تفجير هنا وإطلاق شوزن هناك، وحرق بعض الإطارات هنا وتفجير سلندر هناك هذا ما بقي من فلول العصابات الإرهابية في البحرين، المسماة بسرايا أو ثوار أو غيرها من مسميات «الكي بورد».
نتائجها وإن كانت تودي بأرواح لا نسترخصها أبداً سواء كانت روح رجل أمن أو روح إنسان عابر سبيل صادف مروره وقت عبث هذه الجماعات، إلا أنها في النهاية نتائج لم تعد مجدية وليس لها أثر على «الدولة» ككيان قائم ومستمر وله ثوابته الوطنية، له دستوره ومؤسساته وقانونه، كيان له ارتباطاته الإقليمية والدولية، كيان مجتمعه المدني مشغول بالتنمية وتنويع مصادر دخله ووووو.... وذلك «العبث» لا يقترب بوصة واحدة من أي هدف قامت تلك الجماعات الإرهابية على أساس تحقيقه وهو «إسقاط الدولة»!
ذلك العبث لم يعق إلا جهتين، أبناء الطائفة الشيعية الذين يقبض عليهم ليواجهوا العدالة والأثر الثاني هو إعاقة الجهود المبذولة من الأخيار لإعادة اللحمة الوطنية.
الجهود الأمنية قضت على عصب الجماعات الإرهابية وما تبقى منها لا يزيد عن فلول لها وعبارة عن بضعة أفراد معروفين، معظمهم هارب من وجه العدالة يتنقلون بين عواصم أوروبية أو عربية كبغداد أو بيروت يتمتعون بحماية مرجعيات دينية إيرانية، وهم من يقود مجموعات شبابية «لوفرية» في البحرين موزعين على بعض القرى التي تعد معقلاً لتلك المرجعيات ويتم تجنيدهم عن بعد أو عبر وسطاء أو عبر «الكي بورد» يقومون بذلك العبث اليومي، وحين يفجرون العبوة عن بعد يصرخون «يا علي» كما شاهدنا في العديد من الفيديوهات التي صوروها هم أنفسهم وأضافوا خلفيات موسيقية لأغان لبنانية حماسية على اعتبار أن ما يقومون به هو حرب دينية ودائماً ما يقبض عليهم في الحال وينتهي مصيرهم بأحكام مؤبدة أو 15 سنة داخل السجن لتبدأ بعدها مكانية «الدعم اللوجستي» عملها الذي حفظناه عن ظهر قلب بتكليف هيئة الدفاع عنهم زيارة أسرهم والتعتيم على جرائمهم وبقلب المصطلحات والتسميات الخاصة بأفعالهم، ليصبح الإرهابي محتجاً وليصبح المحكوم معتقلاً ولتظهر كل أمراض الدنيا فيهم وتظهر صور ذويهم وأبنائهم المستضعفين ووووو سيناريو بات أصغر طفل في البحرين يحفظه عن ظهر قلب ففقد كل التأثير المحلي والأهم أنه فقد التأثير الدولي.
باختصار ليس لفكر أو فعل الإرهاب جذور تاريخية في المجتمع البحريني أو عند الطائفة الشيعية، ولولا التجنيد عند بعد ولولا الدعم اللوجستي من «أجنحة الولي الفقيه» لما نجحت عمليات التجنيد باستمرار رفد الساحة الإرهابية بمزيد من الوقود.
فإن نجحت الدولة في تحييد أثر تلك الأفعال على كيان الدولة المحلي أو الدولي، بل ليس له أثر حتى على برامج ومشاريع وخطط الدولة للتنمية والاقتصاد، فإن ضحايا هذا العبث كما قلنا هما اثنان فقط، الشباب الذين سيواجهون مصيراً أسود يصيبهم ويصيب أسرهم، وتعطيل الجهود التي تبذل الآن من عدة أطراف لإعادة اللحمة الوطنية، فتلك الأفعال الصبيانية تعاكس الجهود التي تبذلها الأصوات والوجوه المعتدلة التي بدأت تنشط من أجل إبعاد شبح الفكر الإرهابي عن أبناء الطائفة الشيعية وإعادة تموضعهم داخل الإطار الوطني البحريني الشامل كمكان طبيعي وأصلي لهم.
وما لم تتضافر الجهود لوقف قيادات تلك المجموعات الإرهابية وماكينة دعمها اللوجستي فإنهما سيظلان عائقاً وحاجزاً يعيق الجهود التي تبذلها عدة أطراف ولإعادة اللحمة الوطنية ولإنقاذ شباب وأبناء الطائفة، لذا لابد من تضييق الدائرة على تلك المكينتين، بملاحقة قيادات تلك المجموعة دولياً عبر الإنتربول وملاحقة ماكينة الدعم قانونياً وعزلهم اجتماعياً وسياسياً حتى تتمكن الجهود الخيرة أن تعمل بلا معوقات، فالأصل الطيب غالب في الشعب البحريني وما هذه الأفعال إلا دخيلة عليه لا جذر لها.