لن نتكلم ونتداول آراء في مقالنا لهذا اليوم؛ بل سنترك القصص والمواقف التي سنسردها توصل الرسالة التي نود أن نوجهها لمن يهمه الأمر.
اختطاف مذيع يحبه الجمهور
رغم أنه تلفزيون محلي غير متطور، حتى من ناحية معداته الفنية المستخدمة، ولا يستطيع أن يزاحم وينافس المحطات الخليجية الجماهيرية، لن نقول المتخصصة حتى تلك الحكومية بدول مجاورة، ذكرت لها إحدى القريبات من دولة خليجية مجاورة خلال أيام الأزمة وهي تتداول معها الشأن السياسي البحريني أسماء عدد من المذيعين البحرينيين الذين تحب متابعتهم، ومن خلال تقديمهم استطاعت فهم أبعاد القضية البحرينية التي توقعت أنها تأتي لمطالب شعبية ولفئات مظلومة بالمجتمع البحريني وتصحيح المعلومات الخاطئة التي وردتها، بعد الأزمة بفترة وهي تتجاذب معها الحديث مجدداً عن البحرين تساءلت عن المذيعين: «وينهم.. لماذا اختفوا بعد الأزمة؟»، طبعاً محدثتها لا تملك الإجابة، أو لنقول بشكل دقيق، إجابة تجعلها تفهم منطق استبعادهم عن الشاشة والسياسة المتخذة معهم.
حاولوا قتلها فقتلتهم بالنجاح
في فترة التسعينات لاحظت مع سطوع نجمها وبروزها كمذيعة مثقفة ومتمكنة وذات إطلالة جميلة ملفتة على الشاشة أن هناك محاولات لتهميشها ووضعها على الرف من خلال انتقادها المستمر والتدخل في عملها ومحاولة إبعادها عن تصدر الشاشة، عندما شعرت بأن هناك إهانة لها من خلال الكلام الذي فهمت ما بين سطوره، واستشفت وجود غيرة وحسد، وأمام اكتشافها عدم وجود أمن وظيفي ووضع صحي في البيئة الإعلامية التي تعمل فيها، حيث لا يوجد وضع إداري يضمن حقها ويحميها من مزاجية المسؤولين والقلوب الغيورة التي لا تحب النجاح وتحاربه، هاجرت وانتقلت لقناة تلفزيونية حكومية في دولة خليجية مجاورة، «الموهبة والإبداع» هم هي الثوابت والأساس لديهم في اختيار الشخص.
اليوم هذه المذيعة تعد من أقوى المذيعين العرب، وهناك من يجد أنها «أوبرا العرب»، حيث إن أي شخص يظهر في برنامجها الثقافي يعد مكسباً له ولاسمه وتكريماً لعطائه واستطاعت أن تبرهن لمن حاربوها وحاولوا تحطيمها وعرقلة نجاحها أنها مبدعه فعلاً وموهوبة، والخطأ ليس فيها بل في البيئة الإعلامية البحرينية التي تكسر المواهب و»تخنقها»، وكأن الرسالة التي أرادت إيصالها لهم «لستم أنتم من تقيموني وتحاولوا التقليل من شأني وكسر موهبتي، بل أنا سأبرهن لكم أنني مبدعة حقاً بكم أو بدونكم».
تحذير من منهج دفن الأحياء
قليل من يعرفه شخصياً وكثير من يعرف أعماله، له استثنائية في أعماله فرضت نفسها بشكل أوجدت له قاعدة جماهيرية كبيرة، خاصة في البرامج التلفزيونية وشؤون الجرافيكس، رفض الهجرة في بداية عمله الإعلامي آملاً في إحداث نقلة نوعية في البيئة الإعلامية البحرينية في مقابل هجرة زملائه الذين بدؤوا معه العمل الإعلامي.
