يقول خادم الولي الفقيه – الذي يأمل بأن يتحاور مع الدولة - بأنه يريد لأتباعه أن يخرجوا للشوارع خلال أيام استضافة مملكة البحرين لسباق الجائزة الكبرى للفورمولا واحد حتى يستغلوا وجود الكم الكبير من الإعلاميين وزوار المملكة الأجانب حاضري الحدث، ليوصل هو ومن معه «ظلامتهم»، حسب قوله.
الوفاق في مسعاها لتشويه صورة البحرين تقدم نفسها على أنها فئة من المجتمع البحريني «تكره» تماماً أن تحقق البحرين أي نجاح يذكر، بالأخص على الصعيد الإعلامي، بالتالي نجاح الفورمولا واحد بالنسبة لها «ضربة قاصمة» أخرى لها في إطار سعيها لبيان أن الوضع في البحرين غير مستقر وأن بلدنا يفتقر لأبسط مقومات الحريات، رغم أن الواقع يثبت العكس، إذ لا توجد دولة من الدول التي يزورنا منها أعداد كبيرة من الناس هذه الأيام تقبل بأن يعكر صفو استضافتها لحدث عالمي كالفورمولا واحد وغيره أية نشاطات وتحركات لجماعات تحت أي ذريعة كانت.
إن كان سباق الفورمولا واحد لم يقم في عام «محاولة الانقلاب» في 2011، فإن ذلك عائد لما شهده ذلك العام من ظروف كان الافتقار للمعلومات الحقيقية يشكل معضلة لدى الغرب الذي صدق كثير منه الأكاذيب والمبالغات وحتى الفبركات التي روجت لها الجماعات الانقلابية ومن معها في وسائل الإعلام، لكن منذ عام 2012 وحتى اليوم، هاهي ثلاثة سباقات تقام وتحقق نجاحاً وزخماً إعلامياً، مجرد استضافة البحرين للحدث يثبت بما لايدع مجالاً للشك أن ما يروج ويقال عن البحرين من قبل هذه الجماعات ما هو إلا «تهويل» و«تضخيم»، وأمر يثبت بأن هناك من يدعون أنهم يريدون مصلحة البحرين حقيقتهم أنهم يريدون الإضرار بهذا البلد بأي صورة ووسيلة كانت.
إن كان تعويل خادم الولي الفقيه «على حد وصفه بنفسه لنفسه» على التأثير في توجهات الإعلام الغربي، فإن على الدولة أولاً ومؤسسات المجتمع المدني وحتى المنابر الإعلامية الوطنية أن تقدم حقائق واضحة ومثبتة لهؤلاء الإعلاميين، وبكل هدوء وسلاسة، إذ ما يحصل في البحرين اتضحت معالمه بطريقة لا يمكن أن يتم مغالطتها. فمن يريد الوصول لهؤلاء الإعلاميين من الجمعيات الانقلابية هم أصلاً أساس التحريض على الفوضى والعنف، هم المحامون عن الإرهابيين، وهم الكاذبون في شأن حقوق الإنسان، ففي الوقت الذي يدعون فيه قمع الحريات هنا رغم أنهم يسافرون بأريحية ويمارسون فعالياتهم «المنفلتة دائماً» بكل حرية، هم من يقفون في مواقف داعمة – مثلاً – للقتل والمجازر والمذابح الدائرة في سوريا على يد بشار الأسد المدعوم من إيران.
علي سلمان نفسه الذي يدعي أنه يريد الديمقراطية، هو اليوم من يترأس الأمانة العامة للوفاق لما يزيد عن عقد من الزمان، في إثبات واقعي على أن الديمقراطية التي يدعيها هؤلاء وتداول السلطة الذي يطالبون به ما هو إلا ادعاء كاذب، باعتبار أنهم لا يطبقونه أصلاً على أنفسهم، فكيف بالتالي إن استحوذوا على المناصب الهامة في الدولة؟!
