافس لأجل الحصول على مقعد مضمون في المجلس النيابي أو البلدي، وسيكون هنالك انتخاب «طبيعي» للحصول على المترشــــح الأقوى والأفضل، ولو بصورة مؤقتة. أقول «مؤقتة» لأن المحك الحقيقي لمعدن المترشح لن يكون إلا تحت قبة البرلمان أو في أروقة المجالس البلدية غداً.
ربما يتسلــى بعـــــض المواطنيـــن اليــــوم و«يوسعون صدورهم» من خلال نكت المترشحين، وقد يعمد بعضهم لإضافة النكت الطريفة لحملاتهم الانتخابية، لكن حين تشتد حُمّى الدعايات الانتخابية الحقيقية فإن الكثير من الطرائف ستظل طرائف، أما من سيذهب إلى المجلس فإنه من المفترض سيكون ذلك الشخص الذي يملك مشروعاً وبرنامجاً صلباً في وجه التحديات.
غداً لن تنفعهم المكيفات التي يحاول توزيعها بعض المترشحين لكسب أصوات الفقراء، كما لن تنفعهم نكتهم الظريفة وأطباق المعجنات «والدونت» التي تؤخذ سراً إلى بعض المنازل، وأيضاً لن تشفع لهم الأموال التي صرفوها على حملاتهم الانتخابية بالصورة التي أبرزوا فيها «كشختهم» أكثر من متانة برنامجهم الانتخابي ووعيهم بطبيعة المرحلة، وحتى هذا ربما لن ينفعهم في المستقبل أيضاً، حين يتخلى النائب بعد الوصول إلى كرسي المجلس كل ناخبيه فيتركهم في الشارع!
قصص وطرائف لا تنتهي يسجلها المراقبون قبل العمل الجاد للمترشحين، سواء من هنا أو هناك، لكن الذي سيظل باقياً هو عطاء المترشح والفائز من المخلصين فقط، فهل سيحصل الجمهور على مرادهم من الانتخابات بعد هذا الصبر الطويل؟ أم لن «ينتابهم» من هذا الزخم الكبير سوى نائب لا يكترث إلا بمصلحته ووجاهته فقط؟ الأيام القادمة كفيلة أن تجيب على هذا السؤال الجوهري.