هناك محاولة لتقويض مؤسسات الدولة وسلطتها حتى تتحول إلى دولة هشة، كحال لبنان التي لم يتغير حالها بعد اتفاق الطائف، بسبب جميع المعطيات والمؤشرات التي تدل على أننا نمر بنفس المحاولة بينما يغيب شارع الفاتح، الذي اختصره الفنان المحرقي في كاريكاتيره الساخر الذي صور «شارع الفاتح» بـ «مرفوع للعازة».
نعم؛ شارع الفاتح اليوم المرفوع للعازة يسير في نفق مظلم لا يدري على أي رف أو خزانة قد يكون، وهو ذلك المارد الذي خرج وقام بدور الساحر الذي استطاع أن ينجز ما يعجز عنه جيش مجحفل فيحبط محاولة انقلابية كادت أن تكون ناجحة.
لكن بظهور مارد آخر من أحفاد ابن العلقمي والذي عاد مرة أخرى إلى الساحة بقوة أكبر وتأثير أكثر، حتى استطاع بمكره المعروف وخديعته المألوفة أن يرجح كفة قادة الانقلاب، ليحقق لهم كل ما يريدونه لتحطيم وجدان ذلك المارد الذي عاد إلى «المرفاعة» ينتظر لحظة العازة، والذي ولا شك أنه سيخرج من جديد لأنه من نسل عمر وأبو بكر وخالد بن الوليد، خرج لله وفي سبيل الله، بينما لم يكن خروج مارد ابن العلقمي إلا للدمار والخراب وسفك الدماء واغتصاب الحكم من أهله، فهو سليل ابن العلقمي الذي استل الحكم من المستعصم بالله ثم قتله.
نعود إلى تقويض مؤسسات الدولة وسلطتها لتتحول إلى دولة هشة، وتشابه الحالة بالحالة اللبنانية من حيث المؤشرات والمعطيات والمراحل التي مرت بها لبنان حتى صارت دولة حزب الله الفعلية. نبدأ هنا مما ذكره قلم د. هادي الأمين تحت عنوان «ما الذي يجعل لبنان دولة هشة ومحدثات الهشاشة» ومنها؛ «ضعف المؤسسات السياسية والأمنية، وعدم القدرة على اتخاذ أي خطوات لمعالجة بعض الصراعات الطبيعية التي تحدث في المجتمع مما يؤدي إلى شعور عند المواطنين بغياب الرادع، ومن ثم انعدام ثقة المواطن بالدولة وبروز أنشطة غير مشروعة بين المواطنين، ولم يتغير حال الدولة في لبنان بعد اتفاق الطائف، بسبب ضعف الموقعين عليه ومهادنتهم، وبطش الآخر وشذوذه عن القاعدة، فمن استقرار مزيف إلى دولة هشة ضعيفة مقيدة الحركة جاءت بعد تصفية الخصوم والقضاء عليهم، ومنها اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في 2005، وقد كان لحزب الله اليد الطولى في هز استقرار البلد وتعريضه للاستنزاف، واحتلال وسط بيروت وتعطيل الحياة الاقتصادية كمقدمة لتعطيل الحياة السياسية والسيطرة الكلية على مفاصل لبنان بدعم من قوى أطلق عليها «المعارضة الوطنية اللبنانية»، حيث استطاع إغلاق مجلس النواب ونشر الرعب بين المواطنين، حتى 2008 حين استطاع حزب الله احتلال لبنان بقوة السلاح، وأسس لمرحلة جديدة ساعدت في إضعاف مؤسسات الدولة، وبذلك أصبحت لبنان دولة هشة غير قادرة على إدارة شؤونها»، إذاً هناك حالات ومراحل متشابهة، وها هي واحدة من مراحلها المتقدمة نمر بها اليوم.
