البحرين بلد فيها احترام للآراء وفيها ديمقراطية لا يمكن نكرانها، وهذه هي الحقيقة التي تحاول أن تطمسها الوفاق ومن معها من أتباع وأذيال، بيد أن الإثبات على كذبهم وزيف ما يدعون به هو بحد ذاته في أنفسهم، وفي الكيفية التي تتعامل بها البحرين معهم.
هل رأيتم في دولة يدعى أنها تقمع الحريات قادة معارضة يحرضون بشكل صريح على الدولة، ويدافعون عن الإرهاب، ويسافرون بكل سهولة ويسر دون منع لتشويه صورتها في الخارج؟!
والله نقولها بلا مبالغة، بأن هذا يحصل في البحرين، التي يقولون بأنها تقمع حرياتهم.
حتى في الولايات المتحدة التي يشدون ظهرهم بها لا يمكن لجهة تعلن معارضة صريحة وواضحة للنظام، وتسيئ لرموز الحكم وتحرض الناس وتدعم الإرهاب أن تظل هكذا دون محاسبة ومساءلة قانونية، لا يمكن لهم أن يتنقلوا في الخارج من دولة إلى دولة. لو كنتم هناك، لرأيتم كيف لا تكون هناك أية حقوق حتى لم يعلن الحرب على الدولة بهذه الصراحة.
قرابة أربع سنوات وهم يدعون أن البحرين بلد قامعة للحريات وأنها بلد ليس فيها ديمقراطية، بينما كل الحراك الحاصل طوال هذه الفترة، كل الأفعال التي تقوم بها المعارضة الانقلابية، وكل الأقوال الصادرة عنهم تقول بالعكس. ومن يأتي للبحرين من جهات أجنبية «واعية» و«غير مسيسة» وتنظر بـ«حيادية» للمشهد ستستغرب هذه الادعاءات، إذ أين هو قمع حرية التعبير الذي يتحدثون عنه؟!
الوفاق تعني بقمع الحرية شيئاً واحداً فقط، هي تريد أن تصل لمرحلة تشتم فيها وتتطاول على أي شخص في البلد بلا استثناء، فقط إن خالفها الرأي ووقف منها موقف الضد. تريد أن «تتبلى» وأن «تفبرك» وتكذب وتدعي (مثل كذبة 100 ألف دينار لكل مترشح في دائرتها) وأن تقوم بكل ذلك بلا محاسبة وفق القانون، وحينما يتم فقط الحديث (مجرد الحديث) عن مسائلتها قانونياً حالها حال أية جهة وأفراد في المجتمع، تبدأ بالتباكي وتصيح بأن حرية الرأي مسلوبة.
أهل البحرين ليسوا سذجاً ومغفلين، الأمور واضحة وجلية، ومن يدعي أنه يتم قمعه هو أكثر من يسافر خارج البحرين بلا أية معيقات، من يقول بأن الديمقراطية مقتولة هو من يشتم ويحرض ويهدد الناس إن مارسوا الديمقراطية.
الوفاق بان كذبها صريحاً وواضحاً، هي المدعية بأنها تدافع عن الحريات، لكنها هي القامعة لحريات الناس، هي القاتلة لأي صورة من الصور الديمقراطية إن لم تأت على هواها أو مزاجها.
أعلنتم مقاطعة الانتخابات بعد سلسلة من التصريحات المتذبذبة طوال أشهر سابقة تدل على أنكم «تتمنعون وأنتم ترغبون»، وحينما حسموا أمرهم أرادوا فرض إرادتهم بالقوة، أخذوا يرهبون الناس وبدؤوها بعضو منهم وفيهم، رجل واحد كشف زيفهم، هو منهم لكنه برر اضطراره للانسحاب خوفاً على أبنائه وأهله.
اليوم الوفاق وصلت لقمة حالات «الهلوسة»، تريد أن تفرض المقاطعة على كل شعب البحرين، تهدد الناس، تطالبهم بالمقاطعة وبتصفير الانتخابات، أخذت ترهب الشارع الشيعي التي نصبت نفسها وصية عليه غصباً عن أبناء الطائفة الكريمة.
الدولة التي تقول الوفاق أنها ديكتاتورية، هذه الدولة هي التي دعت الناس للانتخابات ولم تفرض عليهم التصويت، دعتهم للمشاركة في صناعة القرار وممارسة حقهم الديمقراطي المكفول دستورياً. الدولة لم ترهب الناس، لم تقل بأن من لن يصوت سوف يحرم من الخدمات أو حمل جنسية البحرين، بل من فعلتها هي الوفاق، عضو منها قرر الترشح فهددوه بسحب عضويته، وهاهم يهاجمون عبر عناصرهم الخفية في وسائل التواصل الاجتماعي أو الذين يتم تحشيدهم من رامي المولوتوف وسادي الشوارع.
الدولة قالت من أراد المشاركة فهو يمارس حقه المكفول، ومن يريد أن يقاطع فالأمــر له، إذ هذه هي الديمقراطية.
الوفاق التي سعت طوال سنوات لإنشاء دولة داخل دولة على غرار حزب الله اللبناني هي التي تقول للناس قاطعوا، ومن لا يقاطع تحل عليه اللعنة والغضب والطرد من عضويتها ويتم تخوينه بلا تردد.
نعذركم، فالصراخ على قدر الألم، وحينما تجد أناساً تترشح في معقل الولي الفقيه الذي تأتمر الوفاق بأمره، تدرك تماماً كيف أن الأمور انفلتت في يد هذه الجمعية التي لعبت في مصائر عديد من الناس، وكيف أن ادعاء ملكية الشارع حقيقته مجموعة «تغريدات» هنا، وعدة صرخات في تجمعات يحضرها أفراد الجوقة الكارهة للبحرين.
هذه ديمقراطيتكم المزعومة، قاطعوا الانتخابات يا ناس وبـ«القوة»!
مضحك حال من يريد إسقاط دولة بالكذب والزور واغتصاب حريات الناس، وفوق ذلك تبعيته للخارج.