فكرت لوهلة أن أرى المستقبل بعين طالب بحريني في الثانوي، كيف سيفكر بالمستقبل، وكيف سيرى وطنه، وكيف سيرى الأيام القادمة، وكيف سيعيش الأحلام..؟
فكرت كيف لطالب جامعي في فصل التخرج يرسم مستقبله، كيف يضع خيال عالم الأيام القادمة، هل هو متفائل، أم أنه يفكر كما يفكر الكبار، نسير يوماً بيوم، ولا نعلم ما هو قادم؟
المستقبل اليوم أكثر قتامة، حتى وأني أكره التشاؤم، أو أن أرسم صورة رمادية للآخرين، غير أن ذلك لا يحتاج إلى رسم، بقدر ما يحتاج إلى تشخيص وقراءة.
تموج الأفكار في رأسنا، نفكر في الواقع، ونفكر في القادم، جزء من الواقع أن هناك ملفات معلقة، لا تعرف لها حل، والملف الأمني والسياسي أحد تلك الملفات الهامة والتي تلقي بظلالها على التفاؤل والتشاؤم، هل الدولة في استراتيجيتها أن تضع الحل السياسي قبل أن تنهي الإرهاب؟
الصورة التي يراها صاحب القرار مرتبطة بالداخل والخارج، ولا نعرف هل أيضاً هذه المرة سنعقد صفقات سياسية لترضي من لا يرضى، ومن ثم نصبح مثل الذي يغطي ألغام الإرهاب بغطاء جميل، وما أن تأتي رياح أخرى، حتى ينكشف الغطاء ويظهر المستور، ونعود لمسلسل قديم حلقاته ممتدة منذ التسعينات، أو إذا شئتم إلى الثمانينات.
شيء من همومنا أن ملف مثل الإسكان يقال فيه الكثير، لكن حل أزمته مرتبطة بأمور كثيرة، فحين نقرر إنشاء مدن جديدة مثلاً، فهذا لا يقع على الإسكان فقط، المدن تحتاج طرقاً، ومجاري، وتحتاج بنية تحتية كبيرة، تحتاج مدارس، ومستشفيات، ومراكز شرطة، تحتاج أسواقاً، تحتاج خدمات متقدمة، وكل ذلك خارج أسوار وزارة الإسكان.
ملف الإسكان هل حدث به ما حدث بسبب أننا وقعنا بين تطرفين، تطرف «التوالد السياسي» وبعض من قدموا متأخرين، وبالتالي أصبحت الأحمال ثقيلة، ولم توجد رؤية لذلك، فتأخرت قوائم أبناء البحرين بسبب أن الدولة تريد توفير السكن لمن وعدتهم بالسكن، هذا ملف خطير ومتفجر على المستقبل البحريني.
لم أجد أفضل من مشروع جلالة الملك حفظه الله ورعاه المتمثل في بناء البيوت الآيلة للسقوط، هذا من أفضل وأكبر مشاريع جلالته الجميلة وهي كثيرة، ولا نغفل رعاية الأيتام والأرامل والمطلقات، جميعها مشاريع جميلة جداً، جعلها الله في ميزان حسنات ملكنا.
غير أن مشروع البيوت الآيلة للسقوط هو أكبر مشروع إنساني وحضاري وتنموي ووطني، ويغلق أبواباً كثيرة على الدولة، خاصة حين يشعر ضعيف الحال أنه ضمن أجندة الدولة التي تبني له بيته المتهالك، إلا أن ما حدث في هذا المشروع مؤسف حين تسلمته جهات غير أمينة.
الفساد الذي يضرب كل مكان أصاب مشروع البيوت الآيلة، وهذا مؤسف ومحبط، ونخشى أن يوقف المشروع بسبب فساد مسؤولين في وزارتين يتم تناقل المشروع بينهما، وهذا يجعلنا نقول إن كل مشروع وطني مثل البيوت الآيلة للسقوط يحتاج إلى رقابة صارمة من الحكومة الموقرة، ويحتاج الى حلحلة فهناك من يجلس في بيت متهالك وينتظر أن يأتي دوره، بينما المشروع يشوهه مسؤولون لا تتم محاسبتهم.
