لامني البعض على تشجيع مرشحي الدوائر الشمالية والعاصمة في مقالاتي أو في البرامج التلفزيوينة، وقال لي البعض إنكم تبيضون تلك الوجوه فقلت بالعكس، إنكم تعززون إذاً فكرة أن الانقسام مذهبي (شيعي ضد سني) في حين أن خصومتنا سياسية مع مجموعة محددة لا شأن لي بمذهبهم، بل إن خصومتنا السياسية حتى مع انضم لهم من السنة رغم محدوديتهم، فمن أراد الانضمام لهذه المجموعة التي مزقت الوطن وحرقته فهو الذي اختار أن يعزل نفسه عن شعب البحرين، أما بقية الشيعة فكيف لي أن أقصي الشيعة الذين يريدون أن يصعدوا للمركب الوطني مع بقية شركائهم فذاك منزلهم وتلك دارهم وهم في أشد الحاجة لمن يؤازرهم، ألا يكفيهم ما يلاقونه من حرب شعواء داخل عقر دارهم؟
نرفض تبييض وجوه وأيادٍ تلوثت بأحداث السنوات الأخيرة، وهناك من يفعل ذلك فيزج بأسماء ارتكبت آثاماً في حق البحرين ومازالت، فتأتي مؤسسات تدمج تلك الوجوه قسراً في محاولة وطنية لتبيضها، هناك فرق.
البحرين لن تقوم لها قائمة إلا إذا عادت المياه إلى مجاريها الطبيعية، إن الوعي بالعودة إلى الحضن الوطني البحريني بدأ يتصاعد، وهناك العديد منهم من يريد أن يفك الحصار ويكسر الطوق بالترشيح، بالعمل مع المرشح كفريق، بالانتخاب بالذهاب إلى المراكز العامة بعيداً عن ترهيب تلك المجموعة فلا نعن الشيطان عليهم بل لابد أن تكون أيادينا وصدورنا مفتوحة لهؤلاء، وتقديم كل المساعدة لهم, هكذا كانت البحرين وستظل.
هناك ضغوط كبيرة على هؤلاء ورغم ذلك اختاروا مواجهتها، هناك حرب نفسية وتهديد بالمقاطعة وبالإيذاء الجسدي وبحرق الممتلكات، أبناؤهم يعانون وهم يعانون، بعضهم اختار الانتقال إلى مناطق أخرى وبعضهم أغلق عليه الباب فلا يستقبل ولا يزور، تعرض أبناؤهم للضرب للتهديد، فكيف أغلق باب الوطن عليهم أيضاً؟ إن لم تكن البحرين الأم حاضنة لهم جامعة لهم فمن إذا يساعدهم؟
عدا أن مناطقهم بحاجة إلى من يتولى شؤونها كخدمات في المجالس البلدية ومع ذلك حتى في هذا الاتجاه هم يحاربون من يترشح للخدمات البلدية، تلك المناطق يراد لها أن تكون معزولة خربة مدمرة، يراد لسكانها أن يبقوا في عزلة وشوارعهم مهجورة، وهناك من كسر هذا الطوق ورفض هذا القرار، ألا يحتاجون من يساعدهم من يؤازرهم من يمد لهم يد العون؟
قالوا: وإن ظلوا على خلافهم معنا؟ قلت أهلاً بكل بحريني -شيعي أم سني لا يهمنا- يريد أن يخدم شعب البحرين ضمن المظلة الدستورية التي تجمعنا كثابت من الثوابت وضمن مؤسساتها الدستورية وفي ظل قوانينها، فأهلاً وسهلاً به، الإصلاح والخدمات والتطور الديمقراطي أهداف تجمعنا ومساع نسعى لها كلنا نعمل عليها إنما تحت هذه المظلة لا خارجه