إذاً المرفوع للعازة أصبح خارج الخارطة القادمة؛ خارطة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يرتكز على إقصاء مكون رئيس من دائرة الحكم كي تتفرد به بطانة تأتمر بأمر الخارج، بحيث لا يكون الوضع أفضل من اتفاق الطائف، الذي مازالت تدفع تبعاته الدولة اللبنانية وشعبها ولن تتعافى منها حتى قيام الساعة.
{{ article.visit_count }}
نعم؛ شارع الفاتح اليوم المرفوع للعازة يسير في نفق مظلم لا يدري على أي رف أو خزانة قد يكون، وهو ذلك المارد الذي خرج وقام بدور الساحر الذي استطاع أن ينجز ما يعجز عنه جيش مجحفل فيحبط محاولة انقلابية كادت أن تكون ناجحة.
لكن بظهور مارد آخر من أحفاد ابن العلقمي والذي عاد مرة أخرى إلى الساحة بقوة أكبر وتأثير أكثر، حتى استطاع بمكره المعروف وخديعته المألوفة أن يرجح كفة قادة الانقلاب، ليحقق لهم كل ما يريدونه لتحطيم وجدان ذلك المارد الذي عاد إلى «المرفاعة» ينتظر لحظة العازة، والذي ولا شك أنه سيخرج من جديد لأنه من نسل عمر وأبو بكر وخالد بن الوليد، خرج لله وفي سبيل الله، بينما لم يكن خروج مارد ابن العلقمي إلا للدمار والخراب وسفك الدماء واغتصاب الحكم من أهله، فهو سليل ابن العلقمي الذي استل الحكم من المستعصم بالله ثم قتله.
نعود إلى تقويض مؤسسات الدولة وسلطتها لتتحول إلى دولة هشة، وتشابه الحالة بالحالة اللبنانية من حيث المؤشرات والمعطيات والمراحل التي مرت بها لبنان حتى صارت دولة حزب الله الفعلية. نبدأ هنا مما ذكره قلم د. هادي الأمين تحت عنوان «ما الذي يجعل لبنان دولة هشة ومحدثات الهشاشة» ومنها؛ «ضعف المؤسسات السياسية والأمنية، وعدم القدرة على اتخاذ أي خطوات لمعالجة بعض الصراعات الطبيعية التي تحدث في المجتمع مما يؤدي إلى شعور عند المواطنين بغياب الرادع، ومن ثم انعدام ثقة المواطن بالدولة وبروز أنشطة غير مشروعة بين المواطنين، ولم يتغير حال الدولة في لبنان بعد اتفاق الطائف، بسبب ضعف الموقعين عليه ومهادنتهم، وبطش الآخر وشذوذه عن القاعدة، فمن استقرار مزيف إلى دولة هشة ضعيفة مقيدة الحركة جاءت بعد تصفية الخصوم والقضاء عليهم، ومنها اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في 2005، وقد كان لحزب الله اليد الطولى في هز استقرار البلد وتعريضه للاستنزاف، واحتلال وسط بيروت وتعطيل الحياة الاقتصادية كمقدمة لتعطيل الحياة السياسية والسيطرة الكلية على مفاصل لبنان بدعم من قوى أطلق عليها «المعارضة الوطنية اللبنانية»، حيث استطاع إغلاق مجلس النواب ونشر الرعب بين المواطنين، حتى 2008 حين استطاع حزب الله احتلال لبنان بقوة السلاح، وأسس لمرحلة جديدة ساعدت في إضعاف مؤسسات الدولة، وبذلك أصبحت لبنان دولة هشة غير قادرة على إدارة شؤونها»، إذاً هناك حالات ومراحل متشابهة، وها هي واحدة من مراحلها المتقدمة نمر بها اليوم.
إذاً المرفوع للعازة أصبح خارج الخارطة القادمة؛ خارطة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يرتكز على إقصاء مكون رئيس من دائرة الحكم كي تتفرد به بطانة تأتمر بأمر الخارج، بحيث لا يكون الوضع أفضل من اتفاق الطائف، الذي مازالت تدفع تبعاته الدولة اللبنانية وشعبها ولن تتعافى منها حتى قيام الساعة.