ها هي المواقع الإخبارية، ومنها الإيرانية، تتناقل خبراً تحت عنوان «خليل مرزوق يحذر السلطات من اندلاع شرارة العمل السري والمسلح»، إنه ضيف قناة «العرب» الأول يعلنها صراحة عن الدعم الأجنبي للمؤامرة الانقلابية الفاشلة في البحرين، وذلك في التقرير الذي نشر على موقع الجمعية بتاريخ 2 فبراير 2015، حيث قال «تخلى اللاعبون الدوليون عن «الوفاق» وعلي سلمان»، ومن هم اللاعبون الدوليون غير أمريكا ودول الغرب وإيران. إذاً هي مؤامرة مدعومة من جهات أجنبية، وليس كما كانت تدعي الوفاق بأنها معارضة وطنية.
لم يتوقف التصريح عند هذا الاعتراف؛ بل لام «مرزوق» «اللاعبين الدوليين» وبشرهم بالندم والبكاء في قوله إن «هذه القوى ستتباكى لاحقاً على البحرين، كما تباكت على دول أخرى كان من الممكن دعم عملية التحول السلمي فيها»، ثم أطلق تهديده للدولة بالعمل السري المسلح بقوله إن «المنطق والسنة التاريخية يقولان إنه إذا قمعت العمل السياسي والسلمي فإنك تفتح الباب أمام العمل السري والمسلح، وهو ليس خيار الوفاق، وإنما خيار السلطة ومن يقفون خلفها من داعمين دوليين».
فماذا بعد هذا الاعتراف والتهديد؟ أليست هذا شهادة من أهلها تغني عن ألف شهادة ودليل وتسجيل وتحقيق؟ أليس هذا برهاناً وإدانة لهذه الجمعية التي مازالت تحتفظ بمواقعها ومقارها؟ وذلك حين تقوم هذه الجمعية بتنفيذ مؤامرة انقلاب بدعم دول أجنبية، أليس هذا تخابراً وتآمراً وعمالة؟ أم مازال في المسألة إعادة ونظر ومداولة؟ كان هذا الدعم مكشوفاً ومعروفاً ولم تخفه الوفاق؛ فكانت تطير كل يوم إلى فرنسا وألمانيا وبريطانيا وتحط في أمريكا ثم إلى بغداد وبيروت وطهران، إذاً الوفاق كانت الحليف الخليجي الأساسي لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط والذي كانت نقطة انطلاقه من البحرين، ولذلك لام المرزوق حلفاءه الدوليين عن تخليهم عن جمعيته وأمينها العام.
أما التهديد بالعمل السري والمسلح فهو إعلان عن تنفيذ المخطط التالي من المؤامرة الانقلابية والتحول في نوعية العمليات الإرهابية التي تشنها ميليشيات الوفاق على رجال الأمن وحرق المنشآت، وصولاً إلى عملية اغتيال لشخصيات وتفجيرات قد تطال منشآت ومؤسسات حيوية، وهذا التهديد ليس بجديد؛ فقد أشار إليه علي سلمان من قبل بقوله «الوفاق لم تستخدم حتى الآن سوى خمسين بالمائة من قوتها»، أي أن العمل السري المسلح مازال يواصل سريته، وأن هناك أسلحة مخزنة أو أن عملية التهريب مازالت مستمرة، حيث إن عملية التهريب تعتبر لديهم أكبر من الممكنة، خاصة مع كثافة الرحلات البرية إلى دول إرهابية بمختلف وسائل النقل والشاحنات، وكذلك بالنسبة للموانئ والسواحل وسفن الصيد وغيرها من مراكب.
قد لا يلقى بال لهذا التصريح رغم ما يحمله من أدلة تدين صاحبه وتدين علي سلمان؛ بل وتدين الوفاق وجميع أعضائها وكتابها، لذلك فعدم أخذ هذا التصريح بجدية ستكون نتيجته جرائم إرهابية، فاللاعبون الدوليون مازالوا موجودين على الساحة وقد تتغير مواقفهم عندما تنتهي حاجتهم لدول الخليج بعد أن دخلت هذه الدول في التحالف معها لمحاربة الإرهاب في العراق، وهو ما فتح الباب للحكومة العراقية على مصراعية لإبادة أهل السنة دون تدخل من دول خليجية أو المنظمات الأممية، وذلك لحسم العملية السياسية في العراق نهائياً دون إزعاج من قبل المقاومة، فما الداعي بعدها لاستمرار هذا التحالف؟ وهذا التصريح أيضاً تدشين للمؤامرة القادمة، التي لابد ستتدارك الأخطاء وأولها تبرئة من سماهم اللاعبين الدوليين الذين كشفوا عن أنفسهم باشتراكهم في هذه المؤامرة، وهذا التبرئة لا تنطلي علينا، فالعمل السري المسلح يحتاج إلى دعم وتمويل وتكتيك، وهذا ليس بمقدور الوفاق دون مساعدات ودعم.
المنطق والسنة التاريخية يؤكدان أنه لن تحقق لأعداء البحرين غاية ولن ترفع لهم راية، وقد شملتهم دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم على كسرى»اللهم مزق ملكه»، وها هو ملك كسرى وأتباعه وأذنابه في شتى بقاع الأرض بين ممزق وهالك، وها قد دنا هلاكه اليوم في البحرين، وما هذا التصريح إلا غرغرة الاحتضار، لأنه يعلم تمام العلم أنه يلعب في الوقت الذي يشمر فيه شعب البحرين عن ذراعه للتصدي لأي مؤامرة انقلابية قادمة أو نائمة، وحتى لو قادتها أمريكا بعساكرها و»جناكلها».