زيادة السكان المفاجئة التي تحدث، والتي ستنفجر أكثر وأكثر مع مرور الأيام أوجدت ضغطاً كبيراً على الخدمات «الإسكان، التعليم، الصحة، الكهرباء والماء، العمل، التجارة، البلديات، والتنمية الاجتماعية» حتى أننا نصاب بضغط دم مرتفع جراء الازدحامات في الطرق التي لا تتطور بما يتناسب مع زيادة السكان، فحتى «الهاي واي» أصبح ليس طريقاً سريعاً، إما بسبب الزحام، وإما بسبب الإرهاب وكلاهما في يد الدولة.
ملفاتنا المعلقة كثيرة، المستقبل يكاد يكون مبهماً، وأكثر ما يجعله كذلك هو وجود الإرهاب والفساد، طامتان تحلان بنا، ولا حل واضح، ولا توجد نية صحيحة لحلهما بصورة جذرية، وزراء لا يحاسبون على ما يفعلون، حتى المنظرين دخلوا في اللعبة.
المشكلتان وكأنهما كرتان من الحديد الثقيل ربطتا رجل شاب، هو يريد الحركة وبسرعة، والكرتان تجرانه للخلف، لا يوجد تشبيه أفضل من ذلك.
كم أخرتنا مصيبة الفساد؟ دول أخرى بدأت في السبعينيات، والآن تتخطانا بسنوات ضوئية رغم أن بها فساداً، ولكنه محدود.
الإرهاب كم أخر التنمية الحقيقية؟ كم شركة وبنكاً خرجوا، ونحن نتفرج، ولا نضع استراتيجية لوقفه وقطع أياديه، وبالتالي نسدد فاتورة كبيرة على اقتصاد البحرين، وعلى معيشة الناس، وعلى الأمن الاجتماعي.
ويبدو أن الإرهاب سيضرب أيضاً مجدداً، وربما يتحول إلى ضرب مناطق بالعاصمة، أو ضرب بنوك ومجمعات، وهذا إن حدث، فإنه يعني فشل الدولة الذريع في محاربته، ونحن في دولة صغيرة الحجم، وسكانها قليل قياساً بالدول الكبيرة.
شيء من همومنا، أو الصورة التي نراها، ونتمنى أن ترونها، أننا أصبحنا في حالة نجهل فيها مستقبلنا ومستقبل وطننا، هل القادم أفضل، هل القادم أسوأ.. لا نعلم.. فالملفات معلقة من غير حلول.. وعمرنا معلق..!
فكرت كيف لطالب جامعي في فصل التخرج يرسم مستقبله، كيف يضع خيال عالم الأيام القادمة، هل هو متفائل، أم أنه يفكر كما يفكر الكبار، نسير يوماً بيوم، ولا نعلم ما هو قادم؟
المستقبل اليوم أكثر قتامة، حتى وأني أكره التشاؤم، أو أن أرسم صورة رمادية للآخرين، غير أن ذلك لا يحتاج إلى رسم، بقدر ما يحتاج إلى تشخيص وقراءة.
تموج الأفكار في رأسنا، نفكر في الواقع، ونفكر في القادم، جزء من الواقع أن هناك ملفات معلقة، لا تعرف لها حل، والملف الأمني والسياسي أحد تلك الملفات الهامة والتي تلقي بظلالها على التفاؤل والتشاؤم، هل الدولة في استراتيجيتها أن تضع الحل السياسي قبل أن تنهي الإرهاب؟
الصورة التي يراها صاحب القرار مرتبطة بالداخل والخارج، ولا نعرف هل أيضاً هذه المرة سنعقد صفقات سياسية لترضي من لا يرضى، ومن ثم نصبح مثل الذي يغطي ألغام الإرهاب بغطاء جميل، وما أن تأتي رياح أخرى، حتى ينكشف الغطاء ويظهر المستور، ونعود لمسلسل قديم حلقاته ممتدة منذ التسعينات، أو إذا شئتم إلى الثمانينات.
شيء من همومنا أن ملف مثل الإسكان يقال فيه الكثير، لكن حل أزمته مرتبطة بأمور كثيرة، فحين نقرر إنشاء مدن جديدة مثلاً، فهذا لا يقع على الإسكان فقط، المدن تحتاج طرقاً، ومجاري، وتحتاج بنية تحتية كبيرة، تحتاج مدارس، ومستشفيات، ومراكز شرطة، تحتاج أسواقاً، تحتاج خدمات متقدمة، وكل ذلك خارج أسوار وزارة الإسكان.
