الإرهاب شر مطلق كما إن ضرره أكيد وخطره عظيم، والصحيفة الصفراء الناطقة باسم ولي الفقيه تعمد ومن ذي مدة وبمنتهي الغل والحقد الطائفي إلى إلصاق تهمة الإرهاب بأهل السنة، تحديداً دون غيرهم، وكأن ميليشيات (حسنو) زعيم ما يسمي بحزب الله موجود في سوريا لشم النسيم، أو كأن عصابات الباسيج الإيرانية الموجودة في العراق بصحبة قاسم سليماني (وفق تقارير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية مؤخراً وقدرت تلك القوات بنحو 1500 مقاتل) ذهبت للاستجمام وأخذ حمام شمس على ضفاف شط العرب!!
لا ترى صحيفة الولي الفقيه الإرهاب الذي تمارسه ميليشيات الوفاق وما نجم عنه مؤخراً من حرق لمبنى بلدية جد حفص، فلم نقرأ لكتاب الصحيفة الصفراء مقالاً واحداً يندد بالأعمال الإرهابية التي تقودها ميليشيات ولي الفقيه ضد المترشحين في الانتخابات النيابية، وتهدف من وراء تلك الأعمال الإجرامية إلى ترويعهم وذويهم وإجبارهم على سحب ترشيحاتهم، إذعاناً للفتوى الصادرة من عيسى قاسم والغريفي، وطالت سيارات المرشح السيد مجيد العصفور والمرشح حسين الحمر وجعفر المنصور، والمحل التجاري للمرشح محمد مهدي العكراوي وأجبرته على سحب ترشيحه، كما سبق وأن مارست أقصى أنواع الإرهاب والترويع ضد ميرزا المحاري (بو نبيل) وأجبرته على سحب ترشيحه.
وسؤالي؛ أين صحيفة الفبركة عن هذا الإرهاب الذي تقوده ميليشيات مفعمة بالطائفية ومشبعة بالحقد الصفوي الدفين؟ هل الإرهاب مقصور على داعش فقط؟ ومن قال لك إن داعش محسوبة على أهل السنة؟
لن أتكلم عن الوطنية والانتماء والولاء، فتلك كلمات لا تملك أن تنطقها قبل أن تحسها، لذلك أستبعدها من حديثي لأنها لا تنطبق عليك، ودعني أتكلم عن المفاهيم المهنية، وما هو مفهومكم عن الحيادية؟
الإرهاب لا وطن له ولا مذهب يا هذا..
أعلم أن الاختلاف في المجتمعات غير المؤهلة يتحول من اختلاف إلى خلاف، لكن أن تعمد تلك الصحيفة إلى تشويه أمة بأكملها (أهل السنة والجماعة) وتلصق بهم تهمة الإرهاب، فليس في ذلك شيء من رائحة المهنية والحيادية ولا حتى الرجولة.
وبمناسبة المرجلة والحديث عن الرجولة؛ في الأسبوع الماضي تم استدعاء أحدهم (...) للنيابة للتحقيق معه في إحدى الادعاءات الكاذبة التي يطلقها هو وقادة جمعيته بين حين وآخر، بحكم أنهم يكذبون أكثر مما يتنافسون، وبسؤاله أمام النيابة ارتعش ثم جبن وخاف فأنكر التهمة، وليته وقف عند هذا النكران والكذب؛ بل الأنكد والأنكت بأنه ألقى باللائمة على زوجته وصديقه.
لكل ممن يشوهون الحقائق ويستهبلون المفاهيم، مقابل الفجور في الخصومة، والغي في الاختلاف، والسقم في الطائفية، والحقد المذهبي الدفين، وهم من وراء هذا إنما يريدون أن يمنحوا الإرهاب مبرراً وأن يجدوا للإرهابيين سبباً في إجرامهم، قد نختلف في أشياء كثيرة ولكن لا نختلف في تعريف الإرهاب، فكما ندين تجاوزات حقوق الإنسان، إن حصل، ندين الإرهاب إن جرى، وكما نحاسب الشرطة إن تجاوزوا ونتضامن معهم إن تصدوا للإرهاب.