بالأمس أغلق باب الانسحاب من الترشح للانتخابات النيابية والبلدية، وكانت المفاجأة الأبرز أن أعداد المنسحبين لم تتجاوز عدد اليد الواحدة لتؤكد إصرار المترشحين على مواصلة ترشحهم والمنافسة في مختلف الدوائر. هذه المفاجأة استمرار لسابقتها عندما كسر المئات من المواطنين دعوات «تصفير الصناديق»، ودعوات عدم المشاركة في الاستحقاق الانتخابي وترشحوا للانتخابات رغم أنف من عارض، فهذا حقهم الدستوري يمارسونه، وهذا وطنهم يساهمون في بنائه. جمعيات سياسية فاشلة فعلاً حاولت تهديد العشرات من المترشحين حتى لا يترشحوا، وكذلك المواطنين حتى لا يشاركوا ويتفاعلوا مع الانتخابات المقبلة. وكلها باءت بالفشل، واللافت أن الدوائر التي تتشدق بها هذه الجمعيات السياسية هي التي شهدت أعلى نسبة ترشح مقارنة بغيرها من الدوائر، وهو ما أحدث صدمة كبيرة لدى كوادر الجمعيات. حتى أعمال الإرهاب والعنف السياسي التي مورست على كثير من المترشحين لم تنل منهم ولم تثنهم أبداً عن الاستمرار في المشاركة وعدم الانسحاب، فهو صمود من أجل مستقبل وطن. المترشحون أثبتوا بداية خروجهم من عباءة الوفاق وتبعيتها والجمعيات السياسية الأخرى التي تعيش في خرافة احتكار الجمهور.
يوسف البنخليل