مجدداً أثبت مجلس التعاون الخليجي قدرته على تجاوز الأزمات والخلافات، ومواجهة كل التحديات بجدية وحكمة وقدرة فائقة في مواكبة التطورات التي تعصف بالمنطقة والشرق الأوسط والعالم ليؤكد لشعوبه وللعالم أجمع أن المنظومة الخليجية بحكمة قادتها وإرادة شعوبها بإمكانها تحقيق الكثير، والمضي قدماً نحو إنجازات أكثر.
منظومة مجلس التعاون الخليجي عادت لطبيعتها نحو المساهمة في تنمية المجتمعات الخليجية، وتحقيق تطلعات شعوبها، وإن شكك البعض في قدراتها وتماسكها رغم كل التباينات، فجاء اتفاق القادة في العاصمة السعودية الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين على البدء في مرحلة جديدة لمواصلة العمل والبناء. وهو اتفاق أفرح شعوب دول المجلس، وأزعج المتربصين بمنظومتنا الخليجية.
المسيرة الخليجية مستمرة نحو مزيد من العمل المشترك، والتكامل، والبناء المشترك. هي مسيرة بدأت لا لتتوقف، وإنما لتواصل العطاء.
الأجواء العاصفة في الشرق الأوسط منذ سنوات قليلة، وحالات انعدام الأمن والاستقرار علّمت الآخرين الكثير، ولكننا سبقناهم في الدرس والعبرة، ولذلك واصل قادة مجلس التعاون وشعوبه إصرارهم على تحقيق مزيد من المنجزات والمكتسبات لتضاف إلى رصيد هائل من البناء خلال العقود الماضية، ومازال قادة وشعوب مجلس التعاون يتطلعون للمزيد بعملهم الجماعي الفريد.
وفي الوقت الذي شكك فيه البعض بتجربة مجلس التعاون الرائدة، وتوقع لها الفشل، فإن المنظومة الخليجية عادت مجدداً لتمارس دورها الريادي في العالم العربي، دورها الفاعل سياسياً، والمساهم تنموياً واقتصادياً وفق مسؤولياتها النابعة من هويتها العربية والإسلامية الأصيلة، وهي مسؤولية لم ولن تتخلى عنها يوماً.
عادت منظومة مجلس التعاون الخليجي اليوم لتواصل جهودها نحو الاستقرار في عالمنا العربي بعد أن ساده عدم الاستقرار، وتواصل مساعيها التنموية في وقت توقفت فيه عجلة التنمية في كثير من البلدان الشقيقة والصديقة.
فشكراً لخادم الحرمين الشريفين على رعايته بحكمة مسيرة العمل الخليجي، وشكراً لجميع قادة دول مجلس التعاون الخليجي من المنامة إلى الإمارات، وقطر والكويت وعمان على حكمتهم، وشكراً لشعوب الخليج على حرصها أن تكون المنظومة الخليجية هي المظلة الجامعة للجميع، وأن يكون اتفاق القادة الخليجيين قوة جديدة لنصر جديد.
يوسف البنخليل