اختتمت يوم أمس أعمال المؤتمر العلمي العالمي الرياضي الذي استضافته اللجنة الأولمبية البحرينية بالشراكة مع جامعة البحرين وبإشراف المجلس الدولي للصحة و التربية البدنية.
هذا المؤتمر شهد مشاركة متميزة من علماء ومتخصصين ومستشارين في المجال الرياضي ممن يحملون المؤهلات العلمية العليا وممن يتسلحون بسنوات من الخبرة في المجالين الأكاديمي والميداني وهو ما جعل بحوثهم وأطروحاتهم ذات قيمة عليا يستوجب علينا الاستفادة القصوى منها تجسيداً لتوجيهات جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه التي كان قد أطلقها في إحدى المناسبات الرياضية قبل عامين تقريباً عندما وجه لأهمية الاهتمام بالبحث العلمي كأداة رئيسية لتطوير الحركة الرياضية البحرينية.
وها نحن اليوم أمام فرصة ذهبية تتوافر فيها جميع عناصر النهج العلمي من بحوث ودراسات وأوراق علمية تربط بين أهمية الرياضة في حياتنا اليومية وبين الارتقاء بالحركة الرياضية التنافسية والترويحية الأمر الذي يجعلنا أمام خيارين لا ثالث لهما، أما استثمار هذه البحوث والدراسات وتفعيلها وهو ما نحتاجه فعلياً لتجسيد إستراتيجياتنا الرياضية وترجمتها على أرض الواقع، وأما إهمال هذه البحوث والدراسات وحبسها في الأدراج ـ كما حدث للعديد من الملفات المتعلقة بالتطوير الرياضي ـ والاستمرار في إهدار المال والوقت والجهد البشري وهذا ما لا نتمناه في هذه المرحلة الانتقالية الهامة.
الدكتور دونغ يانغ الكوري الجنوبي الأصل الأمريكي الجنسية الرئيس الفخري للمجلس الدولي للصحة والتربية البدنية أشار في محاضرته القيمة إلى أهمية التركيز على الرياضة المدرسية وتوفير الدعم المادي لها والعمل على تنظيم دورات أولمبية مدرسية لتحفيز الطلبة من الجنسين على الممارسة الرياضية على اعتبار أن المدرسة هي المنطلق الأول لتأسيس المجتمعات.
هذا الجانب يلامس احتياجاتنا البحرينية والتي لطالما طالبنا بالاهتمام بها من منطلق إيماننا بأهمية الرياضة المدرسية وبأنها الرافد الرئيسي للأندية والمنتخبات.
كما أن الإشارات التي أطلقها المحاضر الأسترالي عنتر إسحاق يوم أمس في محاضرته الخاصة بخصخصة الأندية الرياضية واسترشد فيها بتجارب أندية عملاقة مثل مانشستر يونايتد وبرشلونة وريال مدريد وأي سي ميلان ولوس أنجلوس كليبر تؤكد على أهمية التوجه لخصخصة الأندية الرياضية كأساس لنجاح عملية التطوير الرياضي.
قد لا نستطيع ـ هنا في البحرين ـ تطبيق الخصخصة في الوقت الحاضر ولكن بالإمكان الاستفادة من مواقع بعض الأندية النموذجية في الاستثمار والتسويق لحين الوصول إلى مرحلة الخصخصة التي نتطلع اليها، ليس هذا فحسب بل إن المؤتمر العلمي العالمي الرياضي تمخض عن العديد من التوصيات ذات العلاقة بالرياضة النسائية والرياضة للجميع والأنظمة الغذائية المثالية التي من شأنها أن تجنب المجتمع من الكثير من أمراض العصر آملين أن تجد هذه التوصيات طريق التفعيل.