بعد أن كان التعليم يطلب في الكهف والمغارة أيام البرد والصقيع أو ظل سنديانة أو تحت شجرة نخيل، أو جلوساً على أرض صخرية متعرجة أو رمال صحراوية حارقة، أو كرسي خشبي هزيل تم صنعه لكي يريح من كان عليه من الجالسين في ذلك الزمن البسيط، فالهدف بكل مشقته كان واضحاً وهو الفوز بأكبر قدر من المعرفة والثقافة على يد إنسان صادق أمين، هدفه في الحياة أن يرى من حوله أمور الدين والدنيا من العالمين. غير آبهٍ لما يحصل عليه من مردود مادي من السائلين، لأن غايته بنظره أثمن من أن تقدر بجعبة امتلأت بما لذ وطاب وفيها الكثير مما يفرح القلب ويبعث البهجة للناظرين.
ولأن الهدية وجبت بين المتحابين أو أنها عربون شكر ورد جميل بالجميل لما يقدمه صاحب اليمين من خدمة عينية كانت أو مشورة أصلحت بين المتخالفين أو نصيحة أغدقت على صاحبها بكثير من التباشير.
فكان المعلم أو الأستاذ الحكيم يكتفي بحبة تفاح أو علبة من التمر التي تفيد الجميع، باعتبار أنه لا يرد الهدية إلا اللئيم. فهذا المعلم عندما وضع الضوابط بأن تكون الهدايا في متناول الجميع وذلك كي لا يثير الفرق بين الغني والفقير. لذلك كان يطلق على المعلم وقتها تسمية «الحكيم» والتي نفتقدها الآن في عصر الرفاهية والعلم الحديث، فقد فقدنا معنى كلمة الحكيم سواء بين المعلم والطبيب.
لكن ما نراه في وقتنا الحالي أن القيم اختلفت عما كانت عليه بكثير، وهذه التفاحة تحولت إلى بساتين، وحبات التمر تحولت إلى مناجم من الذهب الخالص والوفير الذي لا ينضب بحكم تعاقب السنين. فنحن لسنا في المدينة الفاضلة نعيش، ولسنا بعيدين في عزلة عن العالم «كائنين»، ولكن ما عاد يمكننا السكوت عن هذا النوع من التفكير التجاري الدنيء الذي هدفه فقط زيادة رصيده المصرفي بشتى الأساليب.
وما عاد مقبولاً أن تتحول الصروح العلمية مكاناً لمثل هذه الألاعيب، فكل من أراد أن يحصل على المزيد من الدنانير أطلق لمخيلته العنان وأذن لها بالتفكير في كيفية الحصول على الربح الوفير. وإنني متأكدة أن أكثر وقت يبذله المستثمرون هو انتقاؤهم لاسم يكون رناناً يشد انتباه الغافلين.
فأسماء المدارس الخاصة أصبحت للكثير أسماء فاقدة الأهلية وتعتبر رجعية، فلابد من اختيار أسماء عالمية، ووزارة التربية والتعليم في المقابل مشكورة على ما تقوم به من علاجات بعدية، ولكن لماذا دائماً ننتظر إلى أن تشتد النار ويحرق بها الجميع؛ فعندها نستيقظ لهذا الواقع الأليم. أليس من الجدير أن يكون في مجموعة القوانين الصارمة والشديدة لا يقبل التهاون بها بأي شكل من الأشكال كي لا نسمع ما نسمعه كل يوم عن أماكن تشرفت يوماً من الأيام أطلق عليها اسم مدرسة أو جامعة أو أي صرح علمي!
ولا أعلم ولا أجد المبرر لماذا يدافع البعض من أعضاء السلطة التشريعية عن بعض هذه المدارس والجامعات المتجاوزة بحجة الدفاع عن الطلبة، وصدق الشاعر عندما قال:
والمال إن لم تذخره محصناً بالعلم
كان نهـــــايـــــــــة الإمــــــلاق
والعلم إن لم تكتنفه شمائل تعليه
كان مطيــــــــــة الإخفــــــــاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده
مـــا لـــم يتــوج ربـــه بخــــلاق
ولأن الهدية وجبت بين المتحابين أو أنها عربون شكر ورد جميل بالجميل لما يقدمه صاحب اليمين من خدمة عينية كانت أو مشورة أصلحت بين المتخالفين أو نصيحة أغدقت على صاحبها بكثير من التباشير.
فكان المعلم أو الأستاذ الحكيم يكتفي بحبة تفاح أو علبة من التمر التي تفيد الجميع، باعتبار أنه لا يرد الهدية إلا اللئيم. فهذا المعلم عندما وضع الضوابط بأن تكون الهدايا في متناول الجميع وذلك كي لا يثير الفرق بين الغني والفقير. لذلك كان يطلق على المعلم وقتها تسمية «الحكيم» والتي نفتقدها الآن في عصر الرفاهية والعلم الحديث، فقد فقدنا معنى كلمة الحكيم سواء بين المعلم والطبيب.
لكن ما نراه في وقتنا الحالي أن القيم اختلفت عما كانت عليه بكثير، وهذه التفاحة تحولت إلى بساتين، وحبات التمر تحولت إلى مناجم من الذهب الخالص والوفير الذي لا ينضب بحكم تعاقب السنين. فنحن لسنا في المدينة الفاضلة نعيش، ولسنا بعيدين في عزلة عن العالم «كائنين»، ولكن ما عاد يمكننا السكوت عن هذا النوع من التفكير التجاري الدنيء الذي هدفه فقط زيادة رصيده المصرفي بشتى الأساليب.
وما عاد مقبولاً أن تتحول الصروح العلمية مكاناً لمثل هذه الألاعيب، فكل من أراد أن يحصل على المزيد من الدنانير أطلق لمخيلته العنان وأذن لها بالتفكير في كيفية الحصول على الربح الوفير. وإنني متأكدة أن أكثر وقت يبذله المستثمرون هو انتقاؤهم لاسم يكون رناناً يشد انتباه الغافلين.
فأسماء المدارس الخاصة أصبحت للكثير أسماء فاقدة الأهلية وتعتبر رجعية، فلابد من اختيار أسماء عالمية، ووزارة التربية والتعليم في المقابل مشكورة على ما تقوم به من علاجات بعدية، ولكن لماذا دائماً ننتظر إلى أن تشتد النار ويحرق بها الجميع؛ فعندها نستيقظ لهذا الواقع الأليم. أليس من الجدير أن يكون في مجموعة القوانين الصارمة والشديدة لا يقبل التهاون بها بأي شكل من الأشكال كي لا نسمع ما نسمعه كل يوم عن أماكن تشرفت يوماً من الأيام أطلق عليها اسم مدرسة أو جامعة أو أي صرح علمي!
ولا أعلم ولا أجد المبرر لماذا يدافع البعض من أعضاء السلطة التشريعية عن بعض هذه المدارس والجامعات المتجاوزة بحجة الدفاع عن الطلبة، وصدق الشاعر عندما قال:
والمال إن لم تذخره محصناً بالعلم
كان نهـــــايـــــــــة الإمــــــلاق
والعلم إن لم تكتنفه شمائل تعليه
كان مطيــــــــــة الإخفــــــــاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده
مـــا لـــم يتــوج ربـــه بخــــلاق