الأسبوع الماضي استفادت القيادة من ثلاث مناسبات لتوجيه رسائل واضحة ومباشرة لشعب البحرين وللعالم أجمع، تتضمن موقف مملكة البحرين من العديد من القضايا ومختلف التطورات التي تحدث في الداخل وفي عموم المنطقة.
أول تلك الرسائل وجهها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، عند استقبال جلالته المهنئين من أهالي محافظة المحرق بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، حيث أكد على اهتمام الدولة بالجذور وبتاريخ البحرين والنظر بعين التقدير إلى كل من ساهم ويساهم في بناء البحرين، وكل من حفر وسعى إلى حفر اسمه في سجل الوطنية والانتماء إلى هذا الوطن.
كما اهتم جلالته بتوجيه رسائل عديدة تتضمن رؤية المملكة في متغيرات المستقبل القريب أكد جلالته من خلالها على مسألة المشاركة في الحكم عبر المؤسسات الدستورية، والتي هي أساس المشروع الإصلاحي وعبر ممارسة الاستحقاق الدستوري المتمثل في انتخابات مجلس النواب القادم لاختيار من هو قادر على تحمل المسؤولية لتكون هذه الانتخابات محطة للنهوض بالحياة السياسية ولدعم مسيرة الخير والبناء. ورسالة أخرى عن إصرار القيادة على إبقاء البحرين واحة للتنوع والتعددية بعيداً عن الطائفية والتعصب والفرقة، معتزة بانتمائها لأمتها العربية والإسلامية ومتمسكة بنهجها الوسطي وملتزمة بدورها الإنساني ومنفتحة بإرثها الحضاري على العالم كله، ضاربة بتمسكها بوحدة الوطن ونسيج الأسرة الواحدة المثال على تميزها عبر التاريخ وقدرتها على النظر بثقة نحو المستقبل.
أما ثاني تلك الرسائل فقد وجهها رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة خلال زيارته السنوية في شهر رمضان المبارك إلى دولة الكويت، وذلك عندما أكد مع أميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أهمية توسيع التعاون بين دول مجلس التعاون في مواجهة محاولات زعزعة أمن واستقرار المنطقة واتخاذ الاحتياطات والتدابير التي تحمي دول المجلس من أن تكون طرفاً في أي صراعات أو حروب لا ينتج عنها سوى الخراب وتدمير المكتسبات.
ورسالة أخرى إلى قادة التعاون وكل من يعنيه أمر مجلس التعاون ملخصها أن ما تمر به المنطقة من ظروف دقيقة يتطلب من دول المجلس التحرك وفق آلية عمل جماعية من شأنها توفير متطلبات الأمن والأمان والاستقرار لدولها وشعوبها، مجدداً سموه دعوته إلى الإسراع في تنفيذ مشروع التحول من صيغة التعاون إلى صيغة الاتحاد الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين، باعتبار أن التطورات الحالية في المنطقة هي الفرصة الأكبر لتحقيق هذا الحلم الذي يشترك فيه قادة التعاون مع شعوبهم وباعتبار أن هذه التطورات يصعب مواجهتها بالصيغة الحالية.
أما ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة فاهتم خلال زياراته الأخيرة إلى المجالس الرمضانية بتوصيل عدة رسائل؛ أبرزها أن هويتنا البحرينية الجامعة تشكل دعامة وصوناً للمنجزات الوطنية، وأن علينا تعظيم المكاسب التي تحققت طوال المسيرة الإصلاحية التي أرسى دعائمها جلالة الملك، وأنه قد تم تحقيق الكثير فيما يتعلق بوضع الأسس الصحيحة لمسيرة الديمقراطية، وأن هذا يحتم على الجميع أن يضع نصب عينيه أهمية مواصلة العمل لتحقيق مستقبل أفضل للوطن.
نظرة تحليلية لكل هذه الرسائل تعين على التوصل إلى الخيط الذي يربط بينها، والذي يمكن تلخيصه في أن التجارب الماثلة أمامنا في المنطقة تدلل على أهمية تعزيز المجتمع الواحد لأنه السد المنيع في وجه كل من يريد المساس بوحدتنا الوطنية، وأن تعزيز التعاون بين دول المجلس وسرعة الانتقال إلى مرحلة الاتحاد هو السبيل إلى دحر كل محاولة للإساءة إلى هذه المنطقة، فما تمر به منطقة الشرق الأوسط من تحولات يتطلب تماسك الداخل في كل دولة من دول التعاون وتماسك دول التعاون ككتلة واحدة تحمي كل هذه الدول وتمنع وصل المد الغادر إلى شواطئها.