بعد حصار دام أيام طويلة وقتال عنيف بين قبيلة «البو نمر» المعروفة بشراستها والتي تسكن شرق مدينة هيت في محافظة الأنبار العراقية، وبين تنظيم داعش، تمكن الأخير من كسب المعركة والسيطرة على الأرض وأعدم 46 شخصاً من مقاتلي القبيلة، وقيل أعدم بعدها 200 آخرون، هذه القبيلة ومقاتلوها تعتبرهم داعش ألد أعدائها لأنهم أول من انخرط في مشروع الصحوات الأمريكي سنة 2007، وكان لهم دور كبير في طرد تنظيم القاعدة من الأنبار وقتها، وبعد ذلك أصبحوا يد الحكومة الضاربة في الأنبار ولهم موقف مساند وداعم لها ولميليشياتها.
وعلى ما سبق، يفترض أن تدافع الحكومة العراقية عنهم؛ إلا أنها تركتهم تحت حصار داعش ولم ترسل لهم أية نجدة رغم مناشدتهم إياها، لكن النجدة الحقيقية جاءتهم من الأمريكان قادة التحالف الدولي، وقد صرحت القيادة الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي عن هذه النجدة، فقالوا إن طائرة سي 130 تابعة لسلاح الجو الأمريكي قذفت من الجو أكثر من سبعة آلاف ساندويشة همبرغر ذبح حلال على أبناء قبيلة «البو نمر» المحاصرين، هذا على أساس أن قطع الهمبرغر هذه ستتحول إلى ألغام تتفجر بوجه «داعش»، أو أنها ستكون كعلبة السبانخ التي كانت تلقى على «باباي» عندما يكون في مأزق فيفتحها ويلتهمها ثم يتحول إلى رجل خارق يتخلص من أعدائه مهما كانت قوتهم كما كنا نشاهد في أفلام كارتون!
المهم أن الأمريكان لم ينسوا أن «البو نمر» مسلمين فدققت في موضوع لحم الهمبرغر، وأكدت أن الذبح كان على الطريقة الإسلامية، لكن للأسف لم يوضح المصدر هل كانت السندويشات «دبل» أم بالحجم الصغير لأن هذا مهم جداً لمعرفة مدى السلاح الجديد، كما لم يتسن لنا لغاية الآن معرفة هل تمكن أبناء القبيلة من أكل الهمبرغر أم لم يلحقوا فأكله مقاتلو «داعش» بعد ذلك.
وتزامناً مع هذا الحدث قال رئيس الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي الجنرال «راي أوديرنو» إن قتال «داعش» على الأرض مهمة العراقيين والسوريين والعرب لأن هذه أرضهم وعليهم استعادتها من جديد، أما نحن لن نرسل قواتنا إلا إذا تعرض المواطنون الأمريكان أو السفارات الأمريكية للخطر، وجنودنا ليسوا متطوعين وهم يتلقون الأوامر التي نصدرها ومن جانبنا نحاول تجنيبهم الخطر.
الرجل كلامه واضح ويفهم منه أنه لم يحن الوقت لتقاتل أمريكا داعش ويريدون من يقاتل عنهم الآن حتى تصبح الفوضى عارمة ثم ينظرون بعد ذلك أين تسير الأمور فيتدخلون، وإلقاء الطعام لا السلاح يعني رسالة إلى «داعش» مفادها تقدموا، أمريكا تتعامل مع من يساندها على الأرض على أساس أنهم في رحلة ترفيهية مدرسية فتلقي عليهم السندويشات، لا على أساس أنهم في قتال أشرس مقاتلين على الأرض.