فاجأنا اتحاد كرة القدم مساء أمس الأول ببيان باهت صادر من الرياض يفيد بإعفاء المدرب العربي العراقي عدنان حمد من مهمة تدريب المنتخب الوطني وإسناد المهمة إلى مساعده الوطني مرجان عيد مع استدعاء المدربين الوطنيين علي عامر وعبدالله بلال مساعدين حتى نهاية بطولة الخليج الثانية والعشرون التي تدور رحاها هذه الأيام على أرض الرياض في مشهد مشابه لما حدث في خليجي 18 بأبوظبي عندما استعان اتحاد الكرة بالمدرب البوسني كريسو بدلاً من الألماني بريغل!
البيان الهش حمل في طياته مبررات أكثر هشاشة ولا يمكن أن يتقبلها عقل عاقل إذ كيف يقبل المنطق أن نحمل عدنان حمد مسؤولية ضياع النقاط الخمس دونما الإشارة لا من قريب و لا من بعيد إلى مسؤولية اللاعبين الذين تسببوا في ضياع هذه النقاط؟ ثم من هو هذا العبقري الكروي الذي استطاع أن يقيم عمل المدرب عدنان حمد ونحن نعلم تماماً قدرات وإمكانيات إداريينا الفنية وهي قدرات متواضعة جداً قياساً بخبرة وكفاءة المدرب عدنان حمد!
لا أدري إن كان هذا القرار الترقيعي صادراً عن قناعة تامة من رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد أم إنه قرار فوقي مفروض على الاتحاد وفي كلتا الحالتين يبقى القرار خاطئاً في شكله ومضمونه وتوقيته ويعيدنا إلى دوامة التخبطات الإدارية التي اعتقدنا بأننا سنتجاوزها في المرحلة المقبلة بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الاتحاد في أعقاب التعاقد مع المدرب عدنان حمد وكلها تصريحات تؤكد على الاستقرار الفني و بناء منتخب المستقبل، فهل إعفاء المدرب بهذه السرعة وبهذه الطريقة ولهذه الأسباب هو الاستقرار الذي يتغنى به اتحاد كرة القدم والرجل لم يمض على عقده سوى ثلاثة أشهر؟!
قرار معيب للرياضة البحرينية يعكس مدى ما نعانيه من ترهل إداري في العديد من مؤسساتنا الرياضية وجرس إنذار لمستقبل القطاع الرياضي في المملكة!
ستظل أصداء هذا القرار الترقيعي تدوي في الوسط الرياضي البحريني ولن يخفف هذه الأصداء إلا فوز المنتخب في مباراة اليوم المصيرية أمام العنابي القطري المتطور وهذا الفوز ليس بالأمر المستحيل أو المستبعد وخصوصاً أن لقاءاتنا مع الأشقاء القطريين تحمل طابعاً خاصاً. مباراة اليوم تتطلب تحضيراً معنوياً بالدرجة الأولى وهنا يكمن دور الإداريين المرافقين للمنتخب ومدى قدرتهم على إخراج اللاعبين من دوامة تداعيات التعادل اليمني والهزيمة السعودية والقرار الترقيعي!
كما أن على اللاعبين مسؤولية الدفاع عن سمعة البحرين أولا وسمعتهم كلاعبين ثانياً والسعي الجاد لإسعاد الجماهير البحرينية المحترقة ورسم البسمة على شفاهها وتجديد الأمل في المنافسة على اللقب.