خداع البشر، بالأخص البسطاء، مستمر من قبل جمعية التحريض الانقلابية ومن يديرها. الوفاق باتت في حالة يأس إزاء استنساخ «دوار انقلابي جديد»، وهي الآن في «حوسة داخلية» بشأن خطاباتها «غير المعلنة» التي ترسلها إلى النظام أملاً في استرجاع فتات من المكاسب التي تخلت عنها بسبب «حماس الدوار وهوس اختطاف الدولة»، ويزيد الهرج في أوصالها كلما اقترب موعد الانتخابات، وكلما أعلنت وجوه جديدة عزمها الترشح. هناك مجموعتان «والجميع يعلم ذلك»، مجموعة تريد المشاركة واستعادة ما فقدته لأن المخطط فشل فشلاً ذريعاً، إذ البحرين مازالت راسخة وثابتة والنظام قائم وبقوة والتف حوله المزيد من المخلصين، ومجموعة تريد الاستمرار على الموقف المناهض للدولة إما خوفاً من شارعهم الذي أججوه وتحول إلى نار مستعرة لكنها غير قادرة إلا على حرق الوفاق ومن أطلق الوعود من قيادييهم، أو قناعة بأن ما بدأوه من انقلاب لابد وأن يكتمل وينتهي بنتيجة ترضيهم، وهذه طبعاً أضغاث أحلام.في كل مرة تزيد فيها الفوضى ويكثر فيها الهرج داخل الوفاق وأتباعها من جمعيات «تكملة العدد»، نجد خادم الولي الفقيه يركض باتجاه مريديه الذي «انفل» كثير منهم من حوله، يطلب منهم الصمود، ويذكرهم بالنصر المؤزر الذي لا وجود له سوى في أحلامه وخيالاته، يقول لهم نحن معكم، ويلتفت وراءه ليسأل موفديه للحديث مع النظام إن كانت من تطورات، تعديل دوائر، تخفيف أحكام، وعود بمناصب.. أي شيء، أهم مسألة الخروج بشيء. اليوم منتقدو الوفاق وحتى شاتموها على مواقفها ليسوا فقط ممن وقفوا ضدها في إساءاتها للدولة والشعب، بل لاعنوها هم ممن ركضوا وراءها وممن غررت بهم وممن ألقوا بذويهم وأبنائهم ضحية لتحقيق حلم علي سلمان بالوصول للكرسي. يقول لكم اصبروا وقلوبنا معكم، وهو يدرك أنه كلام لسان ما فيه عظم، يدرك تماماً بأنه أول ما يتحصل على شيء مما يريد أول من سيخونهم هم من تبعوه. هو لا يقول هذه الكلمات حباً فيهم أو رغبة في تحقيق وعوده الكبيرة الوردية لهم، بل يقولها خوفاً من غضبهم، وهم الذين بدأوا يخونون فيه. من يعي ويستوعب ما يحصل، يدرك تماماً أنها لعبة سياسية بحتة لا علاقة لها البتة بما يريده الناس. من يمعن النظر سيدرك وبكل سهولة أنه لا يهم الوفاق إن أزهقت أرواح جميع أتباعها أو بهدلتهم في معيشتهم وحياتهم، فالغاية عندهم تبرر كل الوسائل المستخدمة حتى إن استدعت المسألة دعوة الناس للموت حتى يرقصوا حول جثثهم! ألم يقل خليل المرزوق إنه ما المشكلة لو سقط حتى 7 آلاف قتيل؟! طبعاً قالها ولم يكملها، حتى لو سقطوا لأجل أن تصل الوفاق لمآربها. هذا كلام تعيه العقول الواعية ومن اكتوى بنارهم وتبهدلت حياته، أما من مازال يصر بأن علي سلمان سيدخله الجنة فليواصل تبعيته وليصبر كما أمر أن يفعل.