اليوم هو يتابعهم بعد أن أصبحوا أعمدة في الإعلام الخليجي، متمنياً لهم التوفيق والنجاح أكثر، ونصيحته لكل إعلامي بحريني شاب؛ لا تجلسوا هنا وتفعلوا مثلي.. هنا سياسة دفن الأحياء، خاصة المواهب، حيث لا توجد فرص عادلة لإظهارهم وإبرازهم، لقد كبرت واقتربت من الخمسين سنة، لذا من الصعب أن أهاجر وأنا «متحسف كثير» لأنني لم أسمع الكلام وأهاجر، كونكم شباباً ولاتزالون في البداية ولا يوجد ما يربطكم هنا اتجهوا لمن يقدركم بالخارج ويعترف بطاقتكم ويمنحكم فرص التدريب والتطوير العادلة، فأنا دفنت نفسي وأعمالي وإبداعاتي هنا مع مسلسل التقشف الإعلامي ومع مسؤولين يتعاملون معي ومع أعمالي التي يوقف بعضها على مزاجهم الخاص.
مصدر «تبين تدرسين استقيلي»
بدأت حياتها المهنية في مؤسسة إعلامية وطنية خاصة، أرادت أن تطور نفسها أكثر وتكمل دراستها العليا، فطلبت إجازة بدون راتب لمدة سنتين لإكمال دراستها في الخارج ومن ثم العودة، بعدما طلبت منهم يتكفلون بدراستها رغم أنه من حقها، فقيل لها قدمي استقالتك، لا يمكن لنا أن ندفع قيمة مبلغ التأمين 40 ديناراً تقريباً.
أمام سمعها أن هناك زملاء، بعضهم تبين أنه من ربع الدوار لاحقاً، تعرض عليهم هذه المؤسسة التكفل بدراستهم الجامعية، اقترحت عليهم أن تعمل لديهم في فترة الإجازة الصيفية، بحيث يأخذ راتبها كمجموع لاقتطاعات مبلغ التأمين «لو وحدة ثانية تزعل وتهد المكان وتمشي»، فرفضوا وطلبوا منها تقديم استقالتها فاستقالت وسافرت وتغربت في بلد واجهت فيه الكثير من المتاعب لوحدها لدراسة تخصص جديد يعتبر من التخصصات الدقيقة غير المعروفة في الخليج.
كانت ترى زميلاتها الخليجيات اللواتي يدرسن على حساب دولهن وأخذن إجازة دراسة، واللواتي سيكملن برنامج الدكتواره، وتتحرج من ذكر قصتها أمامهن وذكرت أن البيئة الإعلامية البحرينية غير عادلة حتى في الحصول على وظيفة جيدة وتشجيع.
رجعت إلى البحرين بعد أن حصلت على شهادتها الجامعية «الماجستير» في تخصص دقيق غير موجود ومعروف في الخليج، توقعت وهي تقدم سيرتها الذاتية بحثاً عن وظيفة أن توضع في منصب إعلامي قيادي، فاكتشفت أن مسماها الجديد «عاطلة عن العمل»، ظلت في المنزل سنة كاملة حتى استطاعت بعد أن خاطبت عدداً ممن تعرفهم تقديم اختبار كمقدمة تلفزيونية، اتجهت وهي على ثقة أنها ستنجح فيه، خاصة وأنها درست على يد أساتذة كبار دربوا عدداً من المذيعين العرب عندما كانت تدرس الماجستير، كما إنها تقوم بتدريس «قراءة صحيحة للقرآن»، لذا فمخارج الحروف لديها ممتازة ولن تحتاج إلى تدريب في الأخطاء الإملائية.
