هذا ما كان متوقعاً، وهو أصلاً متوقع مع كل تحرك أو مبادرة «سموها ما شئتم» تقوم بها الدولة، إذ ما يحصل كل مرة يؤكد ما نقوله دائماً بأن هدف من انقلب على البحرين وطعنها في الظهر وفعل الأفاعيـــل بها في الخارج والداخل، هدفهم الكرسي ولا شيء آخر.
الآن تعود الوفاق لتتنصل من كل شيء قامت به في إطار كلامها عن الحوار والتفاهم والوصول لأرضية مشتركة، وهذا أمر متوقع وبديهي، فهم أصلاً يريدون تفصيل البلد برمتها على مزاجهم، فما بالكم بأية خطوات معنية بالحراك الديمقراطي والعمل التشريعي. الوفاق لا تريد أن تعترف بأن في هذا البلد أطياف ومكونات عديدة، هي بالمقارنة معهم تمثل جزءاً صغيراً من أجزاء عديدة، وهنا لا يفيدها تحشيد الناس وشحن المراهقين والخروج في مسيرات لأجل التصوير وإبرازها إعلامياً، إذ الواقع يقول شيئاً آخر تماماً، فهو يقول إنها العصا التي توضع في أي عجلة تريد الإفضاء لحلحلة الأمور. هل المكونات العديدة التي تشكل نسيج المجتمع التي التقى بها سمو ولي العهد حفظه الله لا تمثل شيئاً أمام الوفاق؟! طبعاً لا، والعكس هو الصحيح، إذ من الاستحالة القبول أصلاً بأية صيغ وتفاهمات تقدم وكأنها «تفصيل» على حسب مقاس الوفاق، هذا مرفوض البتة، فالوطن لا يفصل على قياس فئة بل هو لأجل جميع الناس، وحينما يتم التفاهم مع جهة تبتز الدولة في مسألة متعلقة بأمن الشعوب هنا الخطأ بعينه. الوفاق ومن يتبعها منحوا فرصاً عديدة، واستهلكوا وقتاً طويلاً، كل ذلك في سبيل مراجعة أنفسهم، ولكنه الكبر والتعنت والعزة بالإثم تجاه هذا الوطن، واليوم هم بين عنقي زجاجة، حتى الجهات الأجنبية التي تحاول دعمهم أسقط في يدهم بشأن هذا التعنت، إذ في النهاية الدولة قدمت كل شيء وبان واضحاً من هو الطرف المؤزم الذي يعمل بأسلوب «إما تفعلوا ما نريد أو نحرق البلد».
هذا الكلام مرفوض تماماً، فالبلد ليست لعبة بيد فئة أثبتت خلال مسيرتها التاريخية بأنه لا يهمها لو حولت البحرين لعراق آخر أو منحتها لقمة سائغة للمرشد الإيراني. اليوم يفترض بأن توضع النقاط على الحروف، البلد مسيرتها مستمرة ومن يريد الالتحاق بها فأهلاً وسهلاً به، ومن يريد أن يسير في خطه مخالفاً هو حر، لكنه مع ذلك عليه ألا يتجاوز الأعراف والقوانين لأننا لسنا في غابة ومصير البلد وأهلها ليس لعبة في يديه.
إن كانت الوفاق تلطم اليوم، وإن كانت تقول بأنها لن تتفق على شيء، وإن كانت تريد التنصل من كل شيء، فهي المسؤولة الأولى عن ذلك، هي من كابرت ووصلت اليوم لواقع عليها التعايش معه، فلن تبقى البحرين أسيرة لمزاجهم ولن يبقى الناس مرتهنين بيدهم. إن كنتم تريدون هذا البلد ها هي المجالات متاحة، وإن كنتم تريدون غير ذلك فالحلول كثيرة، لكنها لن تكون بحسب أهوائكم ورغباتكم على تراب البحرين، اذهبوا لمن يدعموكم واطلبوا احتواءهم لهم وهناك طالبوهم بتفصيل شيء على قياسكم، ليمنحوكم قطعة أرض سواء في طهران أو واشنطن وأقيموا فيها دولة لكم واحكموها بأنفسكم، لكن أن تتعاملوا مع البحرين بأنها لقمة ستبلعونها هذا لن يحصل وبقية مكونات المجتمع وبالأخص المخلصين يتفرجون.
نواياهم واضحة، وعلى الدولة ألا تقبل بالعودة للوراء أو تعطيل مسيرتها فقط حتى يتسنى لهم الالتحاق بها. وإن أرادوا «الالتفاف» فهم أحرار، وليبقوا في عزلة يبكون فيها على اللبن الذي سكبوه بأيديهم، فالبحرين ستسير بمخلصيها وقيادتها للأمام فقط.
اتجاه معاكس
رسالة لمن يعنيه الأمر بشأن الرسائل الإعلامية التي تصدر من الدولة بخصوص المرحلة القادمة والمتغيرات الحاصلة، إذ الناس مازالوا يتساءلون بشأن تفاصيل الأمور وماذا سيتغير وماذا سيحصل.
ندرك أن الصحافة الوطنية لها دور في توصيل ذلك ونشر الوعي لكن أيضاً الجانب الرسمي عليه واجب توصيل كافة التفاصيل بوضوح وشفافية للناس منعاً للتأويل ونشر الشائعات وخلق حالة توتر.
هي رسالة بعض المواطنين نوصلها لمن يعنيه الأمر.