قبل أن نبدأ في الحديث عن مباريات اليوم والغد من دوري أبطال أوروبا لابد لنا أن نعرج على مباراة ديربي زعامة مدينة مانشيستر بين المانيو والسيتي التي أقيمت على ملعب الاتحاد يوم الأحد الماضي وانتهت بفوز السيتي بهدف يتيم.
عدد ليس بقليل من جماهير الشياطين الحمر كانت تمني النفس بعودة المانيو لطريق الانتصارات من باب السيتي خاصة بعد التعادل المثير مع المتصدر تشيلسي وظهور الفريق بشكل أفضل نسبياً عن بداية الموسم . هذا التمني دعّمته التصريحات التفاؤلية التي يطلقها دائماً فان خال بعد كل مباراة بأن فريقه قادر على المنافسة وخطف كأس البريميرليغ ولكنه في قرارة نفسه يعلم بأن الفريق يحتاج إلى عمل كثير وتعاقدات تضمن على الأقل حصول المانيو على المركز الرابع في هذا الموسم للمشاركة في دوري الأبطال الموسم القادم وإلا فإن مصير فان خال لن يختلف عن سلفه ديفيد مويس.
حلم جماهير الشياطين الحمر قابلة واقعية أداء فريق السيتي، فبعد أن عودنا مانويل بيليغريني بالأسلوب الهجومي الذي يعتمد على التمرير وبناء الهجمات وافتكاك الكرة في ملعب الخصم رأينا تعامل مغاير لبيليغريني يحسب له بالطبع بقفل المساحات الخلفية واللعب على المرتدات خلف أطراف المانيو وساعده في ذلك طرد مدافع اليونايتد سمالينغ الذي مكن السيتي من زيادة الضغط واستغلال الإمكانات العالية للاعبيه وهذا ما رأيناه في الهدف من استغلال الأطراف، دقة وسرعة التمرير ، التمركز وحسن التصرف.
حينما تنطلق اليوم الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا والهامة جداً في تحديد ولو بشكل تقريبي الأندية المتأهلة للدور المقبل يبدأ المتتبع في استحضار نتائج الجولة السابقة والمستويات المقدمة سواء في مسابقة دوري الأبطال والمسابقات المحلية.
لقاء بايرن ميونيخ وروما على ملعب اليانز ارينا يأتي في مقدمة مباريات الجولة الرابعة، لما لا والفريق البافاري سحق في الجولة الثالثة فريق روما في عقر داره بنتيجة مذلة قوامها سبعة أهداف لهدف. هذا اللقاء اختبار أخير للمدرب جارسيا في كيفية التعامل النفسي وإدارة المباراة بصورة صحيحة خاصة مع الخسارة الأخيرة في الكالتشيو . فهل يستطيع التغلب على البايرن أو على الأقل تقليل نسبة الأهداف في مرماه ؟
النادي العريق ليفربول أمام مهمة شاقة ولكنها ليست بالمستحيلة عندما يصطدم بالنادي الملكي ريال مدريد على ملعب السينتياغو بيرنابيو . الريال خرج بنتيجة كبيرة من ملعب ليفربول وبأداء قوي تصاعدي وعلى النقيض تماماً يبدو أن ليفربول يعيش في مأزق مع مدربه رودجرز . عدم ثبات في المستوى مع أخطاء متكررة من ليفربول يقابله قوة جامحة وتطور في الأداء من قبل الريال . فهل نرى انتفاضة وتوهج لبالوتيلي ورفاقه أم للدون وباقي الكتيبة الملكية رأي مغاير ؟
عندما تعاقد برشلونة سابقاً مع اللاعب إبراهيموفيتش وجه سؤال للاعب لماذا اخترت البارسا فأجاب : كرة القدم التي يلعب بها البارسا من كوكب آخر لذا اخترت أن ألعب لهذا النادي . حسناً لنرى البارسا ومدى قدرة لاعبيه على عمل انتفاضة قوية تذكرنا بالبارسا المبهر الذي عرفناه عندما يتقابل مع أياكس الهولندي الطامح للفوز بعد الأداء المخيب للبلوغرانا في الآونة الأخيرة . ديبور مدرب اياكس يعلم بأن الفرصة مواتية للتغلب على الفريق الكتلوني واستغلال الفراغ الذي يعيشه الفريق خاصة وأن الثقة باتت مفقودة من شريحة كبيرة من جماهير البارسا التي تطلق على لويس أنريكي مسمى المتدرب وليس المدرب . لنرى هل مازال البارسا من كوكب آخر أم أتت الفرق واحتلت هذا الكوكب؟