كل الأصوات والآراء التي أعقبت الجولة الأولى من النسخة الثانية والعشرين لبطولة كاس الخليج العربي لكرة القدم المقامة في الرياض أجمعت على خيبة الأمل التي أصابتها بدءاً من مراسم حفل الافتتاح المتواضعة جداً وانتهاءً بالمستوى الفني المتدني للمنتخبات الثمانية مروراً بالحضور الجماهيري الخجول جداً جداً!فقرات حفل الافتتاح كانت متواضعة واقل من المتوقع – وإن كنا لا نهتم بهذا الجانب على اعتبار أنه جانب مكمل ومتروك لتقديرات المنظمين – ولكننا كنا ننتظر مراسم افتتاحية أجمل بكثير مما شاهدناه!أما الجانب الفني للمنتخبات فإنه يعد مخيباً للآمال نظراً للمستويات المتدنية التي شاهدناها في المباريات الأربع - مع تفاوت مستوى التدني فيها – فمباراة الافتتاح كانت مملة تبعاً للأداء العقيم من كلا المنتخبين السعودي والقطري وإن كان هذا الأخير أفضل نسبياً في الوقت الذي لم يقدم فيه أصحاب الأرض المستوى المأمول وزاد الطين بلة الأخطاء التحكيمية الفاضحة! وجاءت المباراة الثانية لتكشف واقع منتخبنا الوطني واقع الكرة البحرينية في هذه المرحلة وهو بالطبع واقع مرير جداً انكشف بوضوح أمام المنتخب اليمني الأقل خبرة والأصعب ظروفاً! أخطاء المباريات التجريبية تكررت أمام اليمن وجلها في خطي الوسط والهجوم مع استمرار العقم التهديفي الذي كنا قد أشرنا له خلال تعرضنا للمباريات التجريبية التي سبقت انطلاق البطولة، أضف إلى ذلك بعض الأخطاء الفنية التي يتحملها الجهاز الفني ومن أبرزها التشكيلة التي بدا بها المنتخب هذه المباراة، بينما شاهدنا منتخبا يمنياً مليئاً بالحماس والإصرار والعزيمة وهي الأسلحة التي افتقدناها في الأحمر البحريني رغم أننا كنا قد اشرنا في مقال سابق إلى أن هذه الأدوات كأسلحة من شأنها أن تصنع الفارق في بطولات كأس الخليج..حتى حامل اللقب المنتخب الإماراتي لم يظهر بالمستوى الذي كنا نتوقعه وهو المنتخب الأكثر انسجاماً والأكثر جاهزية والأكثر استقراراً في مقابل المتغيرات الكثيرة التي يمر بها المنتخب العماني المتجدد، فقد تواصل العقم التهديفي في هذا اللقاء الذي انتهى سلبيا و شهد تكراراً للأخطاء التحكيمية التي تضرر منها كلا المنتخبين! ويكاد لقاء الكويت والعراق الذي انتهى بفوز كويتي قاتل أن يكون هو اللقاء الأفضل من بين اللقاءات الأربعة غير أنه لم يرتق إلى المستوى الذي يليق بتاريخ الكرة في البلدين الشقيقين وبالأخص المنتخب العراقي الذي افتقد أداءه إلى التركيز.
إذا كان الأداء الفني مخيباً للآمال فإن الحضور الجماهيري الخجول جداً شكل لنا صدمة كبيرة وجعلنا نتساءل هل الجمهور السعودي جمهور أندية وهل التعصب الجماهيري وصل إلى هذه الدرجة من مقاطعة مباريات المنتخب بسبب الانتماءات للأندية؟! أسئلة كثيرة و علامات تعجب كبيرة تفرض نفسها في هذا المشهد الغريب بعد أن كنا نتوقع إن يكون الحضور الجماهيري هو سيد الموقف عطفاً على ما تتمتع به الجماهير السعودية من عشق جنوني لكرة القدم!دعونا نطوي صفحة الجولة الأولى المخيبة للآمال ونفتح صفحة الجولة الثانية التي ستنطلق مساء اليوم على أمل أن يعيد جهاز منتخبنا الوطني الفني ترتيب أوراق الأحمر في مواجهة الأخضر السعودي من أجل أن نشهد أداءً مغايراً يعيد لنا الأمل في المنافسة وأن نشهد عودة الجماهير إلى المدرجات بعد أن تم الإعلان عن مجانية الدخول إلى الملعب!