من روائع الحكم التي أتى بها الحكيم سقراط مقولته الشهيرة «تحدث حتى أراك»، في تعبير مجازي رائع أن منطق الحديث هو من يحدد شخصية وهوية الشخص، فعن طريق الحديث مع الناس فقط نستطيع أن نتعرف على جوهر الإنسان ونحدد شخصيته، فكم من أشخاص يدعون الحكمة ونكتشف عند أول جملة أو كلمة بأنهم فارغون.
فهل انتبه بعض السادة المرشحين لهذه الحكمة قبل أن يقوموا بتوزيع صورهم «الفارغة من المضمون».
كغيري من المواطنين تصلني خطب المترشحين المصورة خلال افتتاحهم لمقارهم الانتخابية، خطب تكشف عن الكثير الكثير من شخصية المترشح.
كما أن تلفزيون البحرين تفضل مشكوراً عبر برنامجه الرائع انتخابات 2014 بتخصيص مساحة متساوية من الوقت لكي يعرض كل مترشح برنامجه الانتخابي ويقنع ناخبيه، ولكني للأسف لم أتمكن من رؤية جزء كبير منهم بمقياس سقراط، حيث يفتقد حديثهم إلى المنطق والأسلوب.
بعضهم بدا متوتراً وهو يقرأ ويتلو على الناس خطابه الذي كتبه أو الذي كتب نيابة عنه، وبالرغم من أنه يقرأ من ورقة إلا أنه يبدو هزيلاً وضعيفاً في إقناع الناخبين بأفكاره.
حتى خلال طرح الأسئلة على بعض المترشحين من قبل الناخبين؛ فنجد أن أكثرهم لا يملكون إجابة مقنعة لآليات تحقيق برنامجه الانتخابي، هذا إذا كان يمتلك برنامجاً انتخابياً أصلاً، لن أقول بأن ما يتفوه به المترشحون وعود بل أقول بأن برامجهم الانتخابية غير واقعية وقاصرة، برامج تتاجر بهموم المواطنين دون أن تكون هناك حلول ومقترحات قابلة للتطويع لتكون تشريعات تصب في خدمة الوطن والمواطن.
وعلى الرغم من أن معظم الدراسات أوضحت أهمية الإعلان الانتخابي في الشوارع والمطويات؛ إلا أن الناخبين حفظوا الشكل «المفبـــرك» عبر استخدام خاصية التعديـــــل ببرامج الفوتوشوب، ولكنهم لـــم يـــروا المضمون.. فتحدثوا حتى نراكم.
رسالة لبعض المترشحين..
أن تفتح مقرك الانتخابي لمرة واحـــدة ثــم تهجــره فهــذا غيــــر منطقـــــي، تتكلــــف آلاف الدنانيـر من أجل مقر تفتتحه لكي ينشر الإعلام أن المترشح الفلانــي افتتــح مقــره الانتخابـي بحضور نخبة من أهله وأصدقائه ومعارفه؛ ماذا بشأن الناخب الذي سيمنحك صوته؟!
شكر خاص..
شكـــــر خــاص لمعهد التنمية السياسيــــة لاحتضانهــــم المؤتمــــر الخليجـــي للإعــلام السياسي الخليجي في نسخته الثانية، والذي تحدث عن موضوع في منتهى الأهمية وهو موضوع «ثقافة الاختلاف»، وبانتظار التوصيات في أقرب فرصة.