ماذا ستقول الوفاق بعد المشهد الذي رأته يوم السبت الماضي؟!
هل ستقول تزوير، فبركة، ترويع، تهديد، “فوتوشوب”، تم بحق عشرات الآلاف من مواطني البحرين الذين صوتوا في الانتخابات وشاركوا فيها؟!
حقاً، نريد أن نعرف تماماً ماذا ستقول؟! وبأي وجه ستخرج به أمام العالم، بالأخص الجهات التي تتعامل مع موضوع البحرين بحيادية وتعمل العقل فيه، بأي وجه ستخرج أمامهم لـ “تقلل” من شأن ما حصل، ولـ “تبرر” بأي وسيلة كانت سبب هذه المشاركة الكبيرة والنسبة التي تجاوزت 52%، والتي هي بحد ذاتها “ضربة قاصمة” لادعاءات الوفاق التي “صجت” بها آذان العالم طوال ثلاث سنوات بأن “شعب البحرين يريد.. وشعب البحرين يطالب..”، إذ هاهو شعب البحرين قال كلمته، بالتالي من يطالب ليس “الشعب” بالوصف الشامل له التي تدعيه الوفاق، من يطالب بمشروع انقلابي طائفي فئوي هي الوفاق ومن مايزال يتبعها.
لا يمكن للوفاق تغيير حقيقة ثابتة، بأنها هي التي مارست التزوير والفبركة والترويع والتهديد و”الفوتوشوب” وليست الدولة؛ هي التي “زورت” حقيقة هامة تتمثل بأن الأغلبية الساحقة من الشعب مع بلادهم البحرين وليسوا مع الوفاق المتآمرة على البلد. هي التي “فبركت” الوقائع التي حصلت طوال ثلاث سنوات، وصورت للمجتمع الدولي بأن “البحرين تقاطع” وأنتجت فيديو “كاذب” ونشرته، فيما الحقيقة هي تلك “الصفعة” التي وجهها المخلصون من أبناء البحرين للجمعية الانقلابية الطائفية السبت الماضي. وطبعاً فيديو الوفاق (الذي مازلنا ننتظر جهة مسؤولة بالبلد معنية بتطبيق القانون لتتعامل مع التزوير الذي فيه) فيديو الوفاق هو من تم استخدام “الفوتوشوب” فيه لتغيير اليافطات واللوحات على مباني البحرين وتم تضمين جملة “البحرين تقاطع”، والطريف أن الوفاق “الكاذبة” في الفيديو “المفبرك” الخاص بها لا يمكنها “تزوير” الحقيقة لو جاء لها مراسل أجنبي أو صحافي ليسألها عن الفيديو وهل هذه اللافتات المكتوب فيها “زوراً” بأن الشعب يقاطع، هل هذه اللافتات حقيقية، فبماذا ستجيب الوفاق التي تدعي المصداقية والنزاهة والصدق وقول الحق؟! هل ستمتلك الشجاعة لتقول بأن فيديو لافتاته غيرت بـ”الفوتوشوب”؟! والله مثيرة للشفقة هذه الحالة، واللهم لا شماتة!
طبعاً الترويع والتهديد ضعوه في خانة وكفة لوحدهم، فهل الدولة هددت مواطنيها؟! هل أجبرتهم على الذهاب للصناديق؟! بل هل الدولة منعت من يريد المقاطعة وعدم المشاركة من التمثل بموقفه؟! من فعل ذلك إذن؟! أليست الوفاق التي بدأت إصدار الفتاوى عبر مرجعها من على المنابر للدعوة للمقاطعة؟! أليست هي التي مارست أول نوع من التهديد العلني الصريح مع عضوها بونبيل الذي “كسر تابو التبعية العمياء” وذهب ليترشح، فأجبرته على الانسحاب خوفاً على أهله؟! أليست الوفاق هي الجمعية “الخرساء” التي أجبرت بقية الأتباع على “الخرس” إزاء ممارسات الغوغاء بتخريب وتدمير ممتلكات المترشحين وإعلاناتهم واستمرار الحرق وسد الشوارع؟!
الوفاق كل ذلك وأكثر، بالتالي من يطالبنا اليوم بألا “نقسو” عليهم، وأن نمنحهم فرصة للعودة للصف الوطني، وأن نعتبرهم “معارضة سلمية” أو “معارضة وطنية”، هذا ما يجب أن نقول له: افتح أنت عينيك، أو لا تفتحهما إن شئت، لكن فضح هذه الجمعية الانقلابية وإسقاط كافة أوراق التوت التي تستر مساوئها وكراهيتها ومساعيها ضد البحرين هو واجب المخلصين اليوم، فلسنا نقبل بيوم آخر يقف فيه بعضهم من الكارهين علانية لهذه البلد ليشرخوا الصف الوطني، وليتطاول على نظام البلد وقانونه، وليعيثوا في الأرض الفساد.