الوفاق نفسها التي تدعي أنها تتحدث عن عموم الشارع البحريني، يمكن لأي صحفي أجنبي أن يسألها عن نسبة التنوع المذهبي فيها، ليكتشف بسهولة أنها مقصورة على طيف واحد، والأدهى أنها لا تمثل كل الشيعة، بل هي تسرق اسمهم رغماً عنهم، وفي حراكها تقدم نفسها على أنها جمعية قائمة على المذهبية والطائفية، ومن معها من جمعيات ليبرالية ما هي إلا تبع وليس شيئاً آخر، والدليل أن هذه الجمعيات لا يمكنها مخالفتها في أي توجه حتى وإن كان من صميم قناعتها، فليأخذوا مثالاً صريحاً قانون الأسرة وموقف الوفاق المضاد لموقف جمعية العمل الوطني «وعد» والتي أصدرت بياناً خجولاً يبين حجم السقوط الخطير للتيار الليبرالي في وحل تبعية اليمين الديني المتطرف.
يمكن للصحافة الأجنبية أن تمحص بيانات هذه الجمعيات الانقلابية وتلاحظ فيها تجنبها إدانة العنف والتفافها على ذلك، يمكنها أن تلاحظ بأنها هي المعطلة لأية محاولة من الدولة للتحاور، وأن الدولة تضيع أصلاً وقتها معهم، فلا دولة في العالم تحاور محرضاً وداعماً للإرهاب بل شاتماً لها ولرموزها.
والمهم هنا بأن أغلب الإعلاميين جاؤوا للبحرين ليستمتعوا بمنافسات الفورمولا واحد والفعاليات المصاحبة لها، وفي الوقت الذي سيرون فيه كل مظاهر الفرح والسرور والترفيه، سيرون في المقابل فئة تسد الشوارع وتحرق الإطارات وتتواجه مع أجهزة الأمن، بالتالي كم من هؤلاء لن يصنف ما يحصل على أنه إرهاب وحرب شوارع؟!
نجاح الفورمولا واحد ضربة جديدة لهؤلاء الكارهين لأي فرح يحصل في هذا البلد، ومهما خرجوا في فعاليات، ومهما حرقوا، فإن العاقل سيدرك تماماً بأنه بعد ثلاثة أعوام من محاولة انقلاب صريحة تمضي البحرين قدماً لتعيش المستقبل بينما هناك من يريد جرها للوراء والخلف، والنتيجة أنه هو من سيظل في الخلف راكضاً وراء وهم الانقلاب متحسراً على دوار كان رمزاً لإسقاط البحرين التي لن تسقط بإذن الله.
{{ article.visit_count }}
الوفاق في مسعاها لتشويه صورة البحرين تقدم نفسها على أنها فئة من المجتمع البحريني «تكره» تماماً أن تحقق البحرين أي نجاح يذكر، بالأخص على الصعيد الإعلامي، بالتالي نجاح الفورمولا واحد بالنسبة لها «ضربة قاصمة» أخرى لها في إطار سعيها لبيان أن الوضع في البحرين غير مستقر وأن بلدنا يفتقر لأبسط مقومات الحريات، رغم أن الواقع يثبت العكس، إذ لا توجد دولة من الدول التي يزورنا منها أعداد كبيرة من الناس هذه الأيام تقبل بأن يعكر صفو استضافتها لحدث عالمي كالفورمولا واحد وغيره أية نشاطات وتحركات لجماعات تحت أي ذريعة كانت.
إن كان سباق الفورمولا واحد لم يقم في عام «محاولة الانقلاب» في 2011، فإن ذلك عائد لما شهده ذلك العام من ظروف كان الافتقار للمعلومات الحقيقية يشكل معضلة لدى الغرب الذي صدق كثير منه الأكاذيب والمبالغات وحتى الفبركات التي روجت لها الجماعات الانقلابية ومن معها في وسائل الإعلام، لكن منذ عام 2012 وحتى اليوم، هاهي ثلاثة سباقات تقام وتحقق نجاحاً وزخماً إعلامياً، مجرد استضافة البحرين للحدث يثبت بما لايدع مجالاً للشك أن ما يروج ويقال عن البحرين من قبل هذه الجماعات ما هو إلا «تهويل» و«تضخيم»، وأمر يثبت بأن هناك من يدعون أنهم يريدون مصلحة البحرين حقيقتهم أنهم يريدون الإضرار بهذا البلد بأي صورة ووسيلة كانت.
