تناقل الناس يوم أمس فيديو يوضح قيام بعض من الشباب الملثمين بحرق لوحات إعلانية للمترشحين خلال عملية سدهم لأحد الشوارع بالإطارات وحرقها.
عملية تخريب إعلانات المترشحين للبرلمان مرتبطة بشكل واضح بمساعي تخريب الانتخابات النيابية والبلدية بعد إعلان جمعيات التأزيم والانقلاب مقاطعتها لأن الدولة لم ترضخ لمطالبهم وتحقق لهم ما يريدون، هذا هو الواقع ولا شيء غيره.
نقول ذلك؛ لأنكم لو تذكرون السنوات التي شاركت فيها الجمعية الانقلابية في الانتخابات لم تتعرض لوحات مرشحيها وإعلاناتها للتخريب والحرق بالصورة بالكم الذي نراه اليوم، بالتالي هم أصلاً يباركون هذا العمل حتى بدون أن يتكلموا، أقلها هم لن يستنكروا الفعل لأنهم أصلاً أول من مارس التحريض والتهديد والترهيب بشأن المشاركة في الانتخابات، والدليل على ذلك التهديد الذي طال عضو الوفاق أبو نبيل والذي انسحب دون أن يخشى من القول بأنه قلق على أفراد عائلته.
السؤال هنا؛ لماذا يقومون بحرق لوحات وإعلانات المترشحين للانتخابات؟!
بغض النظر عن المترشحين وشعارات بعضهم التي يتناقشهم فيها الناس وقد يعتبرونها خيالية، وبغض النظر عن المناطق التي تنشر فيها هذه الإعلانات ونسبة التخريب فيها، فإن الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها تتمثل بأن نشر الإعلانات وهذا الكم الكبير من المترشحين والأهم من جميع طوائف البحرين ومذاهبها، هو بحد ذاته إعلان فشل المشروع التخريبي والتحريضي ضد الحق الديمقراطي المكفول لكل مواطن بحريني. هذا الحرق والتخريب والتهديد هو بمثابة إعلان وفاة أي ادعاء تسوقه الوفاق وتصوره على أنها جمعية تنادي بالديمقراطية والرأي الآخر، ويثبت بأنها وصلت لمرحلة الاحتضار في شأن المناورة السياسية والحوار والمقاربة مع الآخر، لتصل بجماهيرها ومن حشدتهم لممارسة فعل انتقامي بحق كل من قرر ترك الوفاق «تلطم» وجهها حسرة وندامة وشارك في الانتخابات.
ما مشكلتكم هنا مع من يريدون ممارسة حقهم الدستوري والمشاركة في بناء الدولة والحراك الديمقراطي من خلال ترشحهم للبرلمان؟! ما مشكلة جماهيركم وكثير من الشباب الصغار الذين تعودوا على حمل الإطارات ورمي المولوتوف وسد الطرقات مع من يريدون المشاركة في الانتخابات؟!
نعرف تماماً أن كل أخ لنا من المواطنين الشيعة الكرام حينما يعلن مشاركته في الانتخابات، وأنه مع الممارسة الديمقراطية في بلده، أنه بهذا الفعل يثبت ويؤكد أكذوبة الوفاق التي تقول بأن شيعة البحرين معها وأن الشعب رافض للانتخابات. نعرف تماماً بأن مضي الناس لخوض الانتخابات دون خوف من المؤزمين والمحرضين بل وعدم اكتراثهم لحرق إعلاناتهم، إنما هي سكاكين تخرق جسد الوفاق المنخور أصلاً من الداخل.
الفاشل يسعى دائماً للقيام بأعمال الغوغاء والفوضى. من ضاعت الحيلة من يده يلجأ لأبشع الطرق، واليوم حينما يثبت من يشاركون في الانتخابات من سنة وشيعة، فإن الوفاق تجلس تهلوس بشأن هدفها في «تصفير» الانتخابات، تواصل التحريض لأجل الترهيب، وبالتأكيد تهلل حتى وإن لم تعلن لكل عملية حرق وتخريب لشعار أحد المرشحين بالأخص أبناء الطائفة الشيعية الكريمة.
أخيراً على الدولة أن تشدد تدابيرها الأمنية خاصة مع قرب موعد الانتخابات، يجب تأمين الحماية لمقرات المترشحين، ونعلم أنها عملية صعبة وشاقة، لكنها تستحق أن يبذل الجهد من أجلها، فمن ترشحوا بغض النظر عمن يكونون، صرفوا على الدعاية الانتخابية وعلى مقراتهم، وفي مواجهتهم جهة تريد تخريب الانتخابات وترويع المترشحين لها مهما كلفهم الثمن، وعليه تتوجب حمايتهم وحماية مقراتهم ولوحاتهم وما صرفوه عليها.
- اتجاه معاكس..
استهداف الأصوات الوطنية الحرة والناقدة مازال مستمراً في البلد، كل يوم وآخر تستهدف صحيفة وطنية، ويستهدف كاتباً وطنياً وقف مع البلد. هناك من يدعي أنه يدافع عن حرية التعبير لكنه لا يتورع عن ضرب هذا الشعار في عرض الحائط أمام أي رأي يخالفه. هناك من يستاء أمام رأي أي إنسان يعبر عن آرائه ومواقفه بحرية، والغريب أن بعض المستائين يفعلون الشيء ذاته من تعبير حر بل بعضهم يصل لمستوى التطاول على الدولة دون أن يتخذ بحقه شيء.
استهداف المخلصين أمر بات يحصل بشكل شبه يومي، هدفه ليس إحقاق حق بل على العكس، هدفه خنق الأصوات الحرة وطمس الحقائق وترهيب من يقف في مواجهة كارهي الحقيقة والوطن.