انتخابات السبت الماضي بينت حجم الوفاق ومن يتبعها، بينت حجمهم الحقيقي حتى بالنسبة للشارع الذي تدعي أنه يتبعها بشكل مطلق، كثير من إخواننا الشيعة ذهبوا للتصويت في المراكز العامة تجنباً لإرهاب الانقلابيين، وهذا ما جعل الوفاق تجن وتتوسل في يوم التصويت فتح “حوار رابع” مع النظام.
من مازال يصدق الوفاق عليه أن يفتح عينيه اليوم، كثيرون ممن وقفوا يوماً وراء الجمعية الولائية لإيران هم اليوم انفضوا من حولها وتركوا “أبواقها” تصرخ فيهم إما بالتوسل ليواصلوا التحلق حولها، أو ليصرخوا بلغة التخوين والعمالة والتهديد. من يصدق الوفاق مخطئ تماماً ولا يعمل عقله، إذ من يدعي أنه مع حقوق الإنسان والعدالة والمطالب السوية لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يدعم أنظمة قمعية دكتاتورية دموية تنكل بشعوبها وتشنقهم على أعمدة الإنارة وتقتل الرضع والأطفال مثلما يفعل النظام الإيراني والنظام السوري. من يدعي أنه يقف ضد الظلم من الاستحالة أن يقف مع الظلم في مكان آخر، هذا هو المنطق. لكن الوفاق سيدة الكذب بامتياز. قالت للناس قاطعوا في 2002 وشتموا في البرلمان، ثم هرعوا إليه يتراكضون في 2006، وهاهم يفعلونها اليوم وسترونهم يركضون مجدداً في 2018. قالوا لكم في الدوار صمود ويسقط النظام، ثم وجدتموهم في مجالس عزاء النظام. قال علي سلمان صارخاً من وراء الزجاج ومن وسط حراسه وفي عمق قرية تسلب الوفاق مصيرها وأهلها، قال للنظام: لا شرعية لكم. ثم هاهو يوفد رسولاً هنا، ووسيطاً هناك، وسمساراً في ذاك الاتجاه للنظام حتى يحصل على صفقة مهما كان حجمها. يقول لهم: تحلمون. بينما هو اليوم من يحلم بأن تتكرم عليه الدولة وتذكر أمام مسمعه كلمة: حوار!
سيقول بعض “المتفيقهين” الآن، ومن يحاولون إبراز أنفسهم على أنهم وسطيون بأنه لا يجوز “كسر” الوفاق بهذه الصورة اليوم. لكننا نقول لهؤلاء، بالأخص ممن يريدون البقاء -كما يدعون- على مسافة واحدة من الدولة وجمعيات الانقلاب، أنه في مصير دولة استهدفت لا مكان للحياد، في حق وطن كاد أن يختطف لا موقع للوسطية، في مواجهة فئة لو استحوذت على البحرين لمارست أبشع الممارسات الحاصلة مثيلاتها في إيران وسوريا لا مكان للعطف و”كسر الخواطر”.
هذا ما جنته الوفاق على نفسه بانقلابها على البحرين، هذا ما وصلت إليه بسبب مكابرتها على كل حل أريد به رمي “طوق نجاة” لها عل وعسى تتوب وتعود لرشدها. اليوم على هذه الجمعية أن تلتزم بقوانين البلد حرفياً، عليها أن تحترم البحرين أشد الاحترام وتتجنب أية نوع من أنواع التطاول. فلا “شرعية شعبية” للوفاق اليوم كما ادعت كذباً وزوراً فيما مضى، وأثبتت ذلك نسبة التصويت، وأثبتها تهافت الناس على ممارسة حقهم. الشرعية لا تؤخذ بالصراخ والكذب، الشرعية تؤخذ من الواقع والحقيقة، والحقيقة تقول اليوم بأن الوفاق التي هددت بـ “تصفير” الصناديق، تركها الناس وحتى من تبعوها يوماً، تركوها “تصفر” لوحدها، ونجحت بالفعل في “التصفير”، لكن بـ”تصفير” كل رصيد ادعاءاتها وفبركاتها، فصناديق الاقتراع امتلأت بنسبة تفوق الـ52%!