لم يتوقف الألم والحسرة والقلق والتوتر عند أمريكا على تجميد نشاط جمعية الوفاق، بل ها هو حزب الله اللبناني يعبر عن الكثير من الأسى والحزن، ويقول إن «هذه الخطوة تؤكد أن الانتخابات التي كانت السلطات البحرينية تعتزم القيام بها لم تكن إلا انتخابات صورية معلبة». نقول لحزب الله إن آخر من يتكلم في هذا العالم هذا الحزب الباطش المجرم السفاح الذي يجز رقاب أطفال سوريا بالسكين والخنجر ويبقر بطون نسائها، ونقول للوفاق إن هذا البيان يكشف، بل يؤكد، أن المعارضة التي تدعينها ما هي إلا صورة طبق الأصل عن حزب الله، والذي تقصف مدافعه وصواريخه وطائراته أهل لبنان واللاجئين السوريين في عرسال، هذا الحزب الذي ادعى المقاومة والنضال كما ادعتها الوفاق، قد بدأ استحواذه على السلطة في لبنان تحت ذات الشعارات التي ترفعها الوفاق اليوم، وهي الشعارات التي تنتهي بـ «لبيك يا فقيه».
بيانات الإدانة من قبل أمريكا وحزب الله تؤكد أن «المعارضة» ليست وطنية، لأن المعارضة الوطنية لا تستقوي على وطنها بأجانب، فكيف إذا كان هؤلاء الأجانب من ألد الأعداء للعرب والمسلمين؟ وكيف إذا كان هؤلاء الأجانب يقتلون المسلمين في كل مكان؟ نعم فإن أية معارضة تستقوي على وطنها بالخارج لا تسمى معارضة وطنية، لأن المعارضة الوطنية هي التي تندمج في العمل الوطني، وهي التي تنتقد بالحكمة والموعظة الحسنة وتقدم المشورة والنصح، وهي التي تضع يدها في يد الدولة للقضاء على الفساد، وهي التي تأخذ بيد المسؤولين لتصحيح الأوضاع، وهي التي تدافع عن سيادة بلادها وتقف في وجه المستعمر فلا تناديه ولا تقبل أياديه، كما تنادي الوفاق أمريكا وتستنجد ببريطانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا وتستعين بإيران.
وما بيان حزب الله اللبناني عن حكم تجميد نشاط جمعية الوفاق إلا شهادة مختومة بأن هذه المعارضة منبعها ومنبتها إيراني، كما هو حزب الله، فهما قرنان لإيران؛ قرن حزب الله موجه إلى الدول العربية «سوريا والأردن وفلسطين»، وقرن الوفاق موجه إلى دول الخليج، تنطح بهما إيران حتى تستعيد إيوانها الذي حطمه عمر بن الخطاب، وهي اليوم تنتقم وتثأر من هذه النكبة التاريخية العظيمة التي لا زالت آثارها متوارثة من زمن كسرى مروراً بالتتار وحتى الخميني الذي جاء ليجدد هذا الثأر.
هذا الحزب الذي سقطت هيبته وكشفت ضعفه الثورة السورية، لا زال له وجه ولسان ليتطاول على البحرين، هذا الحزب الذي لا يستطيع اليوم إحصاء عدد قتلاه في سوريا، ولا يستطيع أن يداوي جرحاه، ولا يقدر أن يدفن موتاه، يظن أن البحرين ستكون لقمة سائغة للوفاق، كما صارت لبنان لقمة له من قبل، ونسي أن شعب البحرين لا يقل بأساً عن الشعب السوري الذي فجر مليشياته ونثر أشلاء قادته الذين أرسلهم لقتل الشعب السوري فإذا بهم يرجعون دون رؤوس ولا أيدي ولا أقدام، هذا الحزب الذي كشف الله الستر عنه وفضح سريرته ونواياه، عندما انخدعت به بعض من الشعوب العربية وأخذت تصفق له، فإذا الله ينزل به نازلة أصبحت بعدها الشعوب الإسلامية عدوة له، وها هو الله كذلك يفعل في الوفاق ليكشف سترها وخدرها ويخرج حقيقتها، ليس لشعب البحرين، بل حتى لأتباعها في البحرين.
إنه حزب الله اللبناني الذي يريد أن تصبح البحرين لبنان وعراق آخرين، وها هو الكاتب السوري ياسر الأطرش يقول: «إن حزب الله منذ 3 سنوات قرر ابتلاع الدولة اللبنانية علناً، ولم يعد يختبىء وراء شعارات الشراكة، وأن تغول هذا الحزب وابتلاعه للبنان بسبب ضعف الدولة في مواجهة سياساته والصمت الدولي عن جرائمه»، إذاً الحالة نفسها متشابهة بين الوفاق وحزب الله، وذلك بعدما كشفت الوفاق ومنذ أكثر من 3 سنوات عن نواياها في ابتلاع البحرين، ولم تعد هذه النوايا تخبئها بل أعلنتها إعلاناً داخلياً ودولياً، بعد أن عملت طوال سنوات على تمكين ميلشياتها في مؤسسات الدولة بعد استكمالها التدريب العسكري والفني لهم، إلا أن هذه الحسابات انهارت وتحطمت بفضل من الله سبحانه وتعالى.
ولا بد هنا من أن نزف البشرى والتهاني إلى العالم الإسلامي والشعب اللبناني والبحريني ونقول لهم إن نهاية الطغاة قد اقتربت، وأن صنم المقاومة الذي يرفعه حزب الله سيحطمه الشعب السوري تحت أقدامه إن شاء الله، كما ستتحطم أحلام الوفاق بعدما تقفل صناديق الانتخابات، وسيعلم بعدها العالم كيف ستنتصر إرادة الشعب البحريني على إرادة أتباع إيران وأحباب حزب الله.