قلنا من قبل ونعيد ونكرر ما كتبناه وقلناه؛ إن الأداء الضعيف لمجلس النواب، وإن كان البعض -وأنا واحد منهم- يرى أن الوصف المناسب لأداء المجلس سيء إلى أبعد الحدود وليس ضعيفاً فقط ويبعث على الغضب، كما لو أنك خسرت في تجارة، إلا أن كل ذلك لا يعطي المبرر للمقاطعة أو عدم المشاركة بالتصويت في الانتخابات، فلا جدوى ولا معنى ولا يليق أصلاً بأي بحريني وطني مخلص أن «يتفزلك» على حساب هذا الشعب الغلبان الذي ذاق الويلات طوال أربع سنوات على يد «بعض» نواب العازة، ويختار المقاطعة بدافع الانتقام من أداء نائب أو نائبين أو حتى مجلس بأكمله فشلوا في إرغام الحكومة على زيادة المرتبات.
حابب تقاطع ولا تشارك في العرس الانتخابي وتعيش معزولاً في كوكب آخر (على قولة وزير الخارجية) فأنت حر، ولكن يا عزيزي وجوباً على تنبيهك وتحذيرك بأقوى حقيقة في الدنيا، وهي أن التغيير لا يأتي من عدم المشاركة أو المقاطعة، ولا خير يمكن أن يتأتى من وراء التذمر المتواصل من أداء النواب على التويتر والفيس بوك، فالتغيير يتحقق فقط عبر صندوق الاقتراع؛ وإلا فلا..
وحسب أغلب وقائع التاريخ ودروسه؛ قد تفاجئ يا عزيزي بالأسوأ نتيجة قرارك غير المدروس، وهو وصول نواب ترى أنهم السبب في ضعف المجلس وتتمنى تنحيتهم وفراقهم عندك عيد، ولكن بفضل مقاطعتك نجحوا وتربعوا على مقعد البرلمان و«جلسوا على جبدنا» أربع سنوات أخرى، ومبروك علينا وعليك نواب المصالح و«النص كوم».
أقول قولي هذا غيضاً من فيض، وقرف من ظاهرة انتشرت بمجرد أن أعلن عن موعد الانتخابات، فالبعض حجب إدراكه عن الفهم والتخيل وهو غير مدرك خطورة المرحلة التي تمر به البلد أو مستوعب أن عدم المشاركة تصب في صالح عصابة ولي الفقيه الفاشية والنفوس الخائنة والعقول المريضة التي تتربص بالبلد، وسكنت أدمغتها الفارغة حلم تصفير صناديق الاقتراع، لأن من شأن ذلك أن يجعلهم في نظر دول الأوروبيين والأمريكان «واوو باور» ومعارضة بحق وحقيقي، وبالتالي من حق علي سلمان في كل مرة التحدث باسم الشعب!!
بالمختصر المفيد وعلى بلاطة، «تصفير» يعني «تسفير»، يعني بالعربي الفصيح وعلى قولة دكتور الفبركة «نحن الباقون وأنتم الراحلون»، وعلى قولة خباز فريجنة حين تجرأ أيام الأحداث وصرخ في وجهي وقال: «بحرين مالمو»..
واشرب يا عزيزي نتيجة قرارك، «وخبزن خبزتيه يالرفله أكليه»..
البعض في حاجة إلى من يصرخ في وجه ويقول له «اصحى وفوق» وانظر من حولك وتعلم من كوارث الآخرين، فهل يعجبك حال السوريين أم يناسبك أكثر حال العراقيين؟
هناك يقيم ولي الفقيه كل يوم مزاداً علنياً على دم أهل السنة (مين يزود.. إلا أونا إلا دونا إلا ترية) دم السني بلا ثمن، فتعالى حمل وشيل..
- ملحوظة..
كلما دنونا من الاستحقاق النيابي زاد نعيق الغربان وجن جنون الوفاقيين، وهو أمر طبيعي يا جماعة، وأتصور أن يوم 22 سيخرج زعيمهم يشد شعره ويمزق هندامه ويصرخ ويقول: «أبيها»!!