في أعقاب العملية الإرهابية الآثمة التي حدثت الاثنين الماضي في قرية الديه والتي راح ضحيتها ثلاثة من رجال الأمن، ألقى وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة كلمة مهمة عبر تلفزيون البحرين تضمنت العديد من الحقائق والمعلومات والخطة التي اعتمدتها الوزارة تنفيذاً للتوجيهات الملكية وقرارات مجلس الوزراء والرامية إلى تطبيق القانون على كل من قام بذلك العمل المشين والقيام بكل ما يلزم لمواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية الهادفة إلى تعميق الشرخ الطائفي. ففي كلمته التي أعلن فيها عن إلقاء القبض على خمس وعشرين مشتبهاً بهم أكد وزير الداخلية أن عملية تعقب الجناة مستمرة بلا هوادة لينالوا عقابهم. وذكر أن التفجيرات تعكس مدى الخطورة التي وصلت إليها هذه الأعمال الإرهابية والتي يتم تصنيفها في باب القتل المتعمد وانعدام الإنسانية، ونبه إلى أهمية إدانة عمليات استهداف رجال الأمن ولفت إلى أن هذا الأمر مدان من الخارج، وأن الأولى أن يدان من الداخل أيضاً ولكن ليس بالقول فقط وإنما بالعمل للتصدي له. وقال الوزير إن المظاهر والمواقف التي شجعت على ارتكاب مثل هذه الأعمال يجب أن تتوقف، في إشارة واضحة إلى أنه حان الوقت لوضع العواطف والخواطر في جانب والعمل بعزم وقوة لوضع حد لهذا الاستهتار، معتبراً معاليه أن المسؤولية تمتد إلى كل من له تأثير على حراك الشارع سواء معتلي المنابر الدينية أو السياسية وسائر الفعاليات ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد، فالمسؤولية هنا مسؤولية الجميع من دون استثناء، فالوطن للجميع وشرارة الإرهاب لا تفرق بين أحد إن اشتعلت. لهذا اعتبر الوزير أن استسلام القوى السياسية لصوت العنف والإرهاب يضعها في خانة التجريم لأن الإرهاب لا يسيس، ولأن الفئات التي تمارس الإرهاب تحت مسميات تنظيمات مجهولة إنما تمثل جيوباً وجماعات خارجة عن القانون. ما يعني أن التستر عليها يعتبر مشاركة لها في ما تقوم به من عمل دنيء، لهذا أكد الوزير أن الاستنكار والإدانة لا يكفيان حيث المطلوب هو تحدي تلك الفئة المارقة ونبذ ما تقوم به ومحاصرتها لتنال جزاءها. وزير الداخلية وفر جملة من الحقائق المهمة فيما يخص المتورطين في هذا الحادث الشنيع، حيث قال إنه حسب الإفادات والأدلة المادية التي توفرت فإن ما يحدث في الداخل له ارتباطات خارجية، أي أنه قد تم تدريب عناصر بحرينية وإعدادها لتكون قادرة على تنفيذ العمليات الإرهابية، وقال إن التدريبات في الخارج حسب الاعترافات تمت في معسكرات الحرس الثوري الإيراني، مذكراً بأن المتفجرات التي تم ضبطها أخيراً كان مصدرها العراق. هذا يعني أن هناك مؤامرة كبيرة تحاك ضد هذا الوطن الذي لا يعرف كيف يسيء إلى الآخرين وظل على مدى التاريخ مسالماً ومحباً للجميع، ويعني أنه آن الأوان لنقف جميعاً يداً واحدة ضد هذا الذي يراد لنا، بفضح تلك المؤامرات والتصدي لها بكل قوة وحزم. وهذا ما أكد عليه الشيخ راشد حين قال إن أمامنا الآن طريقاً من العمل الجاد يستدعي تكاتفنا وتكاتف وتعاون الأشقاء، منبهاً إلى أن ما يهدد البحرين يهدد دول مجلس التعاون كافة.«استهداف الأرواح فعل آثم ومدان من الشرائع السماوية والقوانين الوضعية بل هو أشد إذا كان يستهدف من نذروا أنفسهم لحماية الأرواح». من يدقق في هذه العبارة وفي مجمل كلمة وزير الداخلية هذه المرة ويعرف قدرات معاليه وإصراره على التحدي والتصدي لكل ما يضر بالوطن والمواطن يوافقني الرأي على أن المقبل من الأيام سيشهد نهاية كل الفوضى التي حاول البعض إغراق البلاد فيها، فلقد بلغ السيل الزبى.