دخلت للتقديم مع إحدى المتدربات اللواتي لم يدرسن الإعلام، وكانت لديها أخطاء إملائية كثيرة في الاختبار، أخبرها الممتحن أنها ممتازة ولا يوجد لديها أي خطأ لكنها صدمت بالممتحنة التي كانت تناقشها، حيث شعرت بأنها لم تتقبلها وكأنها تبحث عن أي عذر لاستبعادها، حيث سمعتها تقول له «أهيه أوكي بس مادري مو مقتنعه فيها!»، فكانت النتيجة «خروجها من الباب الشرقي» لتعمل بعدها في وظيفة إعلامية متواضعة براتب أقل من 500 دينار تحت مدير يحمل شهادة جامعية في تخصص آخر غير الإعلام، تتساءل صاحبة القصة: «هل اعتبرتني الممتحنة مصدر تهديد لها، خاصة أنني أحمل شهادة جامعية عليا؟ ولماذا لا توجد جهه رقابية تدقق وتتابع هؤلاء وتضع لهم معايير، فهم يديرون المكان على مزاجهم الخاص؟».
الأسوأ عربيا في التعامل الإعلامي
في أحد المؤتمرات التي تقام على مستوى عربي، وأمام مشاركتهم اللافتة، جلس أحد الوكلاء العرب في إحدى الوزارات الهامة بوطنه يتحدث مع الوفد البحريني الإعلامي المشارك، وكان قد انتهى تقريباً من التعرف على الإعلاميين الخليجين والعرب المشاركين، وأخذ فكرة عن خبراتهم الوظيفية والمناصب القيادية الهامة التي يشغلونها بدولهم، أبدى لهم إعجابه بثقافتهم واعترف أنهم تميزوا عن بعض الوفود العربية الأخرى التي لم تكن بالمستوى المطلوب، ثم سألهم عن مناصبهم القيادية، كان واضحاً أنه يتوقع أنهم أحد الإعلاميين البارزين في وطنهم البحرين، وعندما عرف عن وضعهم الوظيفي صدم! أمام ما استقرأه استأذنهم بصراحة شديدة وهو يقول: «رغم أن وطني متضامن جداً مع وطنكم في قضيته الأمنية، لكن دعوني أقول لكم أن أسوأ دولة عربية في التعامل الإعلامي بعيداً عن المجاملات هي البحرين، نحن لم نخاطب الجهات الرسمية لديكم لإرسالكم للمشاركة في المؤتمر بل بادرنا بجعل مشاركتكم على حسابنا والتواصل معكم بشكل شخصي، حتى يكون لدينا إعلاميون مشاركون من البحرين»، لذا ليس مستغرباً أن نسمع أن الإعلامي البحريني «وضعه تعبان» مقارنة بالآخرين، بصراحة لا أفهم حتى اليوم أين مكامن الخلل، وأكون صريحاً أكثر؛ انصدمت كثيراً مما كشفته لي الأزمة البحرينية، فأوضاعكم الإعلامية فعلاً «تعبانة»، ودليلها أننا كعرب نرى الكثير من النجوم الإعلاميين الخليجيين ونتابع أسماء مشهورة وبارزة إلا البحرين، لا يوجد إعلامي بحريني موجود في البحرين ومشهور على المستوى الخليجي، لا نعرف الإعلاميين لديكم، وفي بعض القطاعات الإعلامية عندما يمر علينا اسم خليجي يحمل الجنسية البحرينية نكتشف أنه مغترب في دولة خليجية أخرى، لا أعلم السبب بصدق ولماذا يحصل معكم هذا، وحرام أن تكون لدى البحرين مثل هذه الطاقات الإعلامية الجميلة ولا تستثمر جيداً ولا نراها معنا.
- اقتباسات على السريع..
- مذيعة تتساءل على التويتر، وهي تحمل شهادة جامعية في الإعلام: «بعد أن أكملت دراستي الجامعية المتخصصة في الإعلام؛ هل وظيفتي أن أصفف أغاني في الإذاعة؟».
- الإعلامي علي حسين: «رفضت أيام الأزمة عرض من قناة mbc وعرض من تلفزيون قطر، وعرض كمراسل للجزيرة، لكن اليوم أعلنها بصراحة سأرحل لو استمر الوضع الإعلامي!».
