في الرد على ما ذكره المدعو علي سلمان في خطابه ليلة عاشوراء، ومخاطبته لشعب البحرين بقوله «نداؤنا لشركائنا وأحبتنا في الوطن.. أحبتنا لا تسمعوا أكاذيب من يحاول أن يستغلكم من أجل مصالحه الخاصة وضد مصالحكم وضد مستقبل أبنائكم»، نقول له تنادينا بالأمس «بلطجية» و»مرتزقة» واليوم تنادينا «شركاءنا وأحبتنا»، وتقول لنا لا تسمعوا الأكاذيب وأنت من تسوق الأكاذيب، وأنت من تلفق التهم على الدولة وتلصقها بها بدعوى المظلومية للشيعة، فأين بعدها تقع الشراكة؟ فهل أصبح اليوم كل أهل البحرين وطوائفها مشمولين بهذه المظلومية؟ وأين هم أحبتك الذين تريد أن تقصيهم من الخدمات الإسكانية والبعثات وتحذفهم من قوائم التوظيف؟ ثم هل تريدنا أن نستمع لك ونطيعك ونسايرك؟ هل تريدنا أن نصبح من أتباع الولي الفقيه الذين يهتفون وراءك «لبيك يا فقيه»؟ هل تريدنا أن نضع يدنا بيد خامنئي والجزار حسن نصر الله؟ هل تريدنا أن نحج معك إلى النجف ليباركنا السيستاني؟ هل تريدنا أن نغدر بحكامنا وأولي أمرنا، حكامنا آل خليفة نسل الكرام، ونتبع من لا أصل ولا فصل ولا مجد ولا ماضٍ ولا حاضر ولا مستقبل له؟
فمنذ متى كانت شعوب الخليج تتبع غرباء وقادة إرهاب وزعماء عصابات؟ ومتى كانت تتبع عملاء يتآمرون على الإطاحة بحكام دولهم؟ ثم السؤال؛ هل غدر أحد من العرب بحكامهم أو وطنهم؟ وهل باع مسلم يوماً وطنه إلى أجنبي؟ وهل تآمر مسلم حقيقي يوماً مع أعداء أمته على وطنه؟ أبداً لم يفعل ذلك إلا المعتدي الأثيم المريب الذي يستغل الناس لتحقيق مصالحه الخاصة، وأنت اليوم تبحث عن مصالح خاصة، ألا وهي تحقيق الثروة التي لا يمر تصريح وبيان لك إلا وذكر فيه الثروة وأمنية الوصول إلى السلطة، فمن هو الآن أصحاب المصالح؟ ومن هو الذي يريد أن يصبح حاكماً ورئيس وزراء؟ فهل تريد أن يتحقق ذلك على أيدينا؟ هل تريد أن تصل إلى سدة الحكم عن طريقنا؟ وهل أصبحنا معتوهين ومجانين كي نبيع الذهب بالتراب ونستبدل المجد بالخزي والعار؟ وهل تريدنا أن تسجل أسماءنا مع من غدر بأمة الإسلام مثل ابن العلقمي وابن سبأ وأبو لؤلؤة المجوسي، ونحن أحفاد أبو بكر وعمر وخالد بن الوليد.
لا أبداً نحن لسنا بالأحبة وليس بيننا شراكة، فشراكتنا مع من وقف في وجه المؤامرة الانقلابية وليس مع من قادها، وأحبتنا من وقفوا معنا في وجه الاعتداء الآثم لا مع من اعتدى علينا، أحبتنا كل مواطن ومقيم شريف في البحرين وفي دول الخليج، أحبتنا هم من وقفوا معنا يحملون صور قادتنا، وهم من تحدرت دموعهم خوفاً على البحرين وهلعاً عليها، عندما كانت تلك اللحظة الخطيرة التي تستعد إيران لإنزال حرسها الثوري على سواحل البحرين.
فكيف يكون لنا حبيب وشريك وصديق من ضرب الطاولة يستغيث ويستنجد بإيران؟ كيف يكون لنا رفيق من يهدد البحرين بأن تكون «عراق ثان»؟ وكيف يكون لنا حبيب من يصطف مع الحوثيين ويبارك لهم اغتصابهم صنعاء ويعتبرهم نموذجاً؟ كيف نستمع إلى من يقبل يد المالكي قاتل أهل السنة في العراق.
فأي رفقة ومحبة وشراكة بعدها؟ أي محبة وشراكة مع من يريد أن يصفر صناديق الانتخابات لأجل أن يفتح الطريق لتدخل خارجي من الدول الاستعمارية الصهيونية؟ إن هذه الأمنية لن تتحقق أبداً مهما طال الزمن أو قصر، ومهما أقسمت على حسن نواياك، وكما قلنا لا نبيع الذهب بالتراب ولا نستبدل المجد بالخزي والعار.
ومازال يواصل دعواه ونداءه ويقول إن «الفتات الذي يقدم لكم لتقفوا في وجه مطالب إخوانكم الإنسانية والعادلة والمشروعة»، نقول إن المسلم لا يبيع ولاءه مقابل فتات ولا مقابل رزمات، وتعرف من يأتي بالحقائب من العراق ومن تأتيه الحوالات من إيران، وتعرف من يقتات على بيع الأوطان، فشعب البحرين الكريم الحر لم يساوم يوماً دولته على ولائه، ولم تساومه الدولة يوماً على إنسانيته ومواطنته، فعندما هرع هذا الشعب للدفاع عن البحرين لم تأته برقيات من الدولة ولم تأته مظاريف ولا وعود بهبات ومناصب، وذلك كما تفعلون أنتم مع الدولة؛ تساومونها على رضاكم بمناصب وهبات وأموال وأراض.. نعم لقد حصلتم من قبل على المقابل، وها أنتم اليوم تطلبون المزيد، وأن إهانتكم هذه لشعب البحرين هي حد فاصل بينكم وبينه ولن يلتقي معكم أبداً.. نعم لن يلتقي مع من يبيع وطنه إلى إيران.
وكلمة أخيرة نقولها إن شعب البحرين لن يبيع الذهب بالتراب ولن يستبدل المجد بالخزي والعار.
- رسالة للأحبة..
إن الرد القاصم سيكون موعده عندما تفيض صناديق الانتخابات.. فيا أحبتنا غداً ستسجلون موقفاً رائعاً يتوج وقفتكم الخالدة في الفاتح ليعرف العالم من هو شعب البحرين الحقيقي.