لا يختلف اثنان على أهمية دور القائد من أجل نجاح منظومة عمل الفريق، فليس كل مدرب أو لاعب يستطيع قيادة المجموعة بالشكل المطلوب فللقائد صفات ومتطلبات تضمن نجاحه ونجاح الفريق منها قوة الشخصية، الحضور، التأثير والموهبة.
رأيت مثالين لدور القائد المدرب واللاعب القائد وبالتحديد في الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني حينما أغرق البارسا مرمى غرناطة بستة أهداف نظيفة وفوز الريال على فياريال بهدفين دون مقابل.
فقوة شخصية مدرب البارسا لويس إنريكي كانت واضحة في تسيير دفة الفريق بالصورة الصحيحة لغاية الآن بتصدر البارسا للاليغا دون دخول مرماه أي هدف رغم ما قيل عن ضعف رباعي خط الدفاع. ما يحسب لإنريكي هي الصرامة والنجاح في جعل الفريق يلعب كمجموعة واحدة وإيجاد التوازن في عملية التحول من الناحية الهجومية للدفاعية والعكس صحيح، لذا رأينا أساليب متنوعة في الناحية الدفاعية كالضغط العالي والضغط من منتصف الملعب بتقليل المساحات بين الخطوط. أما في التحول الهجومي فأدخل إنريكي أسلوب اللعب المباشر مع الاحتفاظ بفلسفة الاستحواذ على الكره وأيضاً محاولة استغلال اللاعب بارترا وزميله بيكيه في الكرات الثابتة.
رغم فوز ريال مدريد على فياريال في ملعب المادريغال الصعب إلا أن الفريق مازال يفتقد للتوازن المطلوب بالذات في التحول الدفاعي بوجود مساحات كبيرة بين ثلاثي الهجوم وبين خطي الوسط والدفاع وهذا الذي استشعره كريستيانو رونالدو قبل نهاية الشوط الأول، عندها قاد المجموعة لتقليل المساحات والقيام بدورهم في الواجبات الدفاعية بغية الحد من خطورة الفريق الخصم، لذا أعتقد على أنشيلوتي أن يكون أكثر صرامة مع لاعبيه في التقيد بالواجبات الدفاعية من ناحية تقارب الخطوط وإعطاء التعليمات بأن يكون الفريق أكثر حدة وسرعة في افتكاك الكرة.
صحيح أن البارسا لم يقع في اختبار حقيقي لغاية الآن والرهان عليه بأن يذهب بعيداً لايزال قائماً خاصة بدخول اللاعب سواريز بعد انقضاء فترة العقوبة، لكن لنرى كيف سيتعامل مع فرق أعلى جودة.
في المقابل فإن الريال لما يمتلكه من مفاتيح لعب وتنوع في الحلول الهجومية قادر على الفوز على أي فريقٍ كان شريطة أن يضع أنشيلوتي حلولاً للمنظومة الدفاعية كأفراد وكمجموعة.