رغم السلبية المطلقة التي يعيشها الشعب العربي منذ الأزل؛ إلا أنه دائماً يسيج نفسه بكثير من الإيجابية من خلال إطلاق العنان لنفسه ووضع شخصه في دائرة الاستثناء وترداده في عمق تفكيره وعقله الجملة التي يرضي بها غروره وهي «إلا.. أنا».
يحاول أن يحيط نفسه بالإيجابية مستثنياً نفسه من كل الزلات والأخطاء والهفوات التي يقع بها غيره، باعتباره الشخص الواعي المدرك والحكيم الذي يمكنه أن يتحكم في زمام الأمور ويضعها كلها في النصاب الصحيح.
لكن أحياناً كثيرة تجري الرياح بما لا تشتهي رغباتنا، باعتبار أن القدر يلفظ كلماته، وأن ما جرى ما كان في الحسبان، والثقة المطلقة حجبت الرؤيا الحقيقية للتصورات التي كان يعتقدها.
نقرأ التحذيرات في كل مكان عن المضار المهولة التي يسببها الدخان؛ إلا أننا نجاوب في داخلنا «إلا.. أنا»؛ أي أنا أكيد بأن ما يصيب غيري لن يتجرأ ويصيبني إلى أن يستسلم لوعكة صحية لم تكن في الحسبان، وترمي به في وادٍ من الآلام.
نستلم الرسائل والتحذيرات وشرائط الفيديو عن الحوادث التي ممكن أن نتعرض إليها عندما نمسك هاتفنا النقال ونقوم بالمكالمات الهاتفية أو كتابة الرسائل الفورية أو التقاط المشاهد المغرية.. نقرأ ونشاهد ونقول في قرارة أنفسنا «إلا.. أنا»، فأنا أتحكم جيداً بكيفية مسك الهاتف النقال، أعلم جيداً الاستراتيجيات التي أستخدمها بالتنسيق بين الكتابة وقيادة السيارة وحتى التقاط الصور، لكن فجأة يستسلم لواقع وسوء الحال عندما يجد نفسه مكبلاً بالأربطة فوق سرير أبيض وطواقم الأطباء والممرضات يحوطونه، ويكتشف أن عبارة «إلا.. أنا» ما كانت لتنفعه أساساً.
تترك أطفالها برفقة «الخادمة» التي تنتقل مهمتها رويداً رويداً من تنظيف المنزل والأواني إلى رعاية أطفالها شخصياً وبدنياً، وترافقهم أيضاً إلى الطبيب برفقة السائق الغريب، وتنسى أنها أم قبل أن تكون سيدة أعمال أو سيدة مجتمع، وكلما سمعت حادثة تخص الخدم تقول في قرارة نفسها «إلا.. أنا»، فالوضع عندي مختلف وكل أموري تحت السيطرة المطلقة، إلى أن تأتي اللحظة وتذعر من خبر لا يسر القلب والخاطر، وحينها تستدرك أن عبارة «إلا.. أنا» ما كانت إلا وهماً خلقته لنفسها لتبرر به غيابها عن فلذات أكبادها وراعي بيتها الذي لابد أن يسمع هو أولاً الكلام الطيب والوجه الحسن والمعاملة الراقية قبل أي شخص آخر في الوجود.
خلال مرحلة الترشيح يضع لنفسه قائمة من الأحلام التي ترضي من حوله من الناخبين، ويقول أو تقول «إلا.. أنا»، فسوف أكون الشخص الذي يذكره الجميع بما سيقدمه للوطن والمواطنين من دون تمييز أو أدنى تفريق، وما أن يتولى منصبه إلا ونجده ينسى حتى المكان الذي نشأ وترعرع فيه، ويكون كابوساً حقيقياً لكل من عرفه من قريب أو بعيد. والأمثلة كثيرة والقائمة تطول؛ فمشكلتنا أننا دائماً نعفي أنفسنا من الزلات والأخطاء التي ممكن أن يقع بها الآخرون، معتقدين أن الأمور تسير ضمن رابط حكيم، معللين مبررين بأبيات شعرية وحكم وقوانين اخترناها نحن بما يتوافق مع الواقع المرير، ولنا في ما قاله الشاعر عبرة نتكئ عليها بين الفينة والحين:
أَخرِج حديثكَ من سمعي وما دَخلا
لا ترمِ بالقولِ سهماً رُبما قتلا
أينَ الصديقُ وَلكنَّ الصديقَ إِذا
ما لم يحط بِالهوى عادَى الذي جهلا
وَلا تقل لم أَحبَّ المرءُ مظلمةً
بل لا تلمهُ إِذا ما قالَ لِم عدلا
وَما يخفُّ على قلبي حديثكَ لي
لا وَالذي خلقَ الإِنسانَ والجبلا
يحاول أن يحيط نفسه بالإيجابية مستثنياً نفسه من كل الزلات والأخطاء والهفوات التي يقع بها غيره، باعتباره الشخص الواعي المدرك والحكيم الذي يمكنه أن يتحكم في زمام الأمور ويضعها كلها في النصاب الصحيح.
