يفصلنا عن الاستحقاق الانتخابي أسبوعاً كاملاً بالتمام والكمال لتعيش فيه البحرين عرساً ديمقراطياً هو الرابع لها منذ أن تم تدشين المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، السبت المقبل سيكون يوماً مميزاً بجميع المقاييس؛ فكل مواطن بحريني سيشارك بصوته ليختار من يراه الأكفأ ليمثله في المجلس النيابي والمجالس البلدية، هذا اليوم الذي يمارس فيه البحرينيون الإدلاء بأصواتهم بكل حرية دون أية وصاية من أحد أو تأثير سوى المسؤولية الوطنية الملقاه على عاتق كل فرد من أفراد المملكة، والتي استطاعت أن تشق طريقها للإصلاح بكل ثبات بفضل من الله تعالى ثم بحكمة ونظرة جلالة الملك الثاقبة.
نعيش هذه الأيام وقبلها حراكاً شعبياً لا نظير له مع فتح العديد من المرشحين مقارهم الانتخابية والتقائهم بناخبيهم، استعرضوا برامجهم وأولوياتهم التي يسعون لتحقيقها في حال الفوز بالمقعد النيابي أو البلدي، والخيار للناخب في اختيار الأصلح والأجدر من وجهة نظره بمن يقتنع بآرائه وأسلوبه وطرحه بعيداً عن الاصطفاف الطائفي أوالقبلي أوالعرقي أو الفئوي، وليجعل كل مواطن مصلحة البحرين فوق كل ذلك، وأن يدلي بصوته بكل أمانة لمن يستحقه وليس من أجل هذا أو ذاك، فالبحرين لا يمكن المساومة عليها مهما كان الأمر.
وما يجسد ذلك الحب للبحرين والإصرار بكل عزيمة دون خوف من حوادث «الإرهاب الانتخابي» من قبل أعداء الوطن والديمقراطية ومن قوى الظلام التي تريد العودة بهذا الوطن العزيز إلى الوراء، وما حرق مقار بعض المرشحين بعد اكتمال استعداداتهم للافتتاح إلا أحد مظاهر ذلك الإرهاب الذي لم يثنِ أي مرشح من الاستمرار في ترشحه من أجل مصلحة البحرين بإكمال العملية الانتخابية حتى نهايتها، ويرى العالم العزم الذي لا يلين من المرشحين البحرينيين بأهمية المشاركة وعدم الالتفات لدعوات المقاطعة التي فشلت وستفشل بإذن الله يوم الثاني والعشرين من نوفمبر، لتندحر معها دعوات تصفير صناديق الاقتراع التي هددت به بعض قوى المعارضة.
نعم؛ نقولها مدوية بأن العملية الانتخابية في البحرين ماضية بثبات على الرغم أيضاً من دعوات المقاطعة للمعارضة التي حقيقة صدمت ولم تتوقع أن يتقدم 493 مترشحاً للانتخابات النيابية والبلدية، هذا العدد غير المسبوق في تاريخنا أكد بما لا يدع مجالاً للشك فشل الدعوة إلى عدم المشارك، وسيثبت أيضاً كل شعب البحرين يوم السبت المقبل بأنه رقم صعب وسيدلي كل بحريني شريف مخلص بصوته ويختار مرشحه الأفضل وستكون الوفاق وتوابعها ذلك اليوم خارج السرب كعادتها بمقاطعة كل ما هو خير للبحرين وأهلها للأسف الشديد.
لن تستطيع أحد أن يفسد العرس الديمقراطي للبحرين والتهديد بإحداث أي فراغ انتخابي ليحرجوا به المملكة في الخارج، حتى الجرائم الإرهابية التي تمت بحق بعض المرشحين الذين تم حرق ممتلكاتهم وتهديد سلامتهم الشخصية وعائلاتهم لن تفلح بإبعاد المرشحين أو عزوفهم عن الترشح ولا حتى للمواطنين بإذن الله عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع الأسبوع المقبل، ولا ننسى الدور الكبير والجهد الذي تبذله وزارة الداخلية في تأمين المرشحين وكذلك التزامها التام بحماية المقار الانتخابية والناخبين عند الإدلاء بأصواتهم باتخاذها إجراءات ميدانية لضبط الأمن والنظام العام.
الفرحة اليوم تعم كل أرجاء البحرين بمختلف شوارعها وأحيائها، حيث نرى انتشار الخيام للمترشحين تملأ المدن والقرى وصورهم وبرامجهم في منظر جميل يرسم أروع لوحة ديمقراطية للبحرينيين بأن يختاروا ممثليهم في البرلمان والمجالس البلدية ليكونوا صوتهم الذي يوصل مطالبهم ومشاكلهم إلى السلطة التنفيذية وأن يعملوا جاهدين لتحقيق تطلعات ناخبيهم في حياة معيشية كريمة وخدمات يستحقها كل مواطني هذا الوطن العزيز.
- همسة..
للشباب البحريني دور بارز في المشاركة في نهضة الوطن؛ فبسواعدهم تعمر الأوطان، ومن هنا لا بد من الإشادة بالحملة الشبابية الوطنية «#يلا_نصوت» بهدف تحفيز وتشجيع الشباب على المشاركة الوطنية لإنجاح العرس الديمقراطي وتعزيز الدور الوطني للشباب في صياغة مستقبل البلاد.