إن كان تعويل خادم الولي الفقيه «على حد وصفه بنفسه لنفسه» على التأثير في توجهات الإعلام الغربي، فإن على الدولة أولاً ومؤسسات المجتمع المدني وحتى المنابر الإعلامية الوطنية أن تقدم حقائق واضحة ومثبتة لهؤلاء الإعلاميين، وبكل هدوء وسلاسة، إذ ما يحصل في البحرين اتضحت معالمه بطريقة لا يمكن أن يتم مغالطتها. فمن يريد الوصول لهؤلاء الإعلاميين من الجمعيات الانقلابية هم أصلاً أساس التحريض على الفوضى والعنف، هم المحامون عن الإرهابيين، وهم الكاذبون في شأن حقوق الإنسان، ففي الوقت الذي يدعون فيه قمع الحريات هنا رغم أنهم يسافرون بأريحية ويمارسون فعالياتهم «المنفلتة دائماً» بكل حرية، هم من يقفون في مواقف داعمة – مثلاً – للقتل والمجازر والمذابح الدائرة في سوريا على يد بشار الأسد المدعوم من إيران.
علي سلمان نفسه الذي يدعي أنه يريد الديمقراطية، هو اليوم من يترأس الأمانة العامة للوفاق لما يزيد عن عقد من الزمان، في إثبات واقعي على أن الديمقراطية التي يدعيها هؤلاء وتداول السلطة الذي يطالبون به ما هو إلا ادعاء كاذب، باعتبار أنهم لا يطبقونه أصلاً على أنفسهم، فكيف بالتالي إن استحوذوا على المناصب الهامة في الدولة؟!
الوفاق نفسها التي تدعي أنها تتحدث عن عموم الشارع البحريني، يمكن لأي صحفي أجنبي أن يسألها عن نسبة التنوع المذهبي فيها، ليكتشف بسهولة أنها مقصورة على طيف واحد، والأدهى أنها لا تمثل كل الشيعة، بل هي تسرق اسمهم رغماً عنهم، وفي حراكها تقدم نفسها على أنها جمعية قائمة على المذهبية والطائفية، ومن معها من جمعيات ليبرالية ما هي إلا تبع وليس شيئاً آخر، والدليل أن هذه الجمعيات لا يمكنها مخالفتها في أي توجه حتى وإن كان من صميم قناعتها، فليأخذوا مثالاً صريحاً قانون الأسرة وموقف الوفاق المضاد لموقف جمعية العمل الوطني «وعد» والتي أصدرت بياناً خجولاً يبين حجم السقوط الخطير للتيار الليبرالي في وحل تبعية اليمين الديني المتطرف.
يمكن للصحافة الأجنبية أن تمحص بيانات هذه الجمعيات الانقلابية وتلاحظ فيها تجنبها إدانة العنف والتفافها على ذلك، يمكنها أن تلاحظ بأنها هي المعطلة لأية محاولة من الدولة للتحاور، وأن الدولة تضيع أصلاً وقتها معهم، فلا دولة في العالم تحاور محرضاً وداعماً للإرهاب بل شاتماً لها ولرموزها.
والمهم هنا بأن أغلب الإعلاميين جاؤوا للبحرين ليستمتعوا بمنافسات الفورمولا واحد والفعاليات المصاحبة لها، وفي الوقت الذي سيرون فيه كل مظاهر الفرح والسرور والترفيه، سيرون في المقابل فئة تسد الشوارع وتحرق الإطارات وتتواجه مع أجهزة الأمن، بالتالي كم من هؤلاء لن يصنف ما يحصل على أنه إرهاب وحرب شوارع؟!
نجاح الفورمولا واحد ضربة جديدة لهؤلاء الكارهين لأي فرح يحصل في هذا البلد، ومهما خرجوا في فعاليات، ومهما حرقوا، فإن العاقل سيدرك تماماً بأنه بعد ثلاثة أعوام من محاولة انقلاب صريحة تمضي البحرين قدماً لتعيش المستقبل بينما هناك من يريد جرها للوراء والخلف، والنتيجة أنه هو من سيظل في الخلف راكضاً وراء وهم الانقلاب متحسراً على دوار كان رمزاً لإسقاط البحرين التي لن تسقط بإذن الله.