لكن أحياناً كثيرة تجري الرياح بما لا تشتهي رغباتنا، باعتبار أن القدر يلفظ كلماته، وأن ما جرى ما كان في الحسبان، والثقة المطلقة حجبت الرؤيا الحقيقية للتصورات التي كان يعتقدها.
نقرأ التحذيرات في كل مكان عن المضار المهولة التي يسببها الدخان؛ إلا أننا نجاوب في داخلنا «إلا.. أنا»؛ أي أنا أكيد بأن ما يصيب غيري لن يتجرأ ويصيبني إلى أن يستسلم لوعكة صحية لم تكن في الحسبان، وترمي به في وادٍ من الآلام.
نستلم الرسائل والتحذيرات وشرائط الفيديو عن الحوادث التي ممكن أن نتعرض إليها عندما نمسك هاتفنا النقال ونقوم بالمكالمات الهاتفية أو كتابة الرسائل الفورية أو التقاط المشاهد المغرية.. نقرأ ونشاهد ونقول في قرارة أنفسنا «إلا.. أنا»، فأنا أتحكم جيداً بكيفية مسك الهاتف النقال، أعلم جيداً الاستراتيجيات التي أستخدمها بالتنسيق بين الكتابة وقيادة السيارة وحتى التقاط الصور، لكن فجأة يستسلم لواقع وسوء الحال عندما يجد نفسه مكبلاً بالأربطة فوق سرير أبيض وطواقم الأطباء والممرضات يحوطونه، ويكتشف أن عبارة «إلا.. أنا» ما كانت لتنفعه أساساً.
تترك أطفالها برفقة «الخادمة» التي تنتقل مهمتها رويداً رويداً من تنظيف المنزل والأواني إلى رعاية أطفالها شخصياً وبدنياً، وترافقهم أيضاً إلى الطبيب برفقة السائق الغريب، وتنسى أنها أم قبل أن تكون سيدة أعمال أو سيدة مجتمع، وكلما سمعت حادثة تخص الخدم تقول في قرارة نفسها «إلا.. أنا»، فالوضع عندي مختلف وكل أموري تحت السيطرة المطلقة، إلى أن تأتي اللحظة وتذعر من خبر لا يسر القلب والخاطر، وحينها تستدرك أن عبارة «إلا.. أنا» ما كانت إلا وهماً خلقته لنفسها لتبرر به غيابها عن فلذات أكبادها وراعي بيتها الذي لابد أن يسمع هو أولاً الكلام الطيب والوجه الحسن والمعاملة الراقية قبل أي شخص آخر في الوجود.
خلال مرحلة الترشيح يضع لنفسه قائمة من الأحلام التي ترضي من حوله من الناخبين، ويقول أو تقول «إلا.. أنا»، فسوف أكون الشخص الذي يذكره الجميع بما سيقدمه للوطن والمواطنين من دون تمييز أو أدنى تفريق، وما أن يتولى منصبه إلا ونجده ينسى حتى المكان الذي نشأ وترعرع فيه، ويكون كابوساً حقيقياً لكل من عرفه من قريب أو بعيد. والأمثلة كثيرة والقائمة تطول؛ فمشكلتنا أننا دائماً نعفي أنفسنا من الزلات والأخطاء التي ممكن أن يقع بها الآخرون، معتقدين أن الأمور تسير ضمن رابط حكيم، معللين مبررين بأبيات شعرية وحكم وقوانين اخترناها نحن بما يتوافق مع الواقع المرير، ولنا في ما قاله الشاعر عبرة نتكئ عليها بين الفينة والحين:
أَخرِج حديثكَ من سمعي وما دَخلا
لا ترمِ بالقولِ سهماً رُبما قتلا
أينَ الصديقُ وَلكنَّ الصديقَ إِذا
ما لم يحط بِالهوى عادَى الذي جهلا
وَلا تقل لم أَحبَّ المرءُ مظلمةً
بل لا تلمهُ إِذا ما قالَ لِم عدلا
وَما يخفُّ على قلبي حديثكَ لي
لا وَالذي خلقَ الإِنسانَ والجبلا