اختطاف مذيع يحبه الجمهور
رغم أنه تلفزيون محلي غير متطور، حتى من ناحية معداته الفنية المستخدمة، ولا يستطيع أن يزاحم وينافس المحطات الخليجية الجماهيرية، لن نقول المتخصصة حتى تلك الحكومية بدول مجاورة، ذكرت لها إحدى القريبات من دولة خليجية مجاورة خلال أيام الأزمة وهي تتداول معها الشأن السياسي البحريني أسماء عدد من المذيعين البحرينيين الذين تحب متابعتهم، ومن خلال تقديمهم استطاعت فهم أبعاد القضية البحرينية التي توقعت أنها تأتي لمطالب شعبية ولفئات مظلومة بالمجتمع البحريني وتصحيح المعلومات الخاطئة التي وردتها، بعد الأزمة بفترة وهي تتجاذب معها الحديث مجدداً عن البحرين تساءلت عن المذيعين: «وينهم.. لماذا اختفوا بعد الأزمة؟»، طبعاً محدثتها لا تملك الإجابة، أو لنقول بشكل دقيق، إجابة تجعلها تفهم منطق استبعادهم عن الشاشة والسياسة المتخذة معهم.
حاولوا قتلها فقتلتهم بالنجاح
في فترة التسعينات لاحظت مع سطوع نجمها وبروزها كمذيعة مثقفة ومتمكنة وذات إطلالة جميلة ملفتة على الشاشة أن هناك محاولات لتهميشها ووضعها على الرف من خلال انتقادها المستمر والتدخل في عملها ومحاولة إبعادها عن تصدر الشاشة، عندما شعرت بأن هناك إهانة لها من خلال الكلام الذي فهمت ما بين سطوره، واستشفت وجود غيرة وحسد، وأمام اكتشافها عدم وجود أمن وظيفي ووضع صحي في البيئة الإعلامية التي تعمل فيها، حيث لا يوجد وضع إداري يضمن حقها ويحميها من مزاجية المسؤولين والقلوب الغيورة التي لا تحب النجاح وتحاربه، هاجرت وانتقلت لقناة تلفزيونية حكومية في دولة خليجية مجاورة، «الموهبة والإبداع» هم هي الثوابت والأساس لديهم في اختيار الشخص.
اليوم هذه المذيعة تعد من أقوى المذيعين العرب، وهناك من يجد أنها «أوبرا العرب»، حيث إن أي شخص يظهر في برنامجها الثقافي يعد مكسباً له ولاسمه وتكريماً لعطائه واستطاعت أن تبرهن لمن حاربوها وحاولوا تحطيمها وعرقلة نجاحها أنها مبدعه فعلاً وموهوبة، والخطأ ليس فيها بل في البيئة الإعلامية البحرينية التي تكسر المواهب و»تخنقها»، وكأن الرسالة التي أرادت إيصالها لهم «لستم أنتم من تقيموني وتحاولوا التقليل من شأني وكسر موهبتي، بل أنا سأبرهن لكم أنني مبدعة حقاً بكم أو بدونكم».
تحذير من منهج دفن الأحياء
قليل من يعرفه شخصياً وكثير من يعرف أعماله، له استثنائية في أعماله فرضت نفسها بشكل أوجدت له قاعدة جماهيرية كبيرة، خاصة في البرامج التلفزيونية وشؤون الجرافيكس، رفض الهجرة في بداية عمله الإعلامي آملاً في إحداث نقلة نوعية في البيئة الإعلامية البحرينية في مقابل هجرة زملائه الذين بدؤوا معه العمل الإعلامي.
