يروي أحد الإخوة الخليجيين أنه كان مسافراً إلى إسطنبول، فاحتاج إلى أن يركب التاكسي، وحين انتهى مشوار التاكسي، أراد دفع الأجرة، فسأل عن الأجرة كون السائق لم يشغل العداد (ويبدو أنه لم يشغل العداد متعمداً) فقال سائق التاكسي إن الأجرة كذا، تفاجأ الأخ الخليجي من المبلغ، والمشوار ليس طويلاً، فأخذ يتحاور مع السائق كيف احتسبت هذه الأجرة وأنا أذهب مع تاكسي آخر لنفس المشوار بسعر أقل كل يوم؟
لكن الأخ الخليجي فعل ما يفعله أغلب الخليجيين، لم يشأ أن يذهب إلى الشرطة لموضوع كهذا وهو مسافر مع أسرته للسياحة، فاضطر إلى الدفع.
لكن سائق التاكسي قبل أن يذهب قال للأخ الخليجي: «أنتم ترفعون سعر البنزين علينا، ونحن نرفع سعر التوصيل عليكم لأنكم خليجيون..!».
في موضوع هبوط أسعار النفط التي حدثت فجأة، خرجت تحليلات كثيرة ومتعددة، بعضها متفائل، وبعضها متشائم، والبعض الآخر أرجع هذا الانخفاض إلى لعبة سياسية لضرب دول، لكن الأكيد أن هذا الانخفاض سيؤثر على الدول الخليجية بشكل سلبي، وهذا ما لمح له بعض وزراء النفط الخليجيين.
في المقابل قالت دولة مثل إيران على لسان رئيسها إن انخفاض أسعار النفط هو مؤامرة إقليمية، ويبدو أنه يقصد دول الخليج العربي، كون إيران ستعاني كثيراً جراء هذا الانخفاض مما سيؤثر على دعمها لميليشياتها في العراق، أو احتلالها للعراق، أو دعمها لنظام الأسد الدموي، أو دعمها للحوثيين، أو دعمها لحزب الشيطان وفروعه أو دعمها لأذنابها في البحرين.
كل ذلك يحتاج إلى أموال، بينما وضع الاقتصاد الإيراني والتضخم يشكلان هاجساً مقلقاً للشعب الإيراني.
البعض أيضاً قال إن كلفة النفط الحجري أو الصخري الذي أخذت أمريكا تعتمد عليه هي إحدى أسباب هبوط أسعار النفط، فكلفة النفط الصخري مرتفعة، وإذا ما هبطت أسعار النفط إما أن يكون هامش الربح في (الصخري) قليلة، أو أنها تتساوى مع كلفة الإنتاج.
بحلول العام القادم أو على الأكثر في 2016 ستكتفي أمريكا ذاتياً من النفط المستورد من السعودية، حتى وإن كان نوعية النفط الصخري تختلف عن النفط الإحفوري من حيث الجودة والكثافة، إلا أن أمريكا ربما تكتفي بالنفط الحجري عن الاستيراد من السعودية والذي يبلغ 1.5 مليون برميل يومياً.
التطورات التكنولوجية التي حدثت جعلت أنواعاً أخرى من النفط تخرج، فبعد النفط الصخري، خرج النفط الرملي، ونفط المياه العميقة جداً، أو ما يسمى بـ(نفط ما بعد طبقة الملح) كل ذلك ساهم في اكتفاء البعض من النفط، أو تقلص حجم وارداته منه، (كل الدول طلع عندها نفط إلا احنا).
بعيداً عن كل التحليلات التي وردت في هذا الموضوع، وهي كثيرة ومتعددة، لكن من الواضح أن عودة أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار للبرميل أصبحت من الماضي كما وصف ذلك وزير البترول السعودي علي النعيمي.
قبل أيام جمعني حديث عابر مع أحد المواطنين حول موضوع النفط، وقد قال كلاماً ربما تطرقت له سابقاً في ظروف مشابهة حين هبطت أسعار النفط خلال السنوات الماضية، حيث قال: إننا كمواطنين لم نستفد أي شيء من ارتفاع أسعار النفط، ارتفعت وبقيت مرتفعة فترات طويلة، لكننا كمواطنين ماذا جنينا؟ من هم الذين استفادوا من ارتفاع أسعار النفط؟
كلام الأخ في محله، حتى وإن قيل إن الاستفادة جاءت في مشروعات وتنمية قدمت للمواطنين، حتى مع ذلك فإن ما تم تقديمه لا يوازي الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط، مما يعني أننا كشعوب نسدد فواتير هبوط أسعار النفط، وسوف تعاد أسطوانة (التقشف) مجدداً.
