لم يجد عضو الوفاق «الأسود» في مقابلته مع البي بي سي يوم الخميس أي غضاضة أو تردد في التصريح أن مملكة البحرين خضعت لضغوط أمريكية لصالحها أجبرت وزير العدل الشيخ خالد بن علي آل خليفة على وقف إنفاذ الحكم القضائي بحق جمعية الوفاق. وأجبرت هذه الضغوط وزير العدل على منحها 3 شهور كمهلة! وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد سارعت بإبداء «قلقها» دون تأخير وفي ذات اليوم الذي صدر فيه الحكم لذات الأسباب، وكان «القلق» هو المصطلح الذي تكرر باستمرار في بيانات الخارجية الأمريكية في السنوات الأربع الأخيرة تجاه المساس بأي من أجنحة جماعة الولي الفقيه.وبغض النظر عن صحة «الضغوط الأمريكية» من عدمها بخصوص تصريح وزير العدل، إلا أن الملاحظ أن الوفاق لم تعد تبالي بتبعات الإعلان عن الدعم الأمريكي الخاص الذي تلقاه، فقد بدأت ترمي بورقتها الأخيرة بكشفها الغطاء تماماً عن مسألة هذا الدعم والمساندة الأمريكية التي تلقاها، بالرغم أنها تعرف أن ترجمة قبول دعم أجنبي لجمعية سياسية هو قبول بمبدأ الخيانة الوطنية. هذه الجمعية بما تدعيه كمتحدث رسمي للطائفة الشيعية أصبحت لا تبالي إن هي أعلنت قبولها بالتحالف مع حكومة أجنبية وما يمكن أن يجره هذا الموقف المخزي على من تدعي تمثيلهم، ولولا أن الخناق بدأ يشتد عليها كجمعية والدائرة بدأت تضيق عليها كحزب سياسي وخوفها من سقوط مدوٍ لما اضطرت أن تكشف وتعلن عن هذا الدعم، فلم يعد الظرف يسمح بمزيد من التورية أوالتقية، فإن كان الإفصاح عن الخيانة ورقة ممكن استغلالها لوقف إجراءات البحرين المتجهة لتجميد هذه الجمعية فليكن!وبعد أن أنكروا لأربع سنوات تلك العلاقة الآثمة، وبعد أن كانت صحيفتهم تلمح لهذا الدعم تلمحياً وتستخدمه كورقة ضغط تهدد به البحرين كلما تعرض أي من أعضاء الجماعة للمساءلة القانونية، إلا أن التزام البحرين بتطبيق القانون والاكتفاء بالمهلة التي منحتها للجمعية كي تعود لرشدها قد انتهى، لذا فقد اضطر «الأسود» أن يصرح به علانية يوم الخميس على قناة البي بي سي ويتحدث بكل وقاحة لا مثيل لها حول قبولهم الضغط الذي مارسته الخارجية الأمريكية ضد وطنهم البحرين لصالحهم.لقد دخل الحلف «الأمريكي الوفاقي» مرحلة جديدة بالإعلان والتصريح عنه وليست الوفاق وحدها من نفد صبرها وضاق عليها الخناق، بل حتى الولايات المتحدة الأمريكية بدأت ترمي بثقلها من أجل حماية مشروعها المنفذ عبر جماعة الولي الفقيه في البحرين، محاولات مالينوسكي المستميتة لزيارة البحرين قبل موعد الانتخابات ما هي سوى محاولات لإنقاذ الجمعية المتهاوية، وتصريحات الخارجية الأمريكية شبه اليومية عن البحرين هي أوراق ضغط متعمدة لمنع انهيار المشروع الأمريكي ولحماية مسمارها من السقوط، عدد المترشحين الكبير في دوائرها مؤشر خطير تخشى الولايات المتحدة الأمريكية من تمرد شيعي شيعي على ربيبتها.تصفير الصناديق الانتخابية البحرينية أصبح إذاً هدفاً أمريكياً أكثر منه هدفاً وفاقياً صناديق الاقتراع أصبحت الآن ميداناً لمواجهة بحرينية أمريكية أكثر منها مواجهة وفاقية بحرينية.أما غلق هذه الجمعية تنفيذاً لحكم القضاء فهو قلع لمسمار أمريكي بلا مواربة بلا نكران على الصريح والمكشوف، قلعه قانونياً هو إنقاذ لا للبحرين فحسب بل لشيعتها ولكل شيعة المنطقة قبل أن تصبح هذه الجمعية براقش التي جنت عليهم.