تسابقت ميلشيات الغدر بالسهام والنبال والقنابل للنيل من رجال الأمن، فأصابت منهم من أصابت وحرقت وقتلت منهم الكثير، وهم لا زالوا في رباط وثبات يرجون من الله الأجر والثواب، فقد أحسنوا في عملهم وصبروا وصابروا وكابدوا ما لم يكابده نظراؤهم في أي دولة، إنهم يواجهون عدواً لا يرحم صغيراً ولا كبيراً ولا يفرق بين حلال وحرام، وذلك بعد أن أحل أعداء البحرين سفك الدماء وجعلوا منها تقرباً وتعبداً وقرباناً لما يسمى نيل الحريات وإرساء الديمقراطيات، وهم في الأصل يكذبون كعادتهم التي توارثوها، عندما يغدرون بالمسلمين ويستحلون أرضهم ويحاولون نزع ملكهم لتسليمه لأعداء الله ورسوله الذين لا يعرفون حرمة لدين ولا لبشرية.فيا رجال أمن البحرين.. لكم منا أطيب تحية وتقدير وشكراً جزيلاً وجزاكم الله عن البحرين وأهلها خير جزاء.وقد جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»، وإننا هنا نلتمس العفو والسموحة من رجال الأمن لتقصيرنا عن شكرهم بعد أن صنعوا من البحرين واحة أمان، فوالله لا نراكم إلا أنكم دعيتم فاستجبتم لدعوة الله وهي الرباط، والذي أمر به الله المسلمين في كتابه، وأنكم في البحرين كما المرابطون على الثغور، فوالله لولا رباطكم على كل ناصية وشارع وكل المداخل والمخارج لغدرت بنا ميلشيات الغدر وسفكت دماءنا وانتهكت أعراضنا، هذه نعمة الأمان التي يعيشها شعب البحرين هي بفضل من الله ثم بفضل رجال الأمن الأشاوس الذين يواجهون بكل جرأة وشجاعة المليشيات المسلحة التي تتصدى لهم يميناً ويساراً، وها هي التسجيلات وأفلام الفيديو تشهد على صمودهم في وجه الإرهاب بعد أن استحلت دماءهم فتوى عيسى قاسم وما سبقها من فتاوى.لذلك نتمنى من الدولة أن توثق جرائم القتل والإصابات التي ذهب ضحيتها من رجال الأمن والمواطنين والأجانب، وأن يكون هذا التوثيق بكل اللغات كي لا يتعذر بان كي مون ولا بيلاي ومنديز وأوباما بأنهم لم يقرأوه، فها هي الوفاق توثق روايات من نسج خيالها وتقدمها حتى تقنع المجتمع الدولي بأنها حوادث حقيقية.أما عدم جمع هذه الجرائم في كتاب واحد، وليس فقط جرائم 2011، بل حتى جرائمهم في التسعينيات، لأن التقارير المجزأة والملخصة والمذكرات لا تفيد في مثل هذه القضية التي يتصدى المجتمع الدولي بشرقه وغربه، في الوقت الذي يصدق فيه التقارير والطلاسم والتعاويذ الكاذبة، وبذلك يحفظ حق الدولة، ويحفظ حق رجال الأمن الذين تحاول الوفاق اليوم أن تضعهم خلف شباك المتهمين بتهم زائفة وادعاءات كاذبة، منتهزة كل الفرص كي تنال من أمانة رجل الأمن، حيث تحاول الإساءة اليوم إليهم عبر وسائلها الإعلامية ومؤسساتها العميلة، وذلك بعد أن تيقنت بأن مخططاتها قد فشلت وأمنياتها قد تحطمت أمام صلابة رجل الأمن الذي وقف في وجه الإرهاب وهو يعلم أن الموت يحيط به من كل جانب، إلا أن واجبه الديني والوطني يجعله مرابطاً مهما بلغت حرارة شمس الظهيرة، ومهما بلغت درجة البرودة وغزارة الأمطار، ومهما توالت عليه الأسياخ ورميت عليه عبوات الملوتوفات، فهو كما ألفت أعيننا ثابت في مكانه رافع الرأس لا يهتز له طرف ولا ينال منه جزع.لذلك فعلى الدولة اليوم أن تبتر كل يد آثمة امتدت إلى رجال الأمن بسوء، وأن تقطع كل لسان يتطاول عليهم ويحط من قدرهم ويستحل دماءهم، وعليها أيضاً أن تنزل العقوبة على كل من يسمي رجل أمن بـ«مرتزق»، وكل من يحرض عليهم وينتقص من قدرهم، لأن هيبة الدولة من هيبة واحترام رجل الأمن الذي سفك دمه ومزقت ثيابه وضرب على صدره بيد ميلشيات الغدر رجالهم ونساءهم، إذ لا يمكننا اليوم الجلوس والاستماع والتفرج على هذه الجرائم التي يذهب ضحيتها رجال الأمن.نعيد إلقاء التحية والتقدير.. ونقدم جزيل الشكر والامتنان لوزير الداخلية ورجال الأمن، ضباطاً وأفراداً ومدنيين، ونقول لهم جزاكم الله عن البحرين وأهلها خير جزاء، كما نقول لهم لا تهنوا ولا تحزنوا وهذه هي بشراكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها».
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90