مع إنني لم أتشرف بتواجدي للقاء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة رئيس الوزراء إلا أنني وكأني كنت حاضراً وأسمع كلمات سموه حين قال لرؤساء التحرير والزملاء كتاب الرأي «انتقدوا وزرائي وقبلهم أنا»، بهذه الكلمات الصريحة المباشرة كعادة سموه في تقديره للسلطة الرابعة وإدراكه لأهمية الصحافة الوطنية التي وإن انتقدت فإنها تريد الإصلاح والأفضل للوطن بعيداً عن أية مصالح ضيقة أو أجندات معينة.
حقيقة إن ما قاله سمو رئيس الوزراء تدل على حكمته وسعة صدره لأي انتقاد يوجه للحكومة وأعضائها وعلى رأسهم هو، بشرط أن يكون هذا النقد بناءً، وكما عبر عنه سموه بأن هذا النقد يدل على الوطنية وروح الانتماء الخالصة من كتاب الرأي الذين يعبرون عن نبض الشارع وينقلون هموم المواطنين، وبالتالي فإن ما يعكسه الكتاب هو ما يدور في الأوساط الشعبية، وهذا ما أكد عليه سمو الأمير، بضرورة وجود صوت صحفي مرتفع، في وجه كل من يحاول أن يزعزع أمن واستقرار الوطن، أو يشكك في الديمقراطية التي حققت الكثير خلال الفترة الماضية.
ما لفت نظري في حديث سمو رئيس الوزراء هو تأكيده على أن الحكومة لاتزال حتى اليوم تتصدى لكل فلول من سعى للمؤامرة الكبرى إبان عام 2011 وذلك من خلال برنامج عمل الحكومة الذي ينتظره الجميع ليلبي كل رغبات المواطنين وطموحاتهم من الدولة في الأربع سنوات القادمة، هذا البرنامج الذي كشف سموه أن لجنة يشرف عليها الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وهذا ما يعطينا مؤشراً وتفاؤلا وثقة برؤية سموه للمواطنين وخصوصاً منهم الشباب الذين نتمنى أن يكون لهم نصيب الأسد في برنامج عمل الحكومة.
وفيما يتعلق بعلاقة الحكومة مع البرلمان، أكد رئيس الوزراء أنه ينظر بتفاؤل لهذه العلاقة التي يبدو أنها تسير إلى الأفضل والمرجو منها وما زيارة سموه إلى مبنى مجلس النواب إلا تأكيداً على أن هذا التعاون والتنسيق والتفاهم بين السلطتين سيعود بالخير على الوطن والمواطن بعيداً عن المناكفة والمزايدة التي لن نجني منها إلا تعطيل مصالح الشعب وتوقف عملية التنمية إذا ما التفتنا إلى الخلافات السياسية، وبالتالي يجب أن نتجه كدولة إلى تنمية الاقتصاد والدخل القومي.
وفي أثناء حديث سموه لرؤساء التحرير وكتاب الرأي لم ينسى موقف ودور الصحافة خلال الاستحقاق النيابي حين واجهوا القوى الظلامية التي دعت لمقاطعة الانتخابات التي فشلت فشلاً ذريعاً ونجحت البحرين بفضل من الله تعالى ثم بحكمة القيادة السياسية ووقوف شعب البحرين الوفي والصحافة الوطنية التي لها مكانتها لدى رئيس الوزراء وما تأكيده بأنه وجه الوزراء على الانفتاح على الصحافة وفتح كل قنوات التواصل مع الصحافيين إلا دليل على إيمانه بدورها الوطني باعتبارها شريكاً في المنجزات الوطنية التي تحققت والتي ستتحقق في المستقبل، وبالتالي فإن بناء البحرين لن يكون إلا بسواعد أبنائها المخلصين الذين هم حائط الصد الذي ستنكسر عنده كل محاولات العبث به وبمقدراته.
في ظل كل ما قاله سمو رئيس الوزراء لرجالات الصحافة فإننا نحسد أنفسنا على وجود شخصية مثل الأمير خليفة بن سلمان تقدر أهمية الصحافة والإعلاميين وما تأكيده بأن باب سموه مفتوح أمام الصحافيين الذين يدافعون عن قضايا الوطن، فما يطرحه كتاب الرأي مسموع ويصل إلى رئيس الوزراء ويتابعه ويتجاوب معه بسرعة، وهذا يدل على أهمية ما يكتب بأقلام أصحاب الرأي وهي مسؤولية كبيرة ملقاه على عاتقهم في إيصال الحقيقة للقيادة في هذا الوطن العزيز، وعلينا معشر الكتاب أن نسدي النصح والمشورة بكل أمانة لأصحاب القرار، وهي كما قال سمو رئيس الوزراء «موضع اهتمام كبير، فالأبواب مشرعة، والآذان مفتوحة لسماع كل رأي يسهم في تعزيز مسيرة التنمية».
همسة:
قال سمو رئيس الوزراء في حديثه لرؤساء التحرير والزملاء كتاب الرأي إن سموه في أول اجتماع للحكومة الجديدة وجه الوزراء إلى التعاون مع رجال الإعلام وأن يفتحوا أبوابهم أمام الصحافة، وهذا ما نتمناه في الحقيقة من جميع الوزراء بالرد على اتصالات واستفسارات الصحافيين دون تأخير أو تسويف.