يقول علي سلمان بألحان وأشجان، فقط كان ينقصه «طبل» و«هبان»: «ثابتو الخطى على طريق الحرية الطويل.. واثقون بنصر الله للمشاركة في المسيرة الجماهيرية للمعارضة يوم سباق الفورمولا، وذلك لاستثمار وجود الإعلاميين لحضور سباق الفورمولا ووجود البحرين تحت دائرة الضوء إلى التواجد الكثيف في الفعالية السلمية»، ثم يواصل حديثه بأنه «يفتخر بأن يكون الأمين العام لجمعية وعد إبراهيم شريف رئيساً للوزراء»، مؤكداً أن «صوره أصبحت في منازل العديد من البحرينيين».
سنتناول أولاً «ثابتو الخطى.. واثقون بنصر الله»، ونسأل هنا ثابتو الخطى، هل هذه الخطى ذاهبة للجهاد من أجل تحرير فلسطين أو نصرة المظلومين في بورما أو في أفريقيا الوسطى.. ثم من أين يأتيكم نصر الله، ومتى آتاكم نصر الله؟ وها هو التاريخ ومنذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسجل لكم موقفاً مشرفاً واحداً، لا مع أمة الإسلام، ولا مع أي أمة من الأمم، وكيف الله يأتي بنصره لمن يتآمر مع أعداء الإسلام، وكيف يأتي نصر الله مع من يسفك الدماء ويعتبرها فداء من أجل نيل سلطة وحياة مادية دنيوية، فهل نصر الله يأتي لمن يريد أن ينتزع سلطة ويجلس على سدة حكم؟ ثم بالله عليكم كيف يأتي نصر الله لمن يتطاول على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصفهم بـ»الجبن والعجز والتخلف عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم»، يتطاول على من زكاهم الله في كتابه ورضا عنهم وبشرهم الرسول برضوان الله وجناته، ثم يأتي شخص «........» يصفهم بـ«العجز والجبن».. ثم يدعو بعدها الله بالنصر، أن نصر الله لا يأتي لدعوة باطل، فهل نصر الله فرعون على موسى؟ أو نصر الله قوم لوط على نبيه؟ أو نصر جالوت على طالوت؟ فهذه هي أمثلة لخسران أهل الباطل وكيف انتصر الله لأهل الحق، كما انتصر الله لأهل الفاتح على دعوة الباطل التي أرادت بالبحرين الهلاك والدمار، وذلك حين أفسد الله عدتهم التي أعدوها سنوات طويلة من تدريب وتمويل وإعداد وترتيب، وإذا بالله يذهب بها في لحظة وتصبح أثراً منسياً، وأن الله سبحانه وتعالى سيهدم الباطل مهما طال بناؤه ومهما بلغت عدته، فإن الله ينصر من ينصره، وأنت يا علي سلمان لم تنتصر لله حتى في نصرة مستضعفين في ديار الإسلام، وها أنت وميليشياتك تحرض على وقف المساعدات عن أطفال سوريا، وتتهم من يساعدهم بالإرهاب، وتدعو لمحاسبتهم ومنع تقديم الدعم إليهم، وذلك لأنك تؤيد بشار.. بشار الذي حفر بالنار على جباه أهل السنة «لا إله إلا بشار»، وها أنت تفعل اليوم نفسه عندما تتطاول على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونترك عبارة «ثابتو الخطى»، ونتناول تعيين علي سلمان لإبراهيم شريف رئيساً للوزراء في نفس الخطاب، ونقول له أين مطالبك بحكومة منتخبة تمثل إرادة الشعب وأنت لم تطل مكاناً في السلطة بعد، وإذا بك تعين شخصاً أجنبياً غريب الأصل والفصل رئيس وزراء ليحكم دولة عربية، وذلك لأن صورته أصبحت تعلق بعدد من البيوت! فأي بيوت هذه؟ هل هي البيوت التي تعلق صور نصر الله وخامنئي، فهل هذه بيوت شعب البحرين الأصيل، أو بيوت النازحين من إيران؟ ثم أين الاستفتاء وأين أنشودة الشعب مصدر السلطات والشعب يحكم نفسه بنفسه؟ وها أنت تثبت بأن «الشعب مصدر السلطات» عبارة تكتب من أجل الزينة، وذلك بعدما نفيت في تصريحك بتاريخ 14 ديسمبر 2013 بأن «الشعب مصدر السلطات» عبارة لا تكتب من أجل الزينة، ولكن الله سبحانه وتعالى يفضح أمثال هؤلاء، كما جاء في قوله تعالى «أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم». ونعود إلى الفعاليات السلمية التي ستستقبل بها ميليشيات «علي سلمان» وذلك بزعمه لاستثمار وجود الإعلاميين ووجود البحرين تحت دائرة الضوء، نقول له إن ثورة الشعب السوري لم تحتج إلى وجود إعلامي وسباقات وفعاليات، لأنها بالفعل كانت ثورة شعبية جاءها الإعلاميون من كل العالم ووصل صوتها أقاصي الأرض لأنها ثورة حق على ظالم، ولكن بالنسبة لـ «علي سلمان» القضية تختلف عندما تنكشف للعالم بأن ثورته باطل على باطل، فيشاغل الإعلاميين بأعمدة الدخان كي لا ينبهروا بالحضور الشعبي الملفت للنظر ومشاركتهم حكامهم جنباً إلى جنب، فيكتشفوا حقيقة المؤامرة الانقلابية الإيرانية في البحرين وإعلامها الكاذب الذي صور أنها «ثورة شعبية وطنية»، فإذا بها لا تعدو كونها مجموعة من العصابات وقطاع طرق يعتدون على الآمنين، بالضبط كما يفعل قطاع الطرق في أمريكا وفي أوروبا وفي أفريقيا وفي أي دولة في العالم، فقطاع الطرق والعصابات الإجرامية هي ظاهرة عالمية لم يخلُ منها مكان ولا زمان، ولكن هنا في البحرين قطاع الطرق يختلفون عن غيرهم حين أمرتهم شياطينهم بأن يغيروا حلتهم التي فطروا عليها بأنهم شتات في الأرض، بأن يصبحوا في يوم حكاماً، فهيهات، إنها «أضغاث أحلام»، وهيهات أن يكسو الله العزة لمن يقذف صحابة رسول الله، وهيهات أن ينصر الله باطلاً.. وأن من يظن بأن الله قد ينصر باطل فقد أساء الظن بالله.