«أولياء الأمور الكرام.. صدر قرار من جمعية رعاية الطفل والأمومة، ابتداء من الأول من يناير للعام الجديد 2015 بتوقف باصات المعهد، ولهذا يرجى الالتزام بإحضار أبنائكم». هذا هو نص الرسالة التي بعثها معهد الأمل للتربية الخاصة لأولياء الأمور قبل أيام، ينبههم فيها المعهد إلى ضرورة توفير مواصلات لأبنائهم الطلبة، لأن المعهد رفع يده عن هذه الخدمة المهمة، وهي إيصال الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة من وإلى المعهد.
هذا القرار المفاجئ جداً من طرف إدارة المعهد أوقع أولياء الأمور في ربكة شديدة، وحتى هذه اللحظة لا يعلمون ما يفعلون، فطيلة الأعوام الماضية كانت الأمور تسير على أحسن ما يرام، فما الذي تغير حتى تقوم إدارة المعهد من ترك الطفل وولي أمره في وسط المشكلة، وإلزام ولي الأمر تحديداً على أن يدبر «مواصلات» وفي وقت قصير للغاية.
إن أكثر ما يؤاخذ على إدارة المعهد في هذا الخصوص هو الفترة الضيقة والقصيرة جداً، تلك المهلة التي أعطتها الإدارة لأولياء الأمور كي يتدبروا شأن أمر أبنائهم في ما يتعلق بتوفير مواصلات تنقلهم إلى المعهد ومن ثم إلى المنزل.
الإدارة حاولت مساعدة أولياء الأمور في هذا الخصوص بطريقة خجولة، فأعطتهم أرقام هواتف لمجموعة من أصحاب الحافلات الخاصة بتوصل الطلبة، لكن هذا الأمر لم يجد نفعاً.
أولياء الأمور أكدوا أن غالبية من تم الاتصال بهم من أصحاب الحافلات لا يمكن لهم أن يقوموا بهذه المهمة، لأنها جاءتهم في وسط العام الدراسي، وهم مرتبطون وملتزمون بمسؤوليات أخرى، ولا يملكون الوقت الكافي لذلك، أما من يستطع منهم فعل هذا الأمر فإنهم استغلوا هذه الفرصة الجشعة، فطالبوا بمبالغ مرتفعة جداً على الطالب الواحد نظير توصيله معهد الأمل. ليس هذا وحسب، بل أكد بعض أولياء الأمور أن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون إلى سائق متمكن يقدر حجم العمل في الجانب الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، وليس أي سائق يمكن أن يدرك حجم هذه المسؤولية الحساسة، بل ربما يحتاجون حتى إلى حافلات فيها بعض المقاعد الخاصة كذلك.
من المؤكد أن وزارة التربية والتعليم لن تتدخل في هذا الشأن، لأن ليس من اختصاصها توفير مواصلات لطلبة المعاهد الخاصة، وأن كل ما يمكن فعله في هذا الخصوص هو تحديد حالات الإعاقة بالمدارس والإشراف على الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية والطلبة الدارسين بالمعاهد الخاصة خارج المملكة، وكذلك هي المسؤولة عن المناهج الخاصة بالطلبة.
من المعروف أن معهد الأمل يتبع جمعية رعاية الطفل والأمومة التي قامت بتأسيسه بغرض سد حاجة المجتمع في إيجاد خدمات تربوية متخصصة في مجال التربية الخاصة، لكن لابد من أن تتدخل وزارة التنمية والشؤون الاجتماعية وحتى وزارة التربية أيضاً، لأجل إنقاذ وضع طلبة معهد الأمل، فكما ذكر بعض أولياء الأمور أنهم في حال لم يستطيعوا توفير مواصلات لأبنائهم في هذه الفترة القصيرة، وهذا هو المرجح، فإن أبناءهم سيرمون في الشارع قريباً، وهذا أخطر ما في الموضوع، فالمسألة كونها تتعلق بالجانب الإنساني أكثر مما تتعلق بمواصلات أو بمن يتنصلون من مسؤولياتهم الإنسانية والوطنية.