إن كنت مستاء يا مواطن (وما أكثر المواطنين المستائين) من أداء نائبك الذي انتخبته أو انتخبته الأغلبية في دائرتك، سواء أكان لدورة أو دورتين أو ثلاث، فإن المجال مفتوح لك اليوم لتغيره وتمنع عنه صوتك.
طبعاً هذا الكلام موجه لمن لدغوا من الجحر أكثر من مرتين، وربما من مرة واحدة حتى يتجنبوا الثانية، موجه للناخبين الذين خيب ظنهم أداء نائبهم، موجه لمن أعلنوا استياءهم مرات ومرات إزاء المواقف التي خذلت مطالب الناس.
بعض الناس يستاء من النقد الموجه لبعض النواب خاصة أولئك الذين وقفوا في وجه زيادة رواتب المواطنين، واتخذوا موقفاً متضامناً مع وزارة المالية في شأن الموازنة، وهنا فقط نستغرب ممن مازال يدافع عن نواب لم يصمدوا ولم يكن لهم نفس طويل في دفاعهم عن المواطن.
هل دخلنا الآن مرحلة مزايدات؟! وهل وصلنا اليوم لهذا المستوى الذي يخرج فيها شخوص يمارسون «المنة» على المواطنين وعلى الدولة؟!
والله عيب كبير، حينما يقال بأن النائب الفلاني الذي خذل الناس في مواقف وملفات حساسة لا يجب أن ينتقد أو ينتقص من قدره بناء على أدائه فقط لأن هذا النائب رفع صوته خلال المؤامرة الانقلابية ودافع عن البحرين في هذه القناة أو تلك.
هذا هو العيب بعينه، أتمنون على بلدكم الآن؟!
والله من وقف للدفاع عن البحرين يجب أن تكون وقفته صادقة ومخلصة من أجل تراب بلده لا لشيء آخر. يجب أن يكون دفاعه يومها من منطق إيمانه بدوره ومسؤوليته تجاه هذه الأرض، وبدافع الرغبة في الحفاظ عليها وضمان مستقبله ومستقبل أبنائه، لا أن تكون وقفة «استغلالية» يتم بعدها «المن» على الدولة والناس بأنني فلان ابن علان دافعت عن البلد واليوم يحق لي فعل ما أشاء ولا يجب للناس أن تنتقدني.
عيب ثم عيب ثم عيب على كل من يمارس هذا الأسلوب ويمن على البحرين وأهلها. ألسنا من ضمن مجموعة من الكتاب الوطنيين الذين دافعوا عن بلدهم وأهدرتم دماءهم ووضعوا في قوائم الانقلابيين واضطر بعضنا لتغيير سكنه؟! فهل يحق لنا اليوم «المن» على البلد؟! لا والله إنها البحرين التي مهما فعلنا لا نجرأ على المساومة على ترابها.
وعليه عيب اليوم حينما يخلط البعض الأمور ويقرن شأناً بشأن آخر. هناك نواب لهم مواقف ونشكرهم عليها، لكن بعضهم أداؤه بعيداً جداً عن الغاية التي من أجلها صوت الناس لهم. عملوا بعكس وعودهم لم يكونوا مع المواطن بل كانوا عليه، فهل هؤلاء يمنحون فرصة ثانية أو ثالثة أو رابعة.
فقط نقول اتقوا الله في هذا البلد وفي أهله. المواطن أقصى طموحاته تعديل وضعه، رفع راتبه، تكبير «الوحدة السكنية الضيقة» التي يتحصل عليها بعد طول انتظار وضيق، والله لا يريدون أكثر من ذلك، فقط يريدون أناساً توصل آهاتهم وأنينهم، يريدون أناساً أكفاء مخلصين ذوي ضمائر حية لا ينسونهم، أناساً لا تذهب للوزراء لـ»يتقهوا» عندهم وقت الضحى، بل أناساً يستجوبون الوزراء المقصرين ويطرحون الثقة بمن لا يكون أهلاً للاستمرار في موقعه.
اليوم يا مواطن أنت صاحب القرار من بين كل هذا الكم من المرشحين هناك أناس بالتأكيد يملكون الكفاءة ولديهم ضمائر حية، ابحث عن هؤلاء وامنحهم الثقة.
أنا شخصياً أقولها ولست محسوباً على تيار أو جمعية أو انتماء غير انتمائي للبحرين العربية الخليجية وأهلها المخلصين، أقول بألا تصوت يا مواطن لمن خذلك يوماً، لا تصوت لمن لم يقف معك، لا تصوت لمن لم يصمد في صراع زيادة الرواتب، أو الاستجوابات أو ملفات الفساد وغيرها.
هذه فرصتك لتبدل من خذلك هم لن يتضرروا إن خرجوا، بل أنت المتضرر إن استمر الذي لا يحس بك ولا يقدرك ولا يعمل على حل مشاكلك ولا يكون صوتاً صادقاً معبراً عنك. هم سيخرجون برواتبهم التقاعدية الإلزامية التي أقروها لأنفسهم، أقلها ضعوا أشخاصاً مكانهم يكونون أفضل، ويكونون للمواطنين أقرب.
والله مع بعض الوجوه التي تكرر ترشيح نفسها رغم سلسلة إخفاقاتها ونسيانها للناس، لا نملك إلا أن نردد كل يوم «يا وجه استح».