«تيتي تيتي.. لا رحتي ولا جيتي»؛ تغريدة لأمين عام جمعية الوفاق و«خادم» الولي الفقيه علي سلمان، نشرهـا أمــس الأول، بعض من قرأها من أتباعه كاد يرقص طرباً باعتبار أنه يعني التشكيل الحكومي الجديد، لكننا سنقرأها لك يا علي سلمان بواقعهـــا الصحيـــح مـــع الإدراك بحجـــم الإحباط الذي يعتريه هو وجماعته، إحباط من يهلل «لجملة من أربعة كلمات» من أشخاص لا يعرف عددهم ومن يكونون بالضبط في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني، فيأتيه رد «صاعق» بقاعدة عسكرية بريطانية في البحرين، تجعله «يهلوس» وجماعته وأتباعه فيضربون الدولة التي تؤويهم كلاجئين!
دعونا نبدأها «حبة حبة» على طريقة علي سلمان في الـ «تيتي تيتي»، إذ التغريدة التي أوردها هي أصلاً تعبر عن واقع حاله وحال الوفاق، وبالتالي طبعاً «لا رحتي ولا جيتي»، إذ هو يعرف تماماً كيف صدرت القوائم المعنية بالتشكيل الوزاري والتي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي ومن ضمنها «زج» بأسماء شخصيات وفاقية، بالتالي حين يصدر التشكيل بدون «الإشاعات الوفاقية الحالمة»، فطبعا يا خادم الولي الفقيه «لا رحتي ولا جيتي»!
أصدق تغريدة.. بصراحة اقرؤوها له، يقصد بها الدولة لكنها تصدق في وصف حال الوفاق، وعلى فكرة يا علي سلمان نعرف أن التغيير لم يكن كبيراً كما هو متوقع، لكن ما يهون وقع الأمر أنه لم يكن تغييراً على حسب «مقياس الوفاق» ولا تغييراً لاسترضاء «انقلابيين» ولا تغييراً لتنفيذ «صفقة» في الخفاء، وبالتالي «لا رحتي ولا جيتي» يا وفاق بالنسبة لنا ولتظل «مسابقة الحلم» مستمرة.
دعونا من «الفاصل الهزلي» لخادم الولي الفقيه المعمد من مرشد إيران، ولنتحدث في حالة «الفشل» الذريع التي يعيشونه اليوم في ظل صفعات متوالية هي نتاج «لعب سياسي» حصيف، إذ سجل عندك يا متابع:
- المضي في إقامة الانتخابات دون تمرير أي صفقة «خفية» للوفاق، أو قبول لشروط، والرد عليها بأنها إن شاركت أهلاً وسهلاً، وإن قاطعت فالباب يسع «قطيع جمال»، هذه كانت «صفعة أولى».
- إثبات كذب الوفاق بإدعائها احترام حريات الآخرين حينما هددت علانية وشخصياً من قبل صاحب تغريدة «تيتي تيتي» بشطبه من الجمعية، كانت سقطة لا يسقط فيها مبتدئين ليكشفوا للغرب وجه الديكتاتورية الولائية القابع خلف قناع التقية السياسية، هذه كانت «صفعة ثانية».
- ضحك المخلصين من أبناء البحرين على «دعابة» الوفاق بتصفير الانتخابات، وذلك عبر التصويت والمشاركة بنسبة 52.6% «صفعة ثالثة».
- إشادات دولية وغربية عديدة بنجاح الانتخابات ومشاركة كافة أطياف المجتمع، إضافة لإدانة الترهيب وحرق مقرات وشعارات المترشحين والضغط على الناخبين، هذه كانت «صفعة رابعة».
- تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان توم مالينوسكي المؤيدة للبحرين والإشادة بالانتخابات وانتقاد ترهيب الانتخابات كانت صفعة ما بعدها صفعة، كانت «صفعة خامسة» وبامتياز.
- حوار المنامة وما استقطب من جهات وما استجلب من إشادات وإقامته للعام العاشر، وسط اهتمام دولي من قبل أقطاب السياسة، جاؤوا ليجلسوا ويتحاوروا مع رموز النظام البحريني الشرعي، لا مع جمعيات تحولوا لرعاة لإرهاب الشوارع، هذه «صفعة سادسة».
- عندما يئسوا من مالينوسكي وتأثير اجتماعهم معه عليه، هللوا لوجود وزير الخارجية العراقي الجعفري مستذكرين تصريحات متلفزة له فيها إساءة للبحرين، لكن الغريب أن المسؤول العراقي جاء ليصافح رمز بلادنا الأول جلالة الملك، وليتشرف كضيف على البحرين بالحديث مع أبو سلمان وهو مبتسم وتحيط به صور الحفاوة، ناهيكم عن مشاركته في حوار المنامة. وبالتالي من ينتقد بلداً لا يأتي إليها يحضن رموزها ويشارك في إنجاح حوار دولي على هذا المستوى، أليس كذلك؟! «صفعة سابعة».
- «الصفعة الأقوى» هو إعلان تعزيز التعاون العسكري بين مملكة البحرين وبريطانيا، عبر إنشاء قاعدة عسكرية بحرية هي الأولى لبريطانيا في الشرق الأوسط منذ عام 1971. هذا الإعلان سبب حالة «هلع» لدى الوفاق ومن معها، أصدروا معه بيانا «هلوسوا» فيه لدرجة أنهم ذكروا «وعد بلفور» بتسليم فلسطين للصهاينة! ضربوا في بريطانيا التي آوتهم ومازالت تؤي بعض «فلولهم» كلاجئين، أساؤوا للسفير الصديق، لطموا صرخوا هاجوا، والآن تحولت بريطانيا لديهم لقوات محتلة غازية حالها حال تصنيفهم لدرع الجزيرة. ولا تلوموهم، فبعد خذلان مسؤولي البيت الأبيض لهم، تأتي بريطانيا لتنشئ قاعدة عسكرية بحرية بجانب قاعدة الأسطول الخامس الأمريكي، أعتقد أن «قلب» خادمهم الرقيق لا يتحمل.
ومنعاً للإطالة؛ رغم أن صفعات الخيبة كثيرة وهلاوس اليأس أكثر، كل النتائج والقراءات «الواقعية» لا «الفنتازية» ولا «المفبركة» تقود لنتيجة واحدة تصدق فيها تغريدة علي سلمان بأن «تيتي تيتي لا رحتي ولا جيتي»، نتيجة مفادها أن الوفاق الوحيدة التي تصدق في حقها.