الوفاق أعلنت مقاطعتها للانتخابات لم تدخل بوجوه أعضائها المعروفين، بغض النظر عمن يقال إنهم صفوف ثانية أو ثالثة. لكن هذه هي الحقيقة والتي بات يعرفها اليوم كل سفراء الاتحاد الأوروبي في البحرين الذين طالبوهم بالدخول وأعربوا عن خيبة أملهم إزاء مقاطعتهم لأبرز حدث معني بالحراك الديمقراطي، أيضاً يضاف لهم السفير الأمريكي نفسه.
لكن هل مقاطعة الوفاق تعني بالنسبة للمراقبين بالأخص من المجتمع الدولي النهاية؟!
طبعاً لا، إذ هي بداية لمنحى آخر في التعاطي مع الأمور، وبوادر ذلك اتضحت مع قرب إغلاق باب الترشيح من زيادة في الأعمال الإرهابية من حرق وتخريب وتكسير.
هذه مسألة يجب أن تبرز حتى يعي المجتمع الغربي والمراقبون ما يحصل، وحتى يدركوا بأن الوفاق ليست إطلاقاً مؤمنة بأية خيارات ديمقراطية، وأنها ليست تضع حدوداً لدعمها للعنف والإرهاب والتحريض باتخاذ خيار هي حرة فيه معني بمقاطعة الانتخابات.
أول صور الإرهاب بانت في الإرهاب والتهديد الممارس على العضو الوفاقي «بونبيل»، الذي قال في يوم من الأيام كلمة حق في شأن عمليات التخريب التسقيط، هذا الرجل قام مدفوعاً بإرادته الحرة بتقديم طلب الترشح للبرلمان، الأمر الذي استثار غضب جمعيتهم وخرج علي سلمان ليكتب في تويتر مهدداً من يشارك من أعضاء الوفاق بشطب عضويته، وبرر ذلك بإجراء إداري.
إن كان كذلك، فلماذا مورست الضغوط على بونبيل لسحب ترشيحه؟! ولماذا صدر عن الرجل الذي اتضح بأنه يقول ما في قلبه دون أن يخاف، لماذا صدر عنه القول بأنه يخشى على أبنائه وأهله؟!
صدر ذلك لأننا كما قلنا الوفاق لن تكتفي بالمقاطعة؛ بل ستمارس الآن ضغوطاً من خلال عملها كجمعية أو عبر الشباب الذين يخربون ويحرقون لثني من ترشح بالأخص من الطائفة الشيعية الكريمة عن المواصلة في طريق الانتخابات.
أولاً بدؤوها بالعضو بونبيل الذي أثبتت حالته أن الوفاق لا تعترف بشيء اسمه حريات واختلاف في الآراء، هي تعترف فقط برأي رجل واحد حتى علي سلمان نفسه لا يستطيع مخالفته مثلما حصل في انتخابات 2002.
ثانياً بدأت منذ ليلة أمس الأول محاولات للاعتداء على ممتلكات بعض المترشحين من الطائفة الشيعية، حرقت سيارات يملكها أحدهم، وبدأت عمليات التخوين والشتائم والتهديد.
هذه عملية ستحصل وستزيد وستتفاقم طالما لم يكن القانون صارماً، سواء مع خطابات التخوين الوفاقية والتحريض ضد المترشحين، أو مع ممارسات الترويع والإرهاب.
قلناها سابقاً وسنظل نكررها، الوفاق هي الظالمة للشارع الشيعي، هذا البلد منذ عقود طويلة تعايش أهله السنة والشيعة الكرام بتعايش ومحبة، لم ينثر بذور الفرقة بينهم إلا الوفاق التي قسمتهم لمعسكرين حسيني ويزيدي، هي التي ادعت بأنها صوت الشيعة، وغالبية شيعة البحرين الوطنيين منها براء. وإن كانت الوفاق تتحجج بما حصل في السبعينات مع إيران، فإننا نقول بأن من وقف مع البحرين أهلها السنة والشيعة الوطنيون الذين إلى اليوم لا يريدون لإيران موطئ سيادة على أرض البحرين العربية الخليجية، لكن الوفاق بحد ذاتها تأتمر بأمر مرجع منحه المرشد الإيراني درجة «آية الله»، بالتالي ما حصل في السبعينات أنتم منه براء، خاصة وإن كان على المشهد الشاه لا الخميني.
صعب أن نقول بأن وفروا لكل المترشحين حماية تحفظهم وأهلهم وأملاكهم من هذا الإرهاب الذي سيمارس، لكننا نقول في دولة القانون بأن القانون يجب أن يطبق على كل محرض وإرهابي بالأخص من يريد أن يؤثر على الانتخابات بالقوة.
إن كانت الوفاق مقتنعة تماماً بالمقاطعة الانتخابية، فلماذا لا تجلس هادئة وتكف يدها على البرلمان ومترشحيه؟! لماذا يخرج خليل مرزوق ليصف المترشحين على أنهم «هواة» باعتبار أنه هو وأصحابه «المحترفون»؟!
والله إنما أنتم «المحترقون»، ممن حرق أوراقه طوال ثلاث سنوات، وآخر عملية حرق كانت بشتم الدول الغربية التي كان بعضها متعاطفاً معهم.
دعوا هذه البلد تعيش في سلام، وابعدوا أذاكم عن أهلها من السنة والشيعة.
هذه التهديدات يجب أن توثق ويجب أن تبرز إعلامياً بحيث يعرف العالم حقيقة الوفاق المتطرفة، بحيث يدركوا كم هم كاذبون في شعارات الديمقراطية التي يرفعونها. فالديمقراطي أبداً لا يكون إرهابياً ولا يحجر على الناس آرائهم، والله الدولة متفوقة عليكم بمراحل، أقلها هي تسمح لكم بالكلام، وأنتم عضو واحد فقط زلزل كيانكم الهش بأكمله.