وهذا يعني أن المواطن يسدد فواتير هبوط أسعار النفط، ولا يجني مكاسب ارتفاع أسعار النفط التي وصلت في بعض الأحيان إلى 145 دولاراً للبرميل..!
بالأمس قرأت أنه تم اختيار الأخ النائب عيسى الكوهجي لرئاسة اللجنة المالية، ولا أعلم هل سيقاتل النائب عيسى الكوهجي من أجل ميزانية ترضي المواطنين؛ أم أننا سندخل في دوامة تبريرات انخفاض أسعار النفط؟
الميزانية العامة في اعتقادي لا تحتاج إضافة بنود، إنما تحتاج إلى إغلاق بنود، أو تقليص بنود، من أجل أخذ الفائض من هذه البنود وتحويلها إلى مشاريع تشكل صلب حياة الناس.
على سبيل المثال لا الحصر، فقد نشر لإحدى الوزارات أن تنظيف مباني الوزارة التابعة لها في خمس سنوات يقدر بـ18 مليون دينار..!
أليست هذه ملايين تضيع، ويمكن تنظيف مباني الوزارات بمبالغ أقل بكثير من أجل توفير مبالغ في الميزانية؟
مثل ميزانية التنظيفات إنما هو مثل بسيط، وفي الميزانية كوارث وملايين تذهب ولا نعرف إلى أين؟ ملايين التعطل هل تذهب إلى مستحقيها؟ ملايين التدريب التي تجنى من الشركات إلى من تذهب، ومن المستفيد منها، ومن الذي يتحكم في صرفها؟
اصحوا ويانا شوي يا نواب، أخاف دخلتوا البيات الشتوي (بدري)..!
اللافت هنا، أننا كمواطنين يتم إخافتنا بموضوع هبوط أسعار النفط (ونحن لم نعمل على تطوير مداخيل الدولة من السياحة مثلاً كصناعة كما يجب، وصرنا نعتمد على النفط بنسبة عالية جداً) ولم يتم تبشيرنا بأخبار جميلة حين ارتفعت أسعار النفط.
حياتنا أصبحت برميلاً، برميل نفط، وبرميل ماء، وإسطوانة غاز، وأجلكم الله برميل قمامة، ففي الغرب يستغلون كل شيء من أجل توليد الطاقة، ونحن مازلنا نحن نبحث عن مدافن جديدة ندفن فيها القمامة، مع أن لدينا شح أراضي..!
** رذاذ
أحد الإخوة الذين ينتمون لما يسمى شباب الفاتح قال: «إنه يحتاج إلى ردم (الهوة) بينه وبين المعارضة»..!!
بصراحة لم أفهم ماذا يقصد الأخ بردم (الهوة)..؟
ما يسمون بالمعارضة وهي معارضة ليست وطنية، كانوا يريدون الانقلاب في 2011، فماذا يعني ردم الهوة بينكم وبينهم؟
هل النتيجة ستعني بناء على ردم الهوة (نصف انقلاب)..؟
البعض من الأفضل له أن يسكت عن الحديث باسم الناس، وهو يمثل نفسه، وليس له شارع، ولا جماهير.
لو كان بيدي لأخذتكم أنتم وتجمعكم الأم الذي انشققتم عنه، وجعلتكم مثل التوائم.. وسويت لكم (هوة) لأنكم أنتم فعلاً تعيشون «الهوة».. ما أعرف من اللي قعدكم..!
بس الظاهر أن ناس وايد تحتاج لردم في البلد.. طبعاً أقصد «الهوة»..!
** الإخوة في شركة بابكو اعتذروا عن خطأ إزالة كلمة العربي من الخارطة في رزنامة الشركة، وأرجعوا ذلك إلى خطأ من المطبعة..!
يا جماعة انتوا تطبعون مطبوعاتكم في إيران؟.. الذين يزيلون كلمة العربي هم الإيرانيون، فهل أنتم تطبعون مطبوعاتكم هناك..؟
«البلد فوضى» على قول عادل إمام؟