يستحق الفريق الأول لكرة القدم بنادي الحد أن نرفع له القبعة تقديراً لتمثيله المشرف للرياضة البحرينية عامة وكرة القدم البحرينية خاصة في أول مشاركة خارجية في تاريخه وخروجه مرفوع الرأس من دور الثمانية لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أمام القادسية الكويتي صاحب الخبرات الطويلة والألقاب الكثيرة.
خروج الحد جاء -كما يقولون- بفعل فاعل ونيران صديقة وهذه حال كرة القدم وإن كان هذا الأمر يدعو إلى الأسف نتيجة المجهود الكبير الذي بذله الحداوية في مباراة الأربعاء وكانوا الأحق بالتأهل نتيجة تقدمهم بهدفين نظيفين قبل أن يهدي حكم المباراة ركلة جزاء للقادسية وقبل أن تتدخل قدم المدافع الحداوي محمد الداوود لتقلب الموازين رأساً على عقب في الدقائق الأخيرة ليتحول الحلم إلى سراب وكأن القدر أراد أن تستمر عثرات الكرة البحرينية على الصعيد الخارجي!
لقد استطاع الحد تخطي الأدوار التمهيدية بنجاح وبلغ دور الثمانية بجدارة وكان الأقرب للتأهل إلى الدور نصف النهائي وهذا في حد ذاته يعد نجاحاً فنياً وإدارياً لهذا الفريق المكافح الذي استطاع أن يثبت كفاءته على الصعيد الخارجي بعد الخطوات الإيجابية الواسعة التي خطاها على الصعيد المحلي.
ومثلما شدتني النتائج الإيجابية للكتابة عن هذا الفريق فقد شدني الموقف الإيجابي من رئيس مجلس إدارة النادي الأخ أحمد المسلم بقراره القاضي بصرف مكافآت فوز للاعبين مما يؤكد قناعة مجلس إدارة النادي بكفاءة الفريق ورضاهم التام عن أدائه في هذه البطولة، وهذا الموقف ينم عن حسن الإدارة وإيمانها بأهمية الدعم المعنوي للاعبين وجهازيهم الإداري والفني.
مثل هذا الموقف الإداري الإيجابي يقذف بالكرة إلى ملعب اللاعبين ويجبرهم على مضاعفة الجهود فيما هو قادم محلياً وخارجياً فلم يعد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الحد مجرد فريق مكمل لعقد الفرق العشرة التي تلعب في دوري الدرجة الأولى المحلي بل أصبح منافساً شرساً على الألقاب وعلى الصفقات الاحترافية، كما أصبح أحد الروافد التي تمد المنتخبات الوطنية باللاعبين المتميزين.
نأمل أن يواصل الخط البياني الحداوي تصاعده حتى يكون مثالاً للأندية المكافحة من أجل أن ترتفع حدة المنافسة الكروية في ملاعبنا المحلية وأن تتسع دائرة التنافس على البطولة وتتصاعد معها إثارة الدوري المحلي التي افتقدناها في السنوات الأخيرة.