ملف الإسكان هل حدث به ما حدث بسبب أننا وقعنا بين تطرفين، تطرف «التوالد السياسي» وبعض من قدموا متأخرين، وبالتالي أصبحت الأحمال ثقيلة، ولم توجد رؤية لذلك، فتأخرت قوائم أبناء البحرين بسبب أن الدولة تريد توفير السكن لمن وعدتهم بالسكن، هذا ملف خطير ومتفجر على المستقبل البحريني.
لم أجد أفضل من مشروع جلالة الملك حفظه الله ورعاه المتمثل في بناء البيوت الآيلة للسقوط، هذا من أفضل وأكبر مشاريع جلالته الجميلة وهي كثيرة، ولا نغفل رعاية الأيتام والأرامل والمطلقات، جميعها مشاريع جميلة جداً، جعلها الله في ميزان حسنات ملكنا.
غير أن مشروع البيوت الآيلة للسقوط هو أكبر مشروع إنساني وحضاري وتنموي ووطني، ويغلق أبواباً كثيرة على الدولة، خاصة حين يشعر ضعيف الحال أنه ضمن أجندة الدولة التي تبني له بيته المتهالك، إلا أن ما حدث في هذا المشروع مؤسف حين تسلمته جهات غير أمينة.
الفساد الذي يضرب كل مكان أصاب مشروع البيوت الآيلة، وهذا مؤسف ومحبط، ونخشى أن يوقف المشروع بسبب فساد مسؤولين في وزارتين يتم تناقل المشروع بينهما، وهذا يجعلنا نقول إن كل مشروع وطني مثل البيوت الآيلة للسقوط يحتاج إلى رقابة صارمة من الحكومة الموقرة، ويحتاج الى حلحلة فهناك من يجلس في بيت متهالك وينتظر أن يأتي دوره، بينما المشروع يشوهه مسؤولون لا تتم محاسبتهم.
زيادة السكان المفاجئة التي تحدث، والتي ستنفجر أكثر وأكثر مع مرور الأيام أوجدت ضغطاً كبيراً على الخدمات «الإسكان، التعليم، الصحة، الكهرباء والماء، العمل، التجارة، البلديات، والتنمية الاجتماعية» حتى أننا نصاب بضغط دم مرتفع جراء الازدحامات في الطرق التي لا تتطور بما يتناسب مع زيادة السكان، فحتى «الهاي واي» أصبح ليس طريقاً سريعاً، إما بسبب الزحام، وإما بسبب الإرهاب وكلاهما في يد الدولة.
ملفاتنا المعلقة كثيرة، المستقبل يكاد يكون مبهماً، وأكثر ما يجعله كذلك هو وجود الإرهاب والفساد، طامتان تحلان بنا، ولا حل واضح، ولا توجد نية صحيحة لحلهما بصورة جذرية، وزراء لا يحاسبون على ما يفعلون، حتى المنظرين دخلوا في اللعبة.
المشكلتان وكأنهما كرتان من الحديد الثقيل ربطتا رجل شاب، هو يريد الحركة وبسرعة، والكرتان تجرانه للخلف، لا يوجد تشبيه أفضل من ذلك.
كم أخرتنا مصيبة الفساد؟ دول أخرى بدأت في السبعينيات، والآن تتخطانا بسنوات ضوئية رغم أن بها فساداً، ولكنه محدود.
الإرهاب كم أخر التنمية الحقيقية؟ كم شركة وبنكاً خرجوا، ونحن نتفرج، ولا نضع استراتيجية لوقفه وقطع أياديه، وبالتالي نسدد فاتورة كبيرة على اقتصاد البحرين، وعلى معيشة الناس، وعلى الأمن الاجتماعي.
ويبدو أن الإرهاب سيضرب أيضاً مجدداً، وربما يتحول إلى ضرب مناطق بالعاصمة، أو ضرب بنوك ومجمعات، وهذا إن حدث، فإنه يعني فشل الدولة الذريع في محاربته، ونحن في دولة صغيرة الحجم، وسكانها قليل قياساً بالدول الكبيرة.
شيء من همومنا، أو الصورة التي نراها، ونتمنى أن ترونها، أننا أصبحنا في حالة نجهل فيها مستقبلنا ومستقبل وطننا، هل القادم أفضل، هل القادم أسوأ.. لا نعلم.. فالملفات معلقة من غير حلول.. وعمرنا معلق..!