فتح الملفات المهمة في البحرين كأنه شيء لم يكن حيث إن الإعلام الرياضي يجتهد في فتح الملفات وطرح القضايا الساخنة لكن الغالبية «أذن من طين وأذن من عجين» حيث لم نجد تحريكاً جاداً لأي من الملفات أو الأطروحات حتى الآن.
واليوم يتداول الإعلام الرياضي البحريني في الفترة الحالية موضوع التسويق الرياضي بشكل ملفت للنظر خصوصاً بعد فتح الزميلة الأيام ملف العزوف الجماهيري وارتباطه بعملية التسويق التجاري للعبة كرة القدم وكأنها الوحيدة في البحرين التي تعاني من العزوف الجماهيري وبقية الألعاب مكتظة المدرجات هذا إذا ما استثنينا لعبة كرة السلة، فتذكرت مقالاً كتبته قبل أكثر من عامين بعنوان «التسويق الرياضي شيء افتقدناه!!!» وبالتحديد 30 يوليو 2012 بعد أن قرأت خبراً وصلني عبر رسالة بالبريد الإلكتروني حول اختيار المدرسة التخصصية للعبة كرة اليد في العراق عشر محافظات لإنشاء مدارس كرة اليد فيها كجزء من التسويق للعبة على مستوى الرقعة الجغرافية العراقية بأكملها لم أستغرب من خبر إنشاء تلك المدارس بل استغربت من أننا في البحرين هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة التي لا تقارن بالمسافات الشاسعة في العراق وبعد أن أنشأنا أول أكاديمية لكرة اليد مازلنا لا نمتلك ملعباً لها ولم نجد لها أي ثمار حتى الآن بعد مرور أكثر من عامين على إطلاقها.
والأمر ليس مقصوراً على لعبة كرة اليد فقط بل يتعدى ذلك لجميع الألعاب نتيجة لانعدام التسويق الصحيح للألعاب والاكتفاء برغبة اللاعب المسبقة في ممارسة إحدى الألعاب إما عن طريق الأصدقاء أو لعشقه الحقيقي لها بعكس ما كنا نتمتع به سابقاً من تسويق صحيح للألعاب.
ولم يكن القصد من كلامي هو التسويق المالي للألعاب كوننا بعيدين عنه من الأساس وليس من ضمن الخطط للاتحادات وجميع أموره تقوم على العلاقات الشخصية فقط لا على أسس التسويق الصحيحة، لكن المقصد من الحديث كان ومازال هو التسويق الصحيح للألعاب عبر المدارس بجميع مراحلها وعبر الأحياء السكنية هذا التسويق الذي افتقدناه في وقتنا الحالي وأدى إلى هذا العزوف عن الألعاب فتسويق الألعاب أصبح شيئاً معدوماً اليوم في رياضتنا سواء في المدارس أو حتى الأحياء فبعد أن كنا في السابق نرى الترويج لهذه اللعبة في كل المناطق التي ما إن نرى مساحة خالية من الأرض إلا ونراها مستغلة لإحدى الألعاب، أكرر بأني لا أقصد بالتسويق والترويج هنا عن طريق الأمور المادية والجوائز بل عن طريق ترغيب الأبناء في الرياضة والألعاب انطلاقاً من المدارس، فالتسويق الرياضي للألعاب شيء مطلوب لتطور الرياضة وتجعل من الألعاب الرياضية جزءًا من مكونات المجتمع وتكون ملتصقة بهم كحال التربية والتعليم.
في الختام
على الرغم من أن الجيل الحالي من مدرسي التربية البدنية يعتبرون أكثر تأهيلاً من الناحية الأكاديمية عمن سبقهم من الأجيال إلا أننا لا نرى أي استغلال لهذه الكوادر المؤهلة في سبيل الرقي بالرياضة والرياضيين بوضع الخطط والاستراتيجيات التي يجب أن تسير عليها رياضتنا بمزجها بعناصر الخبرة الموجودة على الساحة، فنحن مازلنا نتبع المثل المصري الشائع «ابن الوز عوام» فابن لاعب كرة القدم يجب أن يشب على ما شب عليه أبوه وكذلك لاعب السلة واليد والطائرة حتى وإن لم يكن لديه ميول لمجال الرياضة، على عكس الدول المتقدمة التي تتبع أسلوب توزيع اللاعبين على الألعاب المتنوعة وفق الدراسات التي يقومون بها للأطفال من سنواتهم الأولى وهذا نوع من أنواع تسويق الألعاب المتبع في الغرب والصين.