اليوم هو يتابعهم بعد أن أصبحوا أعمدة في الإعلام الخليجي، متمنياً لهم التوفيق والنجاح أكثر، ونصيحته لكل إعلامي بحريني شاب؛ لا تجلسوا هنا وتفعلوا مثلي.. هنا سياسة دفن الأحياء، خاصة المواهب، حيث لا توجد فرص عادلة لإظهارهم وإبرازهم، لقد كبرت واقتربت من الخمسين سنة، لذا من الصعب أن أهاجر وأنا «متحسف كثير» لأنني لم أسمع الكلام وأهاجر، كونكم شباباً ولاتزالون في البداية ولا يوجد ما يربطكم هنا اتجهوا لمن يقدركم بالخارج ويعترف بطاقتكم ويمنحكم فرص التدريب والتطوير العادلة، فأنا دفنت نفسي وأعمالي وإبداعاتي هنا مع مسلسل التقشف الإعلامي ومع مسؤولين يتعاملون معي ومع أعمالي التي يوقف بعضها على مزاجهم الخاص.
مصدر «تبين تدرسين استقيلي»
بدأت حياتها المهنية في مؤسسة إعلامية وطنية خاصة، أرادت أن تطور نفسها أكثر وتكمل دراستها العليا، فطلبت إجازة بدون راتب لمدة سنتين لإكمال دراستها في الخارج ومن ثم العودة، بعدما طلبت منهم يتكفلون بدراستها رغم أنه من حقها، فقيل لها قدمي استقالتك، لا يمكن لنا أن ندفع قيمة مبلغ التأمين 40 ديناراً تقريباً.
أمام سمعها أن هناك زملاء، بعضهم تبين أنه من ربع الدوار لاحقاً، تعرض عليهم هذه المؤسسة التكفل بدراستهم الجامعية، اقترحت عليهم أن تعمل لديهم في فترة الإجازة الصيفية، بحيث يأخذ راتبها كمجموع لاقتطاعات مبلغ التأمين «لو وحدة ثانية تزعل وتهد المكان وتمشي»، فرفضوا وطلبوا منها تقديم استقالتها فاستقالت وسافرت وتغربت في بلد واجهت فيه الكثير من المتاعب لوحدها لدراسة تخصص جديد يعتبر من التخصصات الدقيقة غير المعروفة في الخليج.
كانت ترى زميلاتها الخليجيات اللواتي يدرسن على حساب دولهن وأخذن إجازة دراسة، واللواتي سيكملن برنامج الدكتواره، وتتحرج من ذكر قصتها أمامهن وذكرت أن البيئة الإعلامية البحرينية غير عادلة حتى في الحصول على وظيفة جيدة وتشجيع.
رجعت إلى البحرين بعد أن حصلت على شهادتها الجامعية «الماجستير» في تخصص دقيق غير موجود ومعروف في الخليج، توقعت وهي تقدم سيرتها الذاتية بحثاً عن وظيفة أن توضع في منصب إعلامي قيادي، فاكتشفت أن مسماها الجديد «عاطلة عن العمل»، ظلت في المنزل سنة كاملة حتى استطاعت بعد أن خاطبت عدداً ممن تعرفهم تقديم اختبار كمقدمة تلفزيونية، اتجهت وهي على ثقة أنها ستنجح فيه، خاصة وأنها درست على يد أساتذة كبار دربوا عدداً من المذيعين العرب عندما كانت تدرس الماجستير، كما إنها تقوم بتدريس «قراءة صحيحة للقرآن»، لذا فمخارج الحروف لديها ممتازة ولن تحتاج إلى تدريب في الأخطاء الإملائية.
دخلت للتقديم مع إحدى المتدربات اللواتي لم يدرسن الإعلام، وكانت لديها أخطاء إملائية كثيرة في الاختبار، أخبرها الممتحن أنها ممتازة ولا يوجد لديها أي خطأ لكنها صدمت بالممتحنة التي كانت تناقشها، حيث شعرت بأنها لم تتقبلها وكأنها تبحث عن أي عذر لاستبعادها، حيث سمعتها تقول له «أهيه أوكي بس مادري مو مقتنعه فيها!»، فكانت النتيجة «خروجها من الباب الشرقي» لتعمل بعدها في وظيفة إعلامية متواضعة براتب أقل من 500 دينار تحت مدير يحمل شهادة جامعية في تخصص آخر غير الإعلام، تتساءل صاحبة القصة: «هل اعتبرتني الممتحنة مصدر تهديد لها، خاصة أنني أحمل شهادة جامعية عليا؟ ولماذا لا توجد جهه رقابية تدقق وتتابع هؤلاء وتضع لهم معايير، فهم يديرون المكان على مزاجهم الخاص؟».
الأسوأ عربيا في التعامل الإعلامي
في أحد المؤتمرات التي تقام على مستوى عربي، وأمام مشاركتهم اللافتة، جلس أحد الوكلاء العرب في إحدى الوزارات الهامة بوطنه يتحدث مع الوفد البحريني الإعلامي المشارك، وكان قد انتهى تقريباً من التعرف على الإعلاميين الخليجين والعرب المشاركين، وأخذ فكرة عن خبراتهم الوظيفية والمناصب القيادية الهامة التي يشغلونها بدولهم، أبدى لهم إعجابه بثقافتهم واعترف أنهم تميزوا عن بعض الوفود العربية الأخرى التي لم تكن بالمستوى المطلوب، ثم سألهم عن مناصبهم القيادية، كان واضحاً أنه يتوقع أنهم أحد الإعلاميين البارزين في وطنهم البحرين، وعندما عرف عن وضعهم الوظيفي صدم! أمام ما استقرأه استأذنهم بصراحة شديدة وهو يقول: «رغم أن وطني متضامن جداً مع وطنكم في قضيته الأمنية، لكن دعوني أقول لكم أن أسوأ دولة عربية في التعامل الإعلامي بعيداً عن المجاملات هي البحرين، نحن لم نخاطب الجهات الرسمية لديكم لإرسالكم للمشاركة في المؤتمر بل بادرنا بجعل مشاركتكم على حسابنا والتواصل معكم بشكل شخصي، حتى يكون لدينا إعلاميون مشاركون من البحرين»، لذا ليس مستغرباً أن نسمع أن الإعلامي البحريني «وضعه تعبان» مقارنة بالآخرين، بصراحة لا أفهم حتى اليوم أين مكامن الخلل، وأكون صريحاً أكثر؛ انصدمت كثيراً مما كشفته لي الأزمة البحرينية، فأوضاعكم الإعلامية فعلاً «تعبانة»، ودليلها أننا كعرب نرى الكثير من النجوم الإعلاميين الخليجيين ونتابع أسماء مشهورة وبارزة إلا البحرين، لا يوجد إعلامي بحريني موجود في البحرين ومشهور على المستوى الخليجي، لا نعرف الإعلاميين لديكم، وفي بعض القطاعات الإعلامية عندما يمر علينا اسم خليجي يحمل الجنسية البحرينية نكتشف أنه مغترب في دولة خليجية أخرى، لا أعلم السبب بصدق ولماذا يحصل معكم هذا، وحرام أن تكون لدى البحرين مثل هذه الطاقات الإعلامية الجميلة ولا تستثمر جيداً ولا نراها معنا.
- اقتباسات على السريع..
- مذيعة تتساءل على التويتر، وهي تحمل شهادة جامعية في الإعلام: «بعد أن أكملت دراستي الجامعية المتخصصة في الإعلام؛ هل وظيفتي أن أصفف أغاني في الإذاعة؟».
- الإعلامي علي حسين: «رفضت أيام الأزمة عرض من قناة mbc وعرض من تلفزيون قطر، وعرض كمراسل للجزيرة، لكن اليوم أعلنها بصراحة سأرحل لو استمر الوضع الإعلامي!».