لم يكن دفاع أمين عام ما يسمي بـ «حزب الله» عن قرار المحكمة الإدارية بوقف جمعية الوفاق ثلاثة شهور مدعاة للفخر حتى يبرزها إعلام الوفاق في صدر مواقعهم الإلكترونية وجميع حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ويصبح أعظم ما تستشهد به قيادات الوفاق في خطاباتهم وبياناتهم، وهم يعلمون، أو يتغافلون، عن كمية الطائفية التي تعشش في رؤوسهم، إن حسن نصر الله والسفاحين من عصابته يمارسون على أرض الشام وضد شعب آمن وأعزل ينشد الحرية والكرامة وبقلوب حجرية منزوعة منها الرحمة، أحط وأبشع الجرائم ضد الإنسانية.
لكن ما الذي «جمع المشرقي بالمغربي»؟!
لتوضيح ذلك نقف على مثل شعبي يقوله أهل الأردن «مين يدافع عن العروس؟ قال: «أمها وخالتها وعشرة من جاراتها» ومن هنا نبدأ بتحليل الأمر لنصل إلى حقيقة هذه العلاقة، لنضع أيدينا على الحدود الواقعية للمساحة التي تربط الاثنين معاً.
الحقيقة الأولى؛ أن كليهما وكيل ولي الفقيه في بلادهم وطابور خامس، وحزب الله يريد للوفاق أن تنجح في تأسيس دولة داخل دولة على غرار ما فعل هو في لبنان، وبالتالي ومن البديهي أن ينبري وكيل الفقيه في سوريا للدفاع عن قرار المحكمة بإغلاق الوفاق.
أما الحقيقة الثانية فهى رد للجميل؛ فبالأمس ناصرت الوفاق ودافعت -باستماتة- عن اجتياح ميليشيات حزب الله للأراضي السورية واحتلالها، وارتكابها جرائم ومجازر يشيب له الولدان ضد أطفال ونساء وشيوخ أهل السنة في سوريا، ووقفت ضد قرار الحكومة بتصنيف حزب الله كـ «حزب إرهابي»، بل ورفضت قطع علاقتها به، واليوم جاء الدور على حسن نصر الله ليرد الجميل لعلي سلمان.
أما الحقيقة الثالثة فهى أن «عقدة المظلومية» والكذب الفاحش والتدليس الخايب هي وسيلة «الوفاق» و«حزب الله» لإخفاء حقيقة ظلمهم وجرائمهم الطازجة فى العقول والأفئدة ضد أهل السنة، سواء كانت في البحرين أو سوريا أو في أي بلد خليجي أو عربي يوجد فيه فرع لحزب الله، سلاحهم في ذلك إعلام فاسد يستخدم كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، والمقرفة أيضاً، لإظهارهم في صورة المظلومية فيما هم الظالمون الملطخة أياديهم بدماء الأبرياء.
ولتبيان ذلك والتأكد؛ يمكن مراجعة صحيفة سوابق الوفاق وإظهار عدد ضحاياه من المدنيين ورجال الأمن، بدءاً من المؤذن محمد عرفان والطالب خالد السردي والسائق المسن راشد المعمري، وانتهاءً بفتوى عيسي قاسم بسحق رجال الأمن، حيث تسببت هذه الفتوى باستشهاد وإصابات بليغة وإعاقات دائمة في صفوف العشرات من رجال الأمن، ولو تركنا العنان للقلم ليكتب لنطق؛ ليس بجرائم سفاحيكم، وإنما لتكشف بوضوح المدى البعيد الذي ذهبت إليه طائفيتكم فى فضاء الوقاحة والجهالة، فضلاً عن تطاولكم على أصحاب رسول الله وأمهات المؤمنين ودفاعكم عن كل ما يشتمهم ويتطاول عليهم، واعتبار أن شتم الصحابي الجليل خالد بن الوليد حرية رأي، تماماً كما خرج علي سلمان وتطاول على سيدنا معاوية بن أبي سفيان واعتبرتم ما